المركزية واللامركزية
بقلم: مينا ملاك عازر
إحنا في بلد حكومتها لا بتخاف ولا بتختشي، تخيلوا بقى يعني مثلاً الوزراء يبقوا مش طايقين بعض، وعلى حس كده يسيبونا نخبط دماغنا في الحيط.
عمالين نزعق، ونصرخ، ونقول على وزير إنه كذا وكذا، وأخد أراضي غلط، وعمل، وسوى، والوزير المسئول مكبّر دماغه خالص.
أصل الباشا بيؤمن باللامركزية، يا سيدي على روقان بالك، طب يا سيدي راعي صاحبك وزميلك إللي ياما أكلتم مع بعض في اجتماعات المجلس غدا وعشا، يعني واكلين عيش وملح– ملح إيه تلاقيه كافيار سيمون فيميه- راعيه يا سيدي..الراجل عَمّال يقول لك اتكلم قول للعالم، قول للدنيا، قول للناس، اتكلم وافتح قلبك، قول لي بحبك قولها خلاص، وحضرته مطنش، قال إيه بيؤمن باللامركزية، مش عايز يتخطى على شغل رئيس الشركة المعنية بالمواضيع دي، يا سيدي!!!
ده أنا أعرف واحد صاحبي من بعيد، بيحكي لي إن مديره مش بيخليه يتنفس، ولا يخش الحمام، غير لما ياخد رأيه قبل ما يعمل حاجة، وكمان بعد ما يدي له رأيه، ويبدأ ينفذ، يرجع في كلامه؛ بحجة إنه راجع البروتوكول، واكتشف إنه ما ينفعش.. أو لإنه نام وصحي متأريف.. أو اكتشف إن القانون ما فيهوش "زينب"، أو حلم حلم مش ولابد، أو رجع في كلامه كده هو حر بقى.
وطبعًا صاحبي قرّر يستنى بعد كل قرار لمديره ما يعملشي حاجة عشان عارف ومتعود على إن المدير حايرجع في كلامه كالعادة.
وفي مرة حكى لي صاحبي إن المدير سأله بخصوص موضوع ما: إحنا اتفقنا على إيه؟ فقال له صاحبي اتفقنا على كذا، فرد المدير: طب خلاص إحنا مش حانعمله، فسكت صاحبي، وقال: يا ريت يبقى مديري الوزير المؤمن باللامركزية، كان زماني خلصت شغلي، بدل ما هو بطيء بسبب كلام مديري الكتير ورجوعه في كلامه، وياريته بيرجع وبس، لا..بيعمل العكس كمان، وإللي يغيظ كمان يحاسب صاحبي على إنه شغله بطيء مش حاسس إنه هو إللي بيعطله باللي بيعمله!
المهم الوزير المحمود كان مستني الناس تنسى ما تعرفشي، ولا كان مستني الناس تزهق، ولا مستني الناس تصدق رئيس شركة يبرأ وزير، طب ما الناس كلها حاتقول ده خايف من الوزير، لكن الوزير برضه لما يبرأ صاحبه يبقى أقوى، أو رئيس الوزراء يبقى أقوى وأقوى، لكن يبدو يا جدعان- وده المفيد- إن الوزير المحمود ما أخدشي أوامر من الكبار إنه يسكت الناس ويقول لهم الحقيقة، ويطمئنهم؛ لأن لسه الأزمة الجديدة إللي حاتلهي الناس ما جهزتشي عشان يتلهوا بيها عن إننا في بلد لا تحترم حكومتها شعبها، وده شيء حقيقي وسهل لا ينكره أحد.
وبصراحة الحكومة لها حق..ليه؟ أقول لك، لإن الشعب مش هو إللي جاب الحكومة، وبالتالي الحكومة تحترمه ليه؟ مالهوش عليها كلمة، ده الشعب نفسه ما جابشي نوابه، شعب على ما تفرج وتلاقي الحكومة شعب تاني يتخاف منه!!!
المختصر المفيد، العوامل العاطفية توشك أن تكون معدومة الأثر في حلبة السياسة، كما هي في ميدان التجارة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :