مسلحون يهاجمون شاحنات بضائع متجهة إلى إسرائيل ويصيبون سائقا ومساعده
وقعت يوم أمس الاثنين اشتباكات عنيفة بين بدو سيناء والشرطة المصرية بسبب حملة مداهمات قامت بها أجهزة الأمن للقبض على مطلوبين لتنفيذ أحكام جنائية، فيما أصيب سائق مدني ومساعده بالرصاص في هجوم مسلح شنه بدو ملثمون على شاحنات بضائع كانت متجهة إلى إسرائيل عبر معبر العوجة بوسط سيناء ردا على مداهمات الشرطة لمنازل البدو وإطلاق الرصاص عليهم من فوق المدرعات بشكل عشوائي. وقالت مصادر أمنية إن سائقا ومساعده أصيبا برصاص مسلحين ملثمين من البدو قاموا يوم الاثنين (أمس) بمهاجمة شاحنات البضائع التي كانت متوجهة إلى معبر العوجة بوسط سيناء في طريقها إلى إسرائيل وذلك بعد قيام أجهزة الأمن بحملة مداهمات فجر أمس استهدفت القبض على سالم لافي الذي تعتبره الشرطة المصرية المطلوب الأول بسيناء وعدد آخر من المطلوبين الذين صدرت ضدهم أحكام غيابية.
وتطارد الشرطة المصرية لافي الذي تمكن من الفرار من قبضتها في شهر فبراير (شباط) الماضي بعد هجوم مسلح نفذه عدد من أتباعه على سيارة الشرطة حيث قتل في الهجوم ضابط شرطة ومجند وأصيب اثنان آخران. وقال مصدر أمني: «عشرات المسلحين يستقلون شاحنات صغيرة وعربات الدفع الرباعي قطعوا الطريق الدولي المؤدي إلى معبر العوجة وقاموا بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي على 7 شاحنات كانت في طريقها إلى إسرائيل عبر المعبر مما أسفر عن إصابة سائق ومساعد له».
وأضاف أن السائق ويدعى سيد محمد أصيب بطلق ناري في جانبه الأيمن فيما أصيب مساعده سامح محمود سليمان بطلق ناري في جانبه الأيسر وقد تم نقلهما إلى مستشفى العريش وحالتهما مستقرة. وتابع المصدر أن البدو المسلحين قطعوا الطريق لأكثر من ثلاث ساعات وأنه قد تم دفع قوات خاصة تابعة لقوات مكافحة الإرهاب الدولي وتمكنت من إعادة الهدوء للمنطقة بعد فرار البدو المسلحين بعد اشتباكات مسلحة قصيرة. وأضاف أنه ما زالت هناك بعض الاشتباكات المتقطعة بين الجانبين تسمع من حين لآخر. وقال: «نقوم بحملات أمنية مكثفة منذ أيام.. لدينا لائحة مطلوبين خطرين لتنفيذ أحكام قضائية.. تم الاستعانة بأعداد إضافية من القوات الخاصة لتنفيذ المهمة». وقال شهود عيان إن الشرطة داهمت فجر اليوم منطقة وادي العمرو في محاولة للقبض على سالم لافي وعدد من المطلوبين لتنفيذ أحكام قضائية ضدهم.
وقال شاهد عيان بقرية وادي العمرو رفض ذكر اسمه: «العربات المصفحة حاصرت القرية فجر اليوم وقامت بإطلاق الرصاص على منازل البدو بالمنطقة، كما استخدمت الشرطة أسلحة متوسطة وخفيفة في المداهمات من بينها الرشاشات الثقيلة عيار 250 ميليمترا و500 ميليمتر ومدافع ار بي جي في مداهماتها للمنازل».
وقال مصدر أمني إن تعليمات قد صدرت من مديرية أمن شمال سيناء الأسبوع الماضي تطالب بتشديد الإجراءات الأمنية على كافة المنشآت الحيوية بسيناء ومنها مطار العريش ومحطة تصدير الغاز لإسرائيل ومعبر العوجة التجاري بسبب وجود تهديدات أمنية.
وقامت الشرطة الأسبوع الماضي بتفتيش دقيق لمطار العريش بعد تلقيها بلاغا بوجود قنبلة بداخله. وتابع أن هذا التشديد جاء بعد إطلاق مجموعة من المطلوبين تهديدات بتفجير المنشآت الحيوية في سيناء في حالة عدم وقف حملات المداهمات التي تنفذها الشرطة بمناطق وسط سيناء للقبض على المطلوبين. وتقول مصادر بدوية إن لافي قد نجح بعد فراره في تكوين مجموعة مسلحة من المطلوبين لتنفيذ أحكام قضائية غيابية. وكانت مصادمات عنيفة بين قوات الأمن والبدو في شمال سيناء قد اندلعت في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي بعد مقتل بدوي قالت الشرطة إنه مهرب سلاح وفي اليوم التالي قتل ثلاثة من البدو برصاص رجال شرطة ما أثار غضب البدو الذين قاموا على الفور بمحاصرة عدة مراكز شرطة في شمال سيناء وإحراق عدد منها واختطفوا رجال شرطة لعدة ساعات وقاموا بتسجيل اعترافاتهم بواقعة القتل على هواتفهم النقالة.
ويشكو البدو من تهميش اقتصادي وتحرش من الشرطة وقلة الوظائف المتاحة في قطاعي السياحة والنفط المربحين في سيناء التي تخرج جزءا كبيرا من إنتاج مصر من النفط من حقول بحرية وتنتشر بها منتجعات يقبل على زيارتها سائحون يبحثون عن الشمس والرمل ورياضة الغطس.
ومن ناحية أخرى شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مناطق الأنفاق على الحدود بين مصر وغزة دون وقوع أي إصابات أو خسائر في الجانب المصري. ويواجه البدو اتهامات من جانب أجهزة الأمن المصرية بأنهم متورطون في عمليات التهريب واختراق الحدود الإسرائيلية إضافة إلى تورط بعضهم في تفجيرات سيناء خلال الفترة ما بين عامي 2004 و2006.
وتقول الحكومة إنها تساوي في المعاملة بين جميع المصريين، وتشير إلى خطة وطنية تنفذ في سيناء في الفترة من عام 1994 إلى 2017 وتشمل استصلاح نحو 250 ألف فدان من الأراضي الزراعية في شمال سيناء التي تشتهر بمزارع الزيتون والخوخ. |