بقلم: ميخائيل رمزي عطالله
تتعالى الأصوات في الفترة الأخيرة بالديمقراطية وحرية الفرد ، ويجب أن تعم الديمقراطية ربوع البلاد، وتطبق الديمقراطية في كافة المجالات، ويحق للشعب أن يختار كل من يريد من أول رئيسه إلى باقى  الأشياء، وهذا ما يتم في الدول الغربية 

لكن السؤال: هل الديمقراطية تصلح في بلادنا؟ ومع شعوب عربية أمثالنا؟؟

للأمانة.. الإجابة "لا"، وبدون انفعال أو رد فعل عاطفي لنرى القطاعات التي أخذت جزء قليل من الحرية ماذا فعلت بهذه الحرية التي هى  جناح الديمقراطي

* أولاً قطاع الصحافة : أنظر إلى الحرية وكيف تم ترجمتها في الصحف التي تملأ شوارع مصر  أنظر كيف أستغل الصحفيين قرار الرئيس  بمنع حبس الصحفيين  وتم استغلال الحرية للأسف من أشخاص المفروض هم أعلى قمة في المثقفين  وعليهم إيضاح الأمور للعامة لكن الذي حدث غير ذلك أصبحت عندنا الصحف أكثر الأشياء بعداً عن الحقيقة  وما تقوله لا يمت للحقيقة بصلة0 وصحف تخصصت  في إثارة الفتن بين جناحي الأمة وأخرى تتفنن  بقلب الحقائق الواضحة  وضوح البيان وصحف من أولها لأخرها عن الجنس وكأنها مجلات برنو   وصحف للتشهير بالناس دون سند أو دليل  وصحفيين أخر زمان يضيف للخبر أو الحوار من عنده ما يأتي على مزاجة بحجة الإثارة  للدرجة التي أصبح عنوان أى موضوع فى هذه الصحف لا يمت للموضوع بشيء وأصبح هم هذه الصحف هو ليس نقل الحقيقة للناس بل كم الفلوس التي تتحصل عليها بطرق لا تعرف للشرعية طريق  ومازلنا نعيش على أكذوبة اسمها ميثاق الشرف المهني للصحافة

*ثانياً الانتخابات: علت صرخاتنا الأسابيع الماضية  من تزوير الانتخابات ونريد انتخابات نزيهة غير مزورة تعبر عن رأى الشعب، وهنا السؤال أي شعب؟

هل الشعب الذي يبيع صوته  الإنتخابى  بأي مبلغ من عشرة جنيهات حتى كيلو اللحمة 0أم هو الشعب الذي ينتخب الأمي الذي بالكاد معه محو الأمية ولا ينتخب رجال العلم والثقافة  وذلك بسبب القبلية المقيتة  0 أم هو الشعب الذي يلعبون عليه بالعاطفة الدينية وبشعارات دينية وكأن هؤلاء هم حماة الدين وغيرهم كفرة 0 أم هو الشعب الذي يغير رأية 180 درجة  لمجرد سماعة بعض كلمات رنانة  قد تكون كلها كذب

لقد كانت انتخابات فلسطين دون تزوير منذ سنوات  ماذا كانت نتائجها ؟ خراب نجحت حماس وعم الخراب مع نجاح حماس0 عمليات إرهابية في كل مكان , تعطيل عملية السلام بالكامل , التطاول على مصر في كل مناسبة , ضرب أهالي فلسطين وتعذيبهم لأنهم ينتمون إلى حركة فتح .

ماهى نتيجة الانتخابات النزيهة في السودان ؟  خراب لقد خرب السودان  بعد هذه الانتخابات وعمت الحروب بين الشمال والجنوب لأن ما أفرزته هذه الانتخابات كان حكومة دينية  وليس حكومة وطنية

-هل نذكر انتخابات 2005 والتي كانت بإشراف قضائي وكانت نسبة النزاهة فيها 60% وليس 100% دخل 88 عضو من الجماعة  المحظورة مجلس الشعب   لا أعرف كيف هى محظورة ولها كل هذه القوة  ماذا لو فك حظرها ؟

كثير من الكلام والمطالب حلو المسامع لكن لو تم سيكون الخراب  قادم لامحا ل  لذلك قد يكون تزوير الانتخابات شيء مقيت ومرفوض لكن أرى أنه صالح للبلد  وأعظم كثيرا من نزاهة ومعها  الخراب.

