- بعد تهديدات القاعدة لـ 200شخصية قبطية الحكومة الكندية تتعهد بالتصدي لها
- "إسلام كاميليا وآخرين وتنصير بعض المسلمين".. كتاب جديد أغضب الأقباط
- بعد صراع دام سنوات.. الدولة تعترف بالطائفة المعمدانية الكتابية كطائفة مستقلة عن الكنيسة الإنجيلية
- الكنيسة القبطية تطالب وزير التعليم العالي بتأجيل امتحانات يوم 8 يناير
- حزب المحافظين بمقاطعة أونتاريو الكندية يرشح مصريان لبرلمان المقاطعة
أكذوبة سهم كيوبيد
بقلم : مايكل فارس
طوبى لكى أيتها النفس التى تحملت..ومجداً لك أيها العقل الذى احتوى وحمى...حاربتما ظل الموت ونزلتما الهاوية....نال الزمن منكما ما نال....ولازلتما تتنفسان نسيم...الحرية..أيها المزيج الذى اندمج ..يامن تعهدتما سوياً السير معا فى السراء والضراء.
أسطورة سهم كيوبيد..."الحب من أول نظرة"... وفق الميثولوجيا الرومانية فـ"كيوبيد" هو ابن الإلهة فينوس وقد أشتهر دائما بحمله للسهم وبكونه طفل، كان كيوبيد شديد الجمال، وكان سهمه يصيب البشر فيسبب وقوعهم في الحب، كان غالبا يصور كطفل صغير في هيئة ملاك بجناحين ومعه سهم الحب. وأحيانا كان يصور أعمى كرمز علي أن الحب أعمى ولا نختار من نحب.
الحب "طاقة تتجسد" ليس حكرا على أحد، فالطاقة لا تفنى يمكن أن تتوجه وتتجسد مرات ومرات ستزول حينما تفارقك روحك، الأهم هو إدراك أنها طاقة وليس شئ ينتهى ويفنى مع مرور الوقت، فالحب" طاقة متجسدة" ماذا لو سرت الكهرباء عبر سلك ما، وحدث ماس كهربائى لسبب أو أخر أدى بموجبه تعطيل ذاك السلك، أليس من العبث أن نعتقد أن الكهرباء انتهت ولن تتجسد فى أسلاك أخرى...ياصديقى سلكك القديم متهالك أو انتهى، أدرك ذلك لتجسد طاقتك عبر أسلاك أخرى، فنظرتك لحبك الأول وكأنه الأبدى هى نظرة شخص يرى هاتفه الجوال فى شاحن الكهرباء وفى حال تعطل الشاحن يظن أن هاتفه لن يشحن بأي شاحن أخر..." نظرة تنم عن جنون" فهناك مئات الشواحن لهاتفك ياصديقى..زوال الشاحن لا يعنى فناء هاتفك، ستجد شاحنك الآخر أيضا.
يا من تتذكر رفيقة مخيلتلك، ويا من تتذكري الآن حبيبك الذى رحل، سؤالى لكما، ما قوة لهيب النار أمام المياه؟ ..أليس كل منهم قوة جبارة...أيتها النار لا سلطان لكى هنا فى حضور المياة...أنتى عدوة..وميزاتك عيوب يجب إطفاءها، لا يجتمعان...وقطعا عهداً أن يتباعدان ليحافظ كل منهما على قوته...أو بالأحرى مميزاته التى لن تكتمل مع أخره أو" شخصيته التاريخيه" التى شكلت وجدانه لسنوات، فالنار للنار، والمياة للمياة، وما سواء ذلك عبث...لن يجتمع" الضد" معاً.
ما السر فى الاعتقاد أن" الحب الأول..من أول نظرة" هو الباق الأزلى الأبدى السرمدى؟ هل هو اعتقاد ماسوشى للنفس التى تتلذذ بالألم ، النفس التى لم تفيق بعد؟ ، ستنهض بعد أن يصفع الزمن والتجربة وجه ملامحها بالألم الأسود القاحل، إنه الوقت ..كم من الوقت الذى سيستغرقه الإنسان لينهض من كبوته وأسطورته التى أمن بها، ليعلن انتهاء تلك الأسطورة بقناعة جديدة، رياح الحنين تهب وزعابيب الأشتياق تلهس وراء الذاكرة...لا مجيب، فقد أحتلت جيوش اليأس والألم والخوف من المستقبل وفقدان الرجاء أرض النفس لتعيد تشكليها من جديد بعد لزه "الالتصاق الروحى"، ومن ذا الذى سيدافع عنها أمام جيوش سوداء زاحفة قطعت عهدا على تدميرا..إنه"العقل" ذاك الذى ظل حارسا أمينا على النفس التى التصق بها ليعلن شعاره.." وليعلم القاصى والدانى أن للنفس عقلاً يحميها ساهراً عليها لا ولن يسمح بسقوطها وإن ضعفت سيظل حارسا أمينا للدفاع عنها".
الأسطورة تقول أنه عندما تقع عينيك لأول مرة على الشخص " الحبيب" ينغمر وجدانك وتعتقد إنه الحبيب المنتظر ، هبه الله من السماء، العطاء المطلق من مانح الحياة لك، هذا الإله الذى وهبك نسيم الحياة ها هو يهبك نسيم الحب، حقا لقد ظلمت الإله، فأنت من رأيت واعتقدت وفسرت وحللت ووراء "نظرة" ارتميت، إنه الاحتكاك الأول للنفس البشرية بمرآة عاكسة عكست مشاعرك تجاه الحبيب، ها هى المشاعر النقية تخرج لأول مرة من محبسها الدفين المحاط بسياج ..خرجت لتتحرر وتتجه إليه.
ويبقى السؤال.."ماذا حدث؟" أكنت راغباً فى الحب أم أن هناك صورة ما فى مخيلتك فإذ بها تنعكس على من نظرت له واعتقدت إنه..."المنتظر" ، هل فى ذلك الشخص شيئاً ما لبى مشاعرك الدفينة، أو توقعاتك الغير معلنة؟ - لذاتك حتى فى بعض الأحيان- بماذا شعرت فى تلك النظرة العفوية التى غيرت مجرى تاريخك ؟ أتوقف قلبك عن الخفقان للحظات ليعود بعدها مجدداً نقياً وكأنه تظهر بماء الحب؟ والسؤال الأهم..ماذا لو انكسرت المرآة التى تعكس مشاعرك؟ برفض الحبيب نظرتك الأولى وسهم كيوبيد الخاص بك، أو تقبله ولسبب ما قرر الرحيل ؟ ...ماذا بعد رحيل المرآة العاكسة لأحلامك العاطفية" أتظن أنه لا مرايا على الأرض تعكس أحلامك وعاطفتك؟ أم ستظل حبيس مرآة مكسورة وتظن خطأ أن الإله لم يصنع إلا تلك المرآة؟!!!
ياصغيرتى...يامن تقرأى تلك السطور وتذكرتى ملامحه، نعم هو ذاك الذى أسرك يوما ما، ياصديقى يا من تراها مرآة نقاؤك....لقد رحلوا، ألم يحن الوقت للنهوض، ولفظ أسطورة" كيوبيد" ألم تأت الساعة لنقول لسياط الماضى كفى عبثاً بنا؟..حطموا الأسطورة ، الإله الباطل الذى عبدتموه مات موتا بلا بعث...يامن تقرأ تلك السطور..تذكر أن كاتبها أمن يوما ما بتلك الأسطورة قرابة إثنتى عشر عاماً ليكشف أنه عبد إلهاً باطلاً ، إلهاً لا يستجيب هو إله فى مخيلته فقط .....يُتبع
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :