الأقباط متحدون | هل تغرق الدلتا..أم أن الكارثة تتمثل فى نحر النيل؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:٥١ | الأحد ٤ يوليو ٢٠١٠ | ٢٧ بؤونة ١٧٢٦ ش | العدد ٢٠٧٣ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس حوارات وتحقيقات
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٣ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

هل تغرق الدلتا..أم أن الكارثة تتمثل فى نحر النيل؟

الأحد ٤ يوليو ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

نطرح السؤال الشائك ... هل تغرق الدلتا .. أم أن الكارثة تتمثل فى نحر النيل ؟
علماء الجيولوجيا والطبيعة لـ " الأقباط متحدون":  
* "مصر" بعيدة عن دائرة الأعاصير والبراكين، والدلتا لن تغرق.
* التنوع البيولوجي يؤدى إلى نقص مياه النيل وزيادة نسبة التصحر في "مصر".
* ذوبان الجليد، وارتفاع مستوى سطح البحر، وغرق المناطق المنخفضة وارد حدوثه؛ بسبب ارتفاع درجة الحرارة.
* تحلية مياه البحر ضرورة، ولابد من إحياء الحزام الأخضر بـ"إفريقيا".
* مزارعو اليوم فينفقون نحو 8٠٪ من أرباحهم على المخصبات، فقط لإبقاء المحاصيل على قيد الحياة.

تحقيق:  محمد بربر

تصريحات علماء الجيولوجيا الأخيرة عن احتمالية غرق الدلتا، حملت العديد من التساؤلات المهمة، والإشكاليات التى تتمثل فى "هل تغرق الدلتا؟", ولماذا من الممكن حدوث ذلك, ثم ما السبيل للحيلولة دون وقوع هذه الكارثة التى وصفتها صحيفة الجارديان البريطانية "بالكارثة البيئية الشاملة التى تهدد مصر", و"الأقباط متحدون" من جانبها طرحت الأسئلة على علماء الجيولوجيا والطبيعة، وناقشتهم فى مستقبل الدلتا, وما يجب ذكره – بوضوح – أن العلماء أجمعوا على أنه حتى وإن كان غرق الدلتا مستحيلاً, لكن المنطقة باتت فى خطر, والحقائق العلمية فى السطور القادمة.

دلتا "مصر"..التاريخ والحضارة..وخطر قادم
تُعد دلتا النيل واحدة من أكبر الدلتاوات في العالم - تمتد من "بورسعيد" في الشرق، حتى "الإسكندرية" في الغرب. وهي تمتد على مساحة 240 كيلومتر على ساحل البحر المتوسط - وتتميز الدلتا بالأراضي الزراعية الخصبة الصالحة للزراعة في أي وقت, ويبلغ طولها من الشمال للجنوب حوالي 160 كم, وتكونت الدلتا فى الوجه البحرى – شمال "مصر" – حين خرج النيل عن مساره على هيئة فرعين إلى البحر المتوسط، فرع "دمياط" في الشرق، وينتهي بمدينة "دمياط"، وفرع "رشيد" في الغرب وينتهي عند مدينة "رشيد".

وتتخذ دلتا النيل شكل المثلث عند النظر إليها من أعلى. الحدود الشمالية للدلتا تآكلت بسبب البحر المتوسط، وتكونت عندها بحيرات ساحلية أهمها بحيرة المنزلة في "الدقهلية"، وبحيرة "البرلس" في "كفر الشيخ". وقد أصبحت الأرض الزراعية أقل خصوبة بعد إنشاء السد العالي، وبدأ المزارعون في استخدام الأسمدة الكيماوية لسد النقص في تغذية التربة, وتقول بعض التوقعات إنه بسبب تآكل التربة، فإن الدلتا ستختفى تمامًا بعد مائتى عام، وهو الأمر الذى أثار عدد من الدوائر السياسية والأكاديمية، ليس فى "مصر" فحسب ولكن فى العالم .

من أفواه أهالى الدلتا...السد العالى متهم 
التقينا بالمهندس "شوقى الشامخ"، الذى أكد على أن الدلتا بالفعل فى خطر، خاصةً وأن  بناء السد العالي أدى  إلى حجز الرواسب الطينية التي كانت تغذى التربة في الدلتا, ومن ثم انخفض مستوى الأراضي بالدلتا بشكل طبيعي بمعدل يصل إلى 1.5 مليمترسنويًا، وأن طمى النيل كان يقوم بدور البناء مقابل عمليات النحر التي تسببها التيارات البحرية، ليكون البناء بنسبة 60 في المائة مقابل 30 في المائة نحرًا، مؤكدًا على أن الدلتا كانت نموذجًا مثاليًا للسهول الفيضية على مستوى العالم..

وأشار السيد "متولى" – فلاح من الدقهلية – إلى أن الأراضى الزراعية تأثرت كثيرًا بسبب السد العالى، خاصةً وأن النيل كان يأتى محملاً بالطمى، وهو مفيد للتربة ويزيد من خصوبتها، وبعد إنشاء السد العالى قلت خصوبة التربة واستخدموا المبيدات والأسمدة, مضيفًا: "كل فدان مزروع اليوم يحتاج إلى أسمدة بـ (20) ألف جنيه على الأقل، حتى يعود خصبًا بسبب المبيدات الفاسدة التى قتلت خصوبة التربة وأهلكت المحاصيل".