والسبب لأننا مازلنا كشعب لم نعرف معنى الحرية الحقة لم نعرف ما هي مسؤولية هذه الحرية نحن أحسن شعب يستخدم الحرية استخدام  خاطىء  كما يستخدم كل شيء بالخطأ من أول الموبايل  الى سرينة السيارة .

نحن نعيش بحمى تقليد الغرب  في كل شيء ولكن المصيبة نكون أمامهم  كأرجوزات  لأننا لسنا كمثلهم فى الالتزام  وفهم معنى الحرية فالرجل الغربي يحترم  كل شيء دون وجود رقيب عليه هو يقيم من نفسه رقيب على سلوكياته0  يقف في إشارة المرور دون وجود أحد يراقبه ونحن هنا نرشى عسكري المرور حتى لا يسجل المخالفة المزمع عملها  0الرجل الغربي يعمل بكل جد واجتهاد طوال وقت العمل 0 قرأت أن الصين فى فترة كان لديها مشكلة أن العمال ترفض أخذ الأجازات الخاصة بهم ونحن نعانى من مشكلة موت الضمير والتزويغ من العمل كلما سنحت الفرصة  وإن عملنا نعمل بسوء وحقد على صاحب العمل  بخلاف قراءة جميع الجرائد وتنقية الرز  وإكثار الصلاة كل ذلك وقت العمل  وفى النهاية نريد تقليد أعمى فقط للغرب

قلدنا الغرب في قصة منظمات حقوق الإنسان وهى منظمات تعمل بكل جهد واحترام في الغرب  للمحافظة على حقوق الإنسان بل أمتد الأمر لحقوق الحيوانات

والسؤال هل المنظمات الحقوقية العاملة بمصر والتي أنتمي لواحدة منها تعمل بهذه الكيفية
والسؤال الأخر هل يقدر كل المواطنين عمل هذه المنظمات ولا يستغلها استغلال سيء
والإجابة هي كلمات من رجل يشغل منصب أمنى حين دار حوار عن هذا الأمر فقال

إن هذه المنظمات أضرت المجتمع لأنها لا تفرق بين حقوق الموطن العادي وبين معتدى الإجرام

فالحرامى لدينا لن يعترف بسرقتة ويدلك على المسروقات  إلا بعد المساج المعروف داخل القسم

وتاجر المخدرات يقبض وفى يدة المخدرات ويقول لا أعرفها  وهكذا أصبح عتاة الإجرام يفلتون فى كثير من القضايا بسبب عدم التضييق عليهم

أنا لا أبيح التعذيب ولا ما يحدث في أقسام الشرطة من هدر لكرامة المواطن لكن هناك فئة تستغل ذلك أسوء استغلال وتملأ  الأرض فساد   وأنظر كثرة حوادث البلطجة والسرقة والتحرش كم زادت بشكل مخيف فى الفترة الأخيرة 0

رغم عدم محبتي  للرئيس السادات لكن له مقولة أحترمها وهى الديمقراطية لها أنياب

فعلاً يجب أن تكون لنا ديمقراطية ولكن هادئة مقننة

أختم بقصة طريفة قرأتها توضح مدى  فهمنا للأشياء

كان هناك رجل علم ومثقف جدا وكان هو نائب لعدة دورات بمجلس الأمة وفى الستينات ترشح إمامة  شيخ جامع غير متعلم وكانت الدائرة في القاهرة في المناطق العشوائية وتم عمل سرادق الدعاية وكان رجل العلم متكلم ومثقف  ويلتف الناس حوله وقبل الانتخابات بيومين دخل الشيخ في السرادق الذي يتكلم به منافسة  وبعد أنهى المثقف كلمته أمسك  الشيخ الميكروفون  وقال يا سادة  هذا الرجل الذي تودون انتخابه  ديمقراطي أقسم بالله أنه ديمقراطي  فسأله الناس الذين فى الصفوف الأولى هل ما يقوله الشيخ صحيح فرد الرجل  نعم أنا ديمقراطي فصرخ الناس لا إله إلا الله  ديمقراطي وأنفض الناس من السرادق وسرت الإشاعة فى كل الدائرة وجاء يوم الانتخابات ليسقط رجل العلم لأنه ديمقراطي وينجح الشيخ الذي استغل  جهل البعض بمكر ودهاء