بقلم: مادلين نادر
"اضحك كركر أوعى تفكر"، نعم.. فلا داعي للتفكير؛ فهناك وزارات وهيئات حكومية تفكر لنا.. فلماذا إذن نجهد أنفسنا بالتفكير؟؟ ده حتى على رأي المثل الشعبي المصري بكل تأكيد "اللي يفكر يتعكر"..
ومن هؤلاء الوزراء المهمومين بشؤوننا؛ وزير الصحة الذي اعترض على حكم مجلس الدولة الأخير بإلغاء قرار وزير الصحة بربط سعر الدواء المصري بالأسعار العالمية، بل وطعنت الوزارة على هذا الحكم.
ولكني اندهشت من إصرار وزارة الصحة المهتمة بشؤون الشعب بكل تأكيد؛ على ربط أسعار الدواء المصري بالدواء في العالم، وكأن هذا الأمر تعتبره الوزارة هو الوصول للعالمية، ولا تضع في اعتبارها أن هناك نسبة كبيرة من الشعب المصري أصبحت تعيش تحت خط الفقر!!
فكيف إذن نُقيد بسعر الدواء في العالم ونرتبط به في حين أننا ما نزال نعاني العديد من المشكلات وتدني في الأجور وانخفاض الرعاية الصحية للمواطنيين... الخ؟؟
بالإضافة إلى أن ربط سعر الدواء في مصر بأسعار بيع الدواء في الدول الأخرى يعد قرارًا خاطئًا، حيث أن تكلفة صناعة الدواء مختلفة باختلاف الأجور وأسعار الطاقة التي تحصل عليها المصانع والضرائب، وجميعها عوامل تؤثر بشكل كبير على تكلفة الإنتاج، لذا لابد أن توضع في الاعتبار.
وحتى لا نُرهق أنفسنا في أمور طبية ودوائية بحته متخصصة، يمكننا أن نتبع مبدأ الوقاية خير من العلاج الذي يقوله لنا الأطباء صباحًا ومساءًا على شاشات التليفزيون، وهذه الوقاية تبدأ بالغذاء الصحي المتوازن الذي يحتوي على العناصر الغذائية المختلفة، وبخاصة الخضروات والفاكهة.
ولكن حتى الوقاية أصبحت أمرًا صعبًا، فالغذاء أيضًا لم يصبح أمرًا بسيطًا يمكن الحصول عليه؛ فكل منا لاحظ الزيادة المبالغ فيها في كافة أسعار المواد الغذائية، سواء كانت من الخضروات والفاكهة أو اللحوم والدواجن، أو حتى بعض السلع الاستهلاكية الأساسية كالدقيق والسكر والأرز والزيت.
لكن بالرغم من كل ذلك إلا أنه يجب علينا أن نسعد؛ فنحن نسعى للوصول للعالمية في رفع أسعار المواد الغذائية والأدوية.. بغض النظر عن الأجور!!