الكأس الاولى
بقلم: ماجدة غضبان
لا دوّامة في القعر..
لا سكون..
لا ثـُمالة..
لا مهد للصدى..
لا هدوء لسعير الأرض..
لا بقايا للربيع..
في القعر..
لن تكون..
ـ أبدًا ـ
الأخير..!
***
شهد
حُمّى كانت..
أم رعشة برد..؟
أم إن شفتيكَ..
حبتا بَرَدٍ..؟
الشتاء سيسهو
هذا العام..،
والصيف سيقيم
أعلى الجبل الثلجي..،
وأنت ستبدو
بين الأغصان العارية
بأجفان مورقة..!
هل هذا الطلُّ..؟
أم عيناك النبع..؟
وأين الطريق الملتوية
نحوك؟
نحو..الحنظل
في جلباب الشَهْد؟
***
وطنٌ
أنا...
والصيف...
وبرق…
أيتَمَتـْه غيمة
بنينا كوخ قصب!
للصيف الدافيء والرُّطب،
وللبرق أن يصنع غيمة
من قصب،
و لي أن أصرخ
ملءُ الوجود:
هذا وطن!!
***
الحب
نخلة باسقة..
وأنا مقطوعة الكفين،
عاشقة لها.
مقلوعة العينين،
أساءلُ آب
الهبوط على أرضي،
تهرول الشهور وتمضي.
وآب العنيد
يشاكسني.
يسرق الأعذاق
يفترش الغيوم
ويفقأ النجوم..!
***
أرق
أيتها الليالي
التي تمر
دون كأس نعاس،
أيتها الليالي
التي تـَصَمُّ آذانها
عن توسلي.
أيتها الليالي العقيمة،
سأرجوكِ يومًا
بصوت آخر،
بلغة أخرى،
في زمن آخر،
أن تسكبي كأس نعاس
على الوسادة..
***
وجه البحر
دقيقٌ
كصغار هباء..!
رحبٌ
كالبحر الحالم..!
مندهش..
يسمو ووطني الوردي..!
في مرآتي..
يبدو أنا..!
فضفاض ردائي هذا..
ليس بجلدي،
لكنني صيّرته
شراعي..
بيتي..
فراشي..
وغمامتي إذ يشتدّ
ظمأي..!
حتى إن وجهي
صغر،
كذرات هباءٍ..!
مُحــِق
كالأقمار..!
وجهي الذي كان
شراعي..
صار وجه البحر..!
***
لوجهينا ثمت لقاء.
كلما توغلتُ
في رحاب النـُسك
كبرت ْالقلاع
بين وجهي
وعينيك.
بين عيني
ووجهك.
كلما فرّتْ أيامي
من جاذبية الأرض،
ودورة الكواكب،
ودائرة الكون؛
اقتربتُ من كفّ الرحمة..
من الرأفة العظيمة،،
ونفرتْ خيولك تمضي
نحو الهُوَّة..
ما بين النور
والهيماء ـ الغول
***
سبايا
مرّوا من هنا..
بهوادجهم
لكنهم..
ما مروا..!
فالرمل نديم الريح،
يشاطرها الأسرار..
كل وجوه السبايا،
سيرسمها الرمل..!
كل دموع السبايا،
سيشربها الرمل..!
ويهديها لهوى الريح،
ومجون البوادي..!
***
الرجل
لحظات جنون..
نزقة..
دبقة..
شبقة...
فعمة بالظنون،
مقيدة إلى أسوارها
النساء..!!
على أبوابها...
ما رد الصمت...
ينفث السأم....
و يهرق السنين...
في جدول العدم...!
***
كتاب
الألم شلال..
يجتاحني..
يهرع بي..
إلى أرض المخاض
ولا ولادة..
الإ لنزيف على الصخر،
نزيف يذيب الصخر..
نزيف يكتب صوتي،
على رقيق الصخر؛
حتى يصير الجبل
كتابًا..!
***
بجعة
خلف السرب المهاجر
نحو الأقاصي..
شاقها الطيف بضًّا
ينده من بعيد..!
عيناها تذرفان الضباب
مشدوهتين..!
مشدودتين..!
إلى الغابات الكثيفة..،
والسماوات البكر..،
والبحيرات البريئة..!
الفضاء
يتسِّع..
والبجعة
تهيم..
تهيم..
نشوى..
بجناحين يذويان..
في حدقة البصيص
***
لوحة عشق..
انتهى الرجل من رسم
شبح امرأة..
هامتْ بها ريشته،
و أسقمه عشقُ عينيها
حتى نبض قلب اللوحة،
وبادلتْه المرأة حبًا!!
***
أغنية خفية...
أسْدَلوا الستار..
وأطفَأوا الأنوار..
واختفتْ آخر نغمة..
لآخر خطوة..
أوقـَدَها الجمهور..!
وابتدأتْ
ـ بعد رحيلهم ـ
أغنيتي
وقامتْ
ـ دون خوف ـ
قلعتي
عظيمة أسوارها
إنما دون قصر،
وملك،
وجنود..
غدا سيهشمون
أسواري العالية،
ويهزأ جمهور من أغنية
بكماء..
**********
خشوع
أيها الرجل،
المقيم داخلي..
أيها الرجل، الشاخص
على القمم.
خـُذ زهرتي التي
نهلت رحيق البراكين
المتوسِّد عمق الأرض..
خذ زهرتي..
ولتهبط القمم
حتى عتبة قلبي المقدسة،
حتى الخشوع الكامل
أمام إله الحب..
***
عَنـــَت
ذبل المكان
في أصيص زمن
آفل!
ومازالت تتشهّى
سماء نائية،
وأجنحةً من نور
تُبحرُ
بمراكبَ منسية،
على موج
عشقتـْه رياحٌ
تبغض عَنـَتَ الشُطآن!
***
الكأس الأخيرة
لا دوامة على السطح..،
لا سكون للريح..،
لا أطلال للخمر..،
لا مهد للمدى..،
لا سعير في السماء..،
لا بقايا للشتاء..
في الأعالي...
لن تكون...
أبدا...!!