الأقباط متحدون | نار الحرب تعلم الرغبة في السلام
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:٠١ | الاربعاء ٢٥ مارس ٢٠١٥ | ١٦برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥١٢ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

نار الحرب تعلم الرغبة في السلام

الاربعاء ٢٥ مارس ٢٠١٥ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
عزرا وايزمان وزير الدفاع الإسرائيلي
عزرا وايزمان وزير الدفاع الإسرائيلي

مينا ملاك عازر
يجلس الكل مترقباً، يمر الرجال بالكؤوس والمأكولات بين رجال في كامل أناقتهم، يجلس بين هؤلاء شاب على كرسي متحرك قد يكون لا يدرك ما حوله أو يدركه لكنه من المؤكد أنه غير قادر على الابتعاد سنتيمترات عن كرسيه المتحرك هذا، ينظر له أبوه في حزن وحنو، يرى نظرة افتخار من ابنه، لا يستطع الابن التعبير عنها والتوضيح بقدر امتنانه لأبوه بما أسهم في عمله لأنه ذاق ما هو يعد ويلاً

يشعر الأب بالغبطة لتقدير ولده ولأنه لا يرغب في الثأر بل يرغب بجدية مثله في تجنيب آلاف مثل أبنه ويلات ما ذاقه ابنه، الابن ينتظر في ترقب مثله مثل الآخرين لحظة وصول الزعماء إلى المنصة ليخطوا بأقلامهم أسماءهم على وثيقة سلام تحفظ السلام بين بلده وبلد جارة طالما ارتبطوا بها بعلاقات حرب.

ما سبق جزءه الأكبر خيالي لكنه حقيقي، يعتمد على حقيقة أن عزرا وايزمان وزير الدفاع الإسرائيلي -وقت توقيع معاهدة السلام- كان يصطحب معه ولده المشلول نتيجة إصابة ألمت به في إحدى الحروب مع مصر، كان طياراً إسرائيلياً وأُصيب، أخذه وايزمان معه ليرى كيف أسهمت مجهودات والده في تضميد جراحه، وتجنيب أقرانه ويلات الحرب

لا أعرف كم كان الولد فخوراً بما فعله والده أو مغبوطاً لكنه من المؤكد أنه كان راضياً مترقباً مثله مثل كثيرين لحظة توقيع السادات وبيجن وكارتر على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية التي غداً تتم عامها السادس والثلاثين وقد اجتمع ثلاثتهم معاً مرات كثيرة أطولها كان في كامب ديفيد أثناء توقيع اتفاقية السلام في سبتمبر من عام 1978 وأشهرها في السادس والعشرين من مارس لعام 1979 وقد وُقِعت بقاعة من قاعات البيت الأبيض بعد جولة مكوكية لكارتر في بداية نفس الشهر فيما بين القاهرة وتل أبيب حتى توصل لنص يرضي عنه السادات وقبله بيجن الذي قال بعدها إن الفلاح المصري ضحك عليه.

نعم الفلاح المصري استطاع أن يضحك على الإرهابي الذي بداخل بيجن، ويهدي للعالم كله أهم معاهدة سلام لكنه لم يستطع أن يضحك على الإرهابيين المصريين فقتلوه ولكنه وإن وارى جسمانه الثرى فلم يتوارى مجهوده وإنجازه، فعاش السادات وعاشت مصر وكل ذ رة تراب في أرضها حرة مستقلة.
المختصر المفيد ملعون أبو الحرب التي تجرح وتقتل وتصيب ويحيا السلام الذي ينمي ويزهر ويفيد.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :