الأقباط متحدون - من قتل الحياة السياسية؟
أخر تحديث ١٩:٠١ | الجمعة ٢٠ مارس ٢٠١٥ | ١١برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٠٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

من قتل الحياة السياسية؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
نعيم يوسف
يشكو دائما المعارضون للنظام الحالي -والحديث هنا لا يشمل الإرهابيون- من عدم وجود حياة سياسية حقيقية، مستندين في ذلك على الجو العام الذي يقتل أي معارضة لا يراها -هو- أنها تتناسب مع طبيعة المرحلة، ملقين - المعارضون- باللوم على النظام في عدم وجود حياة سياسية... ولكن السؤال الحقيقي هو: من قتل الحياة السياسية في مصر؟
 
الإ جابة على هذا السؤال تكمن في أحد المشاهد من فيلم "ضد الحكومة" الذي قام ببطولته الراحل الكبير أحمد زكي وجملته الشهيرة "كلنا فاسدون"... نعم... فكلنا شاركنا في ما آلت إليه الأمور، بل رأيناه أنه من "ضروريات المرحلة"... وللأسف ربما كان كذلك بالفعل!
 
الإخوان ثم المجلس العسكري ثم النشطاء ثم الأحزاب ثم الشعب بكل طوائفه وفئاته سعوا دون شك في الفترة ما بين ثورة يناير وحتى الإطاحة بحكم الجماعة لمصالحهم الشخصية فقط، دون أي حنكة سياسية تستلزم مراعاة مصالح الشعب والفئات الأخرى، حتى تتحقق مصالحهم في وقت تضطرب فيه البلاد، وشعر الممسكون بزمام الحكم ومعاونيهم أن الأمور استتبت لهم، ونسوا القول المأثور "لو دامت لغيرك ما وصلت إليك".
 
الشعب والمعارضة الوهمية والمعارضة المغيبة والإرهابيون والخونة بين صفوف المعارضة والجهاز الأمني هم المسؤولون الرئيسيون عن قتل أي رأي معارض مخالف للتوجه العام، بل أصبحت تهمة "الإخواني" توجه حتى للمخالفين للإخوان أيدولوجيا. وأصبحت كلمة "العميل والخائن" يوجهها أبناء نفس الفريق بمجرد وقوع فعل "المعارضة" فقط. وحتى من يطالبون بالمعارضة يتهمون من يعارضهم في نفس فريقهم بالخيانة للثورة ولدم الشهداء بمجرد تأييده للنظام في شئ نجح فيه. وكأننا استثنينا أي "مصلحة عامة" من حساباتنا ولم تتبق لنا في معاركنا السياسية سوى "مصالحنا الشخصية وأهدافنا في إسقاط الفريق الآخر مهما نجح ومهما أجاد".
 
نظام بعد 30 يونيو لا يرى أمامه معارضة حقيقية، بل ويرى أن أهم أولوياته هو "حشد طاقات المصريين لنهضة البلاد ولتنفيذ المشروعات  القومية الكبرى التي يسعى إلى تنفيذها" بل ويريد من المعارضة دائما دعمه في هذه الخطوات  وهي نوايا طيبة في حد ذاتها ولكن بدون إرساء نظام سياسي حقيقي فالتنمية نفسها في خطر، ولعل استفتاء 19 مارس المشؤوم خير دليل على ذلك، حيث صوت الشعب ضد نفسه ومصالحه لمجرد أنه لم يكن على وعي سياسي حقيقي وبالتالي فإن الوعي يحتاج إلى حياة سياسية حقيقة تتوفر فيها "ديمقراطية حقيقية" و"معارضة حقيقية وطنية" على حد سواء حتى لا تتكرر المأساة. 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter