بقلم: فاضل عباس
لا شك أن ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر هي حركة مفصلية في تاريخ الأمة العربية، ولكننا وفي الذكرى الثامنة والخمسين لهذا الانتصار الكبير الذي تحقق في مصر وانتقلت أثاره إلى باقي الوطن العربي، بحاجة لقراءة ما حصل قبل وبعد وفاة عبدالناصر ولمعرفة حقيقية التامر الداخلي والخارجي على الثورة وعبدالناصر، لتعود عجلة الزمان إلى الوراء سنوات وكأن شيئاً لم يحصل في مصر، والمؤسف ليس هذا التراجع فقط، بل هي محاولة تزوير التاريخ من قبل بعض الماجورين والكتاب مدفوعي الاجر مقدماً، وتكون مهمتهم تشويه صورة قائد وطني وقومي عربي كجمال عبدالناصر عمل طيلة حياته من أجل الشعب العربي.
ولذلك هناك اعتقاد سائد لدى جميع المؤرخين والسياسيين بان ثورة يوليو في مصر هي موجودة لغاية 28 سبتمبر 1970 اي عندما كان جمال عبدالناصر موجودا يقود مسيرة التحرير والتنمية والوحدة، ومنذ عهد السادات تراجعت الثورة ومنجزاتها إلى الوراء، فعهد عبدالناصر كان عهد الانجازات على صعيد الثورة الصناعية والزراعية التي أحدثها ناصر في مصر بل مند سنوات طويلة جداً لم يحكم مصر رجل مصري قبل عبدالناصر، كما ان عبدالناصر أخرج الشعب العربي من المحيط إلى الخليج من الوطنية والقطرية المفرطة إلى العروبة وإلى حقيقية الاستهداف الاستعماري للوطن العربي والفيتو الذي تضعه الامبريالية الامريكية والغربية والصهيونية ضد الوحدة العربية وضد اي تقدم لهذه الامة العربية.
ولذلك عملت الدوائر الغربية المتضررة من الخطاب القومي الوحدوي على التآمر على الثورة وعبدالناصر وبأيد داخلية مصرية ومن خلال محورين، فالاول هو محاولة التخلص الجسدي من عبدالناصر، ولذلك كانت محاولات الاغتيال الجسدي لجمال عبدالناصر، وهنا لعب الطابور الخامس داخل مصر دوراً كبيراً في ذلك ومن ضمنهم الاخوان المسلمون الذين اقروا اخيراً مسؤوليتهم عن محاولة اغتيال حادث المنشية في الاسكندرية بل ان الاخوان المسلمين لهم اكثر من 13 محاولة اغتيال ضد جمال عبدالناصر.
واذا كانت محاولة الاغتيال الجسدي هي محاولات لضرب الاستقرار الداخلي فان بعض الشيوعيين في مصر عملوا ضد الثورة وعبدالناصر، فبدلاً من الاندماج في الثورة والاتحاد الاشتراكي بوصفه جامعاً لكل قوى التحرر في مواجهة الاستعمار فكان الشيوعيون المصريون وبعض العرب خنجراً في خاصرة عبدالناصر نتيجة تنظيرات الجناح المتشدد داخل الحزب الشيوعي المصري وخصوصاً بعد تحالف البعث والشيوعيين في العراق فكان هذا النموذج الامثل الذي يراودهم ليكونوا في السلطة وذهب ضحية هذا الصراع شهداء وهو من جانب اخر شكل خدمة بقصد أو بدون قصد، للقوى الامبريالية والاستعمارية لاجهاض الثورة وجمال عبدالناصر.