بقلم: نشأت المصري
ضمن الملايين على الأرض  في جميع أنحاء العالم أتابع مجريات الأمور في حكم محكمة غير عادل وغير منصف يجبر الكنيسة على تغيير معتقداتها وعلى مخالفة أقوال الإنجيل في نصوص واضحة جلية لا يختلف عليها الجهلاء فما بال القضاة!! هذا الحكم الذي كان كالصاعقة للمسيحيين جميعاً, وهنا أقصد بكلمة جميعاً " المسيحيين الحافظين لأقوال الله في الإنجيل المقدس والعاملين بها, وليس المسيحيين الذين يريدون تعاليم أنفسهم على حساب تعاليم الكتاب المقدس"
وبخصوص هذا الحكم قرأت العديد من المقالات وسمعت حواريات عديدة في برامج للتوك شو , وفي الحقيقة كانت تبهرني الردود والحجج الدامغة لعدم مخالفة أقوال الإنجيل مهما حدث ونحن نفضل الموت والاستشهاد عن تغيير أو مخالفة كلمة من كلام الله في إنجيله المقدس , وهكذا لسنا نحن فقط بل كل إنسان على معتقد ديني, يسعا سعينا.

وعلى هذا كنت أريد أن أكتب ولكنني أقول "تروح فين يا صعلوك وسط الملوك" الأساتذة والمعلمين تكلموا وكتبوا فيجب أن تنصت وتتعلم فقط.

إلى أن جاءتني رسالة مستفزة من أحد الأشخاص بعنوان عدد كبير من اللا ونصها :   

(لا للصفقة بين الدولة وقادة الكنيسة على حساب معاناة الأقباط، بتعديل لائحة 1938، لتحكم الخناق على رقاب الأقباط )

بهذه الرسالة أو بهذه المقولة فقط , تكفي لخروج صاحبها عن المجتمع الكنسي منفرداً لوحده, وقد يحتاج إلى التوبة والرجوع لأقوال الإنجيل المقدس وتكمن مخالفته في الآتي :

1.  لم يخضع لأقوال الله في الإنجيل المقدس والتي تخالفها تماماً لائحة 1938م والعدول عنها في وجهة نظره تضييق خناق!! يا صديقي إتباع المسيح هو حمل صليب ليس خناق محكم فحسب فمن يريد أن يحمل صليبه ويتبع المسيح فهذا يستحق البنوة في المسيح يسوع ربنا ومن يريد أن ينفك فيذهب حيثما يشاء.
2.  لم يخضع للقادة الروحيين اللذين اؤتمنوا على الإيمان المسيحي وهم ليسوا بفرد واحد أو مجموعة من أفراد عاديين ولكنهم المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية, وهذا المجمع الذي له السلطة كاملة في توجيه الشعب في الأمور المتعلقة بالعقيدة, وهم تسلموا هذا السلطان من المسيح بشخصه حسب إيمان الكنيسة الأرثوذكسية "21 فقال لهم يسوع ايضا سلام لكم كما ارسلني الاب ارسلكم انا22 و لما قال هذا نفخ و قال لهم اقبلوا الروح القدس23 من غفرتم خطاياه تغفر له و من امسكتم خطاياه امسكت" (يو 20 : 21 – 23 ) فهذا السلطان هو السلطان الكهنوتي على الأرض والذي استمر معنا حتى الآن فإن قبلت هذا فأنت عضو تحترم الكهنوت ومسلّم الكهنوت وهو شخص رب المجد يسوع بذاته وإن لم تقبل فهذا شأنك.

3.  أي دولة تقصد؟ هل هي الدولة المصرية والتي أحرجت الكنيسة مخالفة لكل العقائد الدينية والعرفية , وبالأخص الشريعة الإسلامية والتي يقولون أنهم منتمون لها,ألم تسمع البابا شنودة الثالث أطال الله حياته سنين عديدة مملوءة سلام,وهو يقول بفم مملوء حزن مختلط بقوة الله : نحن مضغوط علينا في ديننا !!!!! هذا الإحراج بيد السلطة القضائية أي أعلا سلطة تفصل بين الحق والباطل, أو الدولة متمثلة في وزارة العدل التي أغلقت على قانون الأحوال الشخصية لجميع الطوائف المسيحية في مصر.