وقال "جمعة سويلم" – مهندس زراعى -  "المزارعون فى الماضى كانوا ينفقون بضعة جنيهات فقط لإعداد أرضهم للزراعة، أما مزارعو اليوم فينفقون نحو 8٠٪ من أرباحهم على المخصبات، فقط لإبقاء المحاصيل على قيد الحياة, وهذا بسبب تراجع خصوبة أراضى الدلتا بشكل لافت".

تغيرات مناخية تهدد الكرة الأرضية
تحذيرات الخبراء المصريين العاملين فى مجال البيئة بشأن ارتفاع مستوى البحر، واحتمالية غرق الدلتا بسبب ظاهرة الإحتباس الحرارى، كانت هى الأخرى مثار جدل استمر لسنوات عديدة, الأمر الذى جعل أهالى الدلتا يعيشون فى قلق.

الدكتور "شاكر عبد العزيز"- الأستاذ بكلية الزراعة- أكد على أن "مصر" بعيدة عن دائرة الأعاصير والبراكين،  إلا أن التنوع البيولوجي يؤدى إلى نقص مياه النيل، وزيادة نسبة التصحر في "مصر"، مشيرًا إلى أنه من المفترض أن تتحمل الدولة المتقدمة العبء الأكبر في إنتاج الغازات المسببة لإرتفاع حرارة الأرض، فهي تستهلك طاقة أكبر بكثير من الدول النامية والفقيرة.

وأضاف "عبد العزيز": إنه في حالة ارتفاع درجة حرارة الأرض درجتين فقط، فإنه يتوقع حدوث تغيرات كبيرة في اليابسة والبحار، منها تمدد مياه البحار، وذوبان الجليد، وارتفاع مستوى سطح البحر، ونقص فى الغذاء، وغرق المناطق المنخفضة، وبالتالى تشريد المواطنين.

وعلّق الدكتور "سيد نجيب"- عميد كلية العلوم السابق بجامعة المنصورة- على ظاهرة الإحتباس الحرارى،  موضحًا إنها من أكثر الظواهر التي تهدد الكرة الأرضية وما عليها، كما أن ظاهرة التغيرات المناخية سوف تؤدى إلى أضرار وخيمة على الإنسان والأنظمة الطبيعية، خاصةً الأجيال القادمة. وأن "مصر" من الدول التي سوف تتأثر بشدة من هذه الظاهرة، سواء بارتفاع سطح البحر وغرق مناطق من الدلتا، وما يعكسه ذلك من أضرار اجتماعية وإقتصادية، مع احتمالات تأثيرات متباينة على نهر النيل سواء بالزيادة أو النقصان.

وردًا على سؤال حول إحتمالية غرق دلتا النيل من عدمه، قال الدكتور "نجيب": إن هناك احتمالية نقدرها بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر منها غرق 20 – 40 % من أراضى دلتا النيل إذا زاد منسوب مياه البحر إلى 70 سنتيمتر, كما ترى بعض الدراسات التى نشرت فى صحف علمية بجامعة "كاليفورنيا" الأمريكية، حدوث نقص في موارد النيل بمقدار 65 % من المستوى الحالي، وترى دراسات أخرى حدوث زيادة 40 % في موارد النيل، مما قد يؤثر على كفاءة السد، وإحداث فيضانات وغرق للمناطق الزراعية.

نشر الحزام الأخضر وحماية الشواطىء من النحر على قائمة الحلول المقترحة
ويرى الدكتور "أمجد الملط" إنه على الدولة أن تدعم نشر ثقافة الحزام الأخضر وتشجير الميادين العامة،  ودعوة المواطنين لزراعة الأشجار الخضراء أمام منازلهم، موضحًا أنه لابد من العمل على ضبط الدورات الزراعية، وخاصة للمحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه مثل الأرز، إلى جانب تشجيع استخدام الطاقة الشمسية.

وأضاف "الملط": إن تأثير النحربدأ يظهر حاليًا، فمنذ بناء القناطر الخيرية فى عصر "محمد على"، بدأ يقل ترسب الطمي للبحر، مما أدى إلى تآكل لسان رشيد بمعدل (5 كم) من الداخل، كما إنه مع إقامة السد العالى توقف تدفق الطمي، وبالتالى بدأت بعض التغيرات تظهر فى أرض الدلتا، مضيفًا أن بعض الدراسات تشير إلى انخفاض قدره 2,5 مل من ناحية شرق الدلتا، وهو مؤشر يمكن التوقع من خلاله إنه فى غضون مائة عام سيكون هناك هبوط أكبر.

وأوضح "الملط" أن سور "أبو قير" الذى بناه "محمد على" أيضًا قد حمى الدلتا من الغرق، مؤكدًا أنه فى حال كسر هذا السور ستُغرق مياه البحر مساحات كبيرة من الدلتا، موضحًا أن هو الأمر الذى أكده الدكتور "سامر المفتى" فى كتابه عن غرق الدلتا، وتناقلوه جميعًا فى المنتديات الجيولوجية المصرية والعربية، وحذروا منه أكثر من مرة.

وهذا وكان الدكتور "المفتى" قد اقترح فى كتابه، إنشاء قنطرة عند مدخل جبل طارق يتم بواسطتها التحكم في كمية المياه الداخلة إلى البحر المتوسط دون غرق المناطق الساحلية، وإنشاء شاطئ جديد على الدلتا باستخدام رمال قاع البحر المغمورة والتربة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :