الأقباط متحدون | هل عبرت سينما ما قبل وبعد الثورة والآن عن واقع الحياة المصرية؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:١٧ | السبت ٢٤ يوليو ٢٠١٠ | ١٧ أبيب ١٧٢٦ ش | العدد ٢٠٩٣ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل عبرت سينما ما قبل وبعد الثورة والآن عن واقع الحياة المصرية؟

السبت ٢٤ يوليو ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

• "حمدي أحمد": أفلام قبل الثورة كانت تخدم فكر معين وكان يهيمن عليها الأجانب..سينما بعد الثورة كانت سينما منتمية للشعب، وحصلت لها ردة.
• "عمر الحريري": إن السينما قبل الثورة كانت تهتم بالمشاكل الإجتماعية بين الفقير والغني..بعد الثورة الحياة اختلفت، وأصبح فيها اشتراكية وعمال.
• "لبنى عبد العزيز": سينما قبل الثورة وبعدها مختلفة تمامًا عن السينما الآن.
• "مريم فخر الدين": كان التناول محدود قبل الثورة، وبعدها أصبحت الموضوعات كثيرة..سينما اليوم لا تعبّر عن حياتنا.
• "محفوظ عبد الرحمن": كان المشترك قبل وبعد الثورة قضايا الإهتمام بصالح الشعب..السينما الآن بعيدة عن واقع الحياة.
• "يوسف القعيد": إن السينما حتى الآن لم تقدّم دراما الثورة كاملة.
• "نادر جلال": السينما قبل وبعد الثورة كانت تُعبّر عن المجتمع، والآن السينما تتناول مشاكل بعيدة عن مشاكلنا.
• "على عبد الخالق" : فى السنوات الأخيرة شاهدنا أفلامًا ترتبط بالواقع وتناقشه.
• "مصطفى درويش": الآن نرى سينما أكثر بعدًا عن الواقع..الموانع الرقابية أيام الملكية وصلت إلى (70 مانع).

تحقيق: جوزيف فكري – خاص الاقباط متحدون
هل عبّرت السينما المصرية عن وقع الحياة المصرية قبل وبعد الثورة؟ كيف نرى السينما المصرية الآن؟ وهل تعبر عن واقعنا وحياتنا؟ ما أوجه اختلاف التعبير السينمائي فى مرحلة ما قبل وبعد الثورة والآن؟
كل هذه التساؤلات يجيب عنها التحقيق التالي:

 فى البداية قال الفنان "حمدي أحمد": هناك فرق شاسع بين سينما قبل الثورة وسينما بعد الثورة؛ لإختلاف الظروف الإجتماعية والسياسية قبل وبعد الثورة، وإختلاف الظروف الإقتصادية من إقتصاد اشتراكي إلى اقتصاد ليبرالي مفتوح بعد الثورة، ثم أن هناك فرق آخر، وهو أن هناك فكرين يتصادمان؛ نظرًا لأن نظام الحكم قبل الثورة لم يكن مثل نظام الحكم بعدها، ثم إننا قبل الثورة كنا نعيش فترتان مختلفتان فترة الملكية مع الإستعمار، وفترة الملكية بدون استعمار، ونظرًا لأن السينما كانت سلاح إعلامي خطير، فكان يستغلها الإستعمار لنشر أفكاره، ومنها التنكيت على الفلاح والصعيدي،  ومنها إزدراء اللون الأسود بأنهم طلعوا بوابين وطباخين، هذا قبل الثورة.

وأشار "حمدى" إلى أن هذه الظاهرة أحدثت فرقة بالنسبة لـ"السودان"، وأهل النوبة، لكن بعد الثورة اختفت، وأفلام قبل الثورة كانت تخدم فكر معين لأن السينما قبل الثورة كانت يهيمن عليها الأجانب، حتى أن السيناريوهات كانت تكتب باللاتينية وتُنطق بالعربية، وكانت التترات كلها أجانب، ولم تكن السينما أكثر تعبيرًا، حيث كانت تُظهر الصعيدي "غبي" والفلاح "ساذج"، بدليل أنه يظل طول السنة يزرع القطن ثم يبيعه فى البورصة، وبعد ذلك يصرف الفلوس فى الكباريهات،  وهذه السينما كانت منتمية للإقطاع والأرستقراطية.

 أما سينما بعد الثورة، فأكد "حمدى" أنها كانت سينما منتمية للشعب، إلا أنه حصل لها ردة، لأنها تحولت مرة أخرى من إقتصاد موجّه إلى إقتصاد ليبرالي، وأكثر ليبرالية والتى نسميها الثورة المضادة، وأصبحت السينما الآن تمتلكها شركات صغيرة، وضمن صناعة الثقافة التى هى من الصناعات الثقيلة عند العالم كله، والتى تحتاج لتقنية قوية وأموالًا كثيرة، لا يستطيع القطاع الخاص تحملها، مؤكدًا أن القطاع الخاص يمكنه أن يأخذ الجانب الترفيهي فى السينما، إلا انه لا يستطيع أن يأخذ الجانب العقلاني الفكري.

وعلّق الفنان "عمر الحريري" قائلاً: إن السينما قبل الثورة كانت تهتم بالمشاكل الإجتماعية بين الفقير والغني، والشاب الغني والبنت الفقيرة، وبينهما الشرير، بجانب الأفلام الغنائية. فكانت الأفلام مُعبّرة عن الحياة المصرية فى هذه الفترة، أما بعد الثورة فبدأ الإهتمام بموضوعات ثقيلة؛ لأن الحياة اختلفت حيث أصبح هناك اشتراكية وعمال، مشيرًا إلى أنه يرى أن السينما الآن أكثر تعبيرًا عن الحياة المصرية إلى حد ما، مدللاً على ذلك بفيلمي "حين ميسرة" و "الغابة" الذى كشف عن عالم العشوائيات الذى خلق أشياء كثيرة جدًا أصبحت مزعجة للمجتمع، وأصبح هناك بعدًا عن القيم والأخلاق والتقاليد..

سينما من أجل المكسب
أما الفنانة "لبنى عبد العزيز" فقالت: إن معظم الأفلام القديمة كان أساسها عمل أدبي، وكانت تلمس حياة الناس ومفهومه، وكانت قريبة للقلوب، بعكس الآن أصبحت الأفلام تعالج موضوعات بطريقة ليست ممثلة للمشاعر المصرية، سينما من أجل المكسب، إننا افتقدنا أعمال "احسان عبد القدوس"، و"يوسف ادريس"، و"يوسف السباعي" الذين كانوا يعبرون عن واقع المجتمع بعكس الآن، حيث إننا لم نر الأفلام التى تعبّر عن واقع ملموس داخل المجتمع نتيجة التقليد للأفلام الأجنبية، والإقتباس الذى لا يمثل واقعنا، فسينما قبل الثورة وبعدها مختلفة تمامًا عن السينما الآن.

سينما اليوم لا تعبر عن حياتنا
ورأت الفنانة "مريم فخر الدين": إنه بعد أن كان التناول محدود قبل الثورة، أصبح هناك بعد الثورة موضوعات كثيرة وفقًا لتغيير الحياة الإجتماعية، وأكدت: سينما اليوم لا تعبر عن حياتنا.

واوضح المؤلف "محفوظ عبد الرحمن" أن السينما المصرية عبّرت عن واقع الحياة المصرية قبل الثورة بنسبة، فهي عبّرت عن الطبقة الوسطى، وعن أحلام المصريين بنسبة أكثر من أى وسيلة أخرى من وسائل التعبير، بل أكثر من الأدب، فمثلاً نجد أحدًا من السينمائيين لم يكن مهتمًا بالقضية العامة، لكنه يبعث رسائل فى أعماله تعبّر عن اهتمامه بالقضايا العامة، بنسبة ما كانت الأفلام تتضمن قضايا إجتماعية واهتمام بالمجتمع، لا تعبّر عن المجتمع بشكل كامل أو بالشكل الذى نريده...

السينما الآن بعيدة عن التعبير عن واقع الحياة
وأضاف "عبد الرحمن": أنا أعتقد أن السينما عمومًا لم تتخل عن دورها فى التعبير عن المجتمع...السينما بعد ثورة 1952 كان ينطبق عليها ما كان قبل الثورة، حيث كان هناك اهتمام بالمجتمع وبالرسائل بقصد تحديث المجتمع وتطويره، وأُضيف إليها بعض الأفكار التى تبنتها الثورة سواء فى قضايا المجتمع أو فى قضايا العمل وغيره، فكان المشترك قبل وبعد الثورة قضايا الإهتمام بصالح الناس، أما الآن فنجد أن السينما بعيدة عن التعبير عن واقع الحياه لسببين: إما لأن العمل مقتبس، أو لأنه يