بقلم: ميخائيل حليم
ازدحام المواصلات العامة بلغ حد الظاهرة التي تزداد يومًا بعد الآخر، فهل المشكلة تتعلق بالزيادة السكانية أم الكثافة السكانية؟

هل هي سوء إدارة من قِبل القائمين على هذة المرافق أم مرتبطة بأسباب اقتصادية؟

هذا الزحام ينتقص من كرامة الإنسان وقد يصيبه بالتوتر والهياج العصبي، ويعتبر سببًا من أسباب زيادة معدلات التحرش الجنسي، كما يعتبر بيئة خصبة للنشل والسرقة.

وأخيرًا نوصي بتغيير اسمها من مواصلات عامة إلى ناقلات لحوم البشر!!

 إن ازدحام المواصلات العامة أصبح شيئًا مؤسفًا سواء كان أتوبيسًا أو مترو وخصوصًا وقت الزروة وقد أطلق الناس عليه مصطلح "دة عامل زي علبة السردين"، و"الناس غلابة عايزين يذهبوا إلى عملهم بحثا عن رغيف الخبز، وقد يكونوا قد اعتادوا على هذا الأمر ومحدش بيتكلم وطبعًا المسؤلين ميعرفوش حاجة لأنهم مش بيستخدموا هذا النوع من المواصلات، لكن أعتقد إنهم هايعرفوا بعد قراءة هذة السطور ومشاهدة الصور التي ترسم وتجسد هموم المواطنين".

 بالطبع هذة المشكلة تنحصر على الأغلب في القاهرة الكبرى وبالتالي تشير أصابع الاتهام إما للكثافة أو للزيادة السكانية وبدوري سوف أترافع عن كل منهما لأخرجهما من قفص الاتهام، بكل بساطة وعن صدق؛ بالتأكيد أغلب الناس "عايزين يعيشوا في الأماكن القريبة من عملهم والمليئة بالخدمات" وأيضًا من حق كل إنسان يبقى عنده أبناء بمتوسط طفلين، يبقى الكثافة والزيادة أمر طبيعي يبقى الحل وضع خطط لتوزيع هذه الكثافة على مساحات أكبر وتوفير الخدمات وفرص العمل في المدن الجديدة حتى تقطنها الناس وكذلك استغلال الثروة البشرية بدلاً من جعلها شماعة نعلق عليها نتائج الإهمال والفساد وسوء التخطيط.

 قد يكون سوء الإدارة عامل من عوامل تفاقم هذه الظاهرة، فمثلاً قد نجد تحسنًا نسبيًا في مترو الأنفاق عن السابق بسبب الإدارة الحالية التي تسعى لتحسين خدماته، ولكن العامل الرئيسي هو عامل اقتصادي لتحقيق أعلى ربحية، بمعنى أن عدد الركاب اللي بيستخدم عدد اثنين مترو أو اثنين اتوبيس كفاية يستخدم واحد علشان اكسب ووفر والناس بتعونا طيبين مبيزعلوش ومبيتكلموش.

 عندما يتزاحم الركاب في علبة أشبه بالعلبة الصفيح ويكونون كتلة لحمية واحدة كما لو كانوا ليس من جنس بني ادم وإن كان الأمر ضروريًا، فوجب تخدير الركاب بمادة مخدره سارية المفعول حتى محطة الوصول حتى لا يشعر الراكب بشيء وأيضًا لا يشغل حيزًا في الشحن وكمان ميكنش عرضة للتوتر العصبي والخناق مع باقي الركاب، بس لو المادة المخدرة دي غالية يبقى الأفضل توفروا عدد كافي من المواصلات ويكون لكم جزيل الشكر.

 كثر الكلام في الأونة الأخيرة عن موضوع التحرش الجنسي وأنه أصبح ينتشر بشكل أكبر والطبع فإن الأماكن المزدحمة تساهم في انتشاره وقد تجعل الفرد يسلك سلوكًا غير لائق ثم يبوخه ضميره والبعض قد يعتاد هذا السلوك ويصاحب مثل هذه الأفعال البذيئة مشادات كلامية وألفاظ نابية وقد تتطور إلى الاشتباك بالأيدي، ونحن في غنى عن كل هذه الأمور الهمجية، الحل قدام عنينا ياريت تصحوا وتحسوا بينا.

 طبعا النشالين والسارقين مستفيدين من هذا الزحام ومن الملفت للنتباه أن الكمسري بيقى عارفهم بس ميقدرش يتكلم لاحسن يقذوه أو يسرقوا العهدة منه فيسبهم يسترزقوا ويبعدو عنه وممكن يلمح للركاب فممكن يقول كل واحد يعدي ويخلي باله من نفسه أو غير ذلك نرجو من رجال الشرطة زيارة تلك المواصلات لضبط هولاء النشالين لأن اللى بيركب هذه المواصلات مش حمل يتسرق منه حاجة.

 اعتذر بشدة على هذا الاسم المخجل لأن الإنسان له كرامة وعزة وليس من الجائز أن تطلق علية اصطلاحات تتشابه مع ما تطلق على الحيوانات ولكن هذا اللفظ وليد الفعل فمجرد القضاء على الفعل وإنهائه يكون لا داعي لوجود اللفظ من أساسه.