4.  سؤال أخير أنت من أي طائفة أو أي ملة لأن جميع الطوائف في مصر وجميع المسيحيين الأرثوذكس يريدون تغيير لائحة 38 والتي أنت متمسك بها مخالفاً للكتاب المقدس وعقيدة الزوجة الواحدة في المسيحية.

يا أصدقائي وأحبائي الذين تطلقون على أنفسكم مثقفون وعلمانيون ونشطون مسيحيون, هل ثقافتكم وعلمكم ونشاطكم سيف موجه ضد أباء الكنيسة, بل سيف موجه ضد الإنجيل المقدس بل سيف موجه ضد المسيح نفسه؟؟؟, فبمثل هذه الرسائل والآراء تصلبون المسيح ثانية,, وثالثة ومرات عديدة ومتكررة.

من أين تعلمتم هذه الروح والتي بها تدينون أقوال الكتاب المقدس وأقوال أباء الكنيسة والمجمع المقدس,وتعاليمهم وتعليماتهم وأوامرهم,,, أخذتم لأنفسكم معلمون كذبة يجعلونكم أبناء لجهنم مضاعفة,!!أتتركون الحق ولكني أقول لكم الحق يحرركم فبدون الحق لم ولن تعاينوا ملكوت الله كما يقول معلمنا يعقوب الرسول في رسالته : ولكن كان ايضا في الشعب انبياء كذبة كما سيكون فيكم ايضا معلمون كذبة الذين يدسون بدع هلاك واذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على انفسهم هلاكا سريعا (2بط  2 :  1)

كيف تكرزون بإنجيل المسيح وأنتم مخالفون لقيادته وما دون فيه؟ وكيف تكرزون إن لم ترسلوا ألم تقرأوا معلمنا بولس الرسول في الإنجيل وهو يقول لليهود ناقداً افتخارهم على الأمم الداخلين إلى الإيمان بالمسيح :

لان كل من يدعو باسم الرب يخلص14 فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا به و كيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به و كيف يسمعون بلا كارز15 و كيف يكرزون ان لم يرسلوا كما هو مكتوب ما اجمل اقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات16 لكن ليس الجميع قد اطاعوا الانجيل لان اشعياء يقول يا رب من صدق خبرنا17 اذا الايمان بالخبر و الخبر بكلمة الله18 لكنني اقول العلهم لم يسمعوا بلى الى كل الارض خرج صوتهم و الى اقاصي المسكونة اقوالهم19 لكني اقول العل اسرائيل لم يعلم اولا موسى يقول انا اغيركم بما ليس امة بامة غبية اغيظكم 20 ثم اشعياء يتجاسر و يقول وجدت من الذين لم يطلبوني و صرت ظاهرا للذين لم يسالوا عني21 اما من جهة اسرائيل فيقول طول النهار بسطت يدي الى شعب معاند ومقاوم (رو 10: 13- 20 )

في هذه الآيات نرى أن التاريخ يعيد نفسه في تعليمكم وتعاليمكم والتي هي بلا دليل ومن أشخاص لم يرسلوا أصلاً للكرازة لأن المرسلين للكرازة هم الذين يعلمون أقوال الإنجيل وتعاليم الإنجيل, وليس التعليم فقط بل الإيمان بها دون سواها.

أخيراً
اجعلوا من أنفسكم أنبياء كذبة,, اجعلوا من أنفسكم معلمون كذبة ,, اختاروا طريقكم كما تشاءون
ولكن لا تضلوا الشعب وراءكم , ولا تضلوا الرأي العام المصري ضد الكنيسة وآباء الكنيسة وضد أقوال الإنجيل والعقيدة حتى لا يصدر مثل هذا الحكم مرة أخرى

أؤيد وأساند, أقوال وتعاليم الكتاب المقدس, والمجمع المقدس والبابا شنودة الثالث , في قراراتهم الحكيمة بشأن هذا الحكم الغير عادل والذي يحمل في طياته اسلمة الكنيسة جبراً وبحكم محكمة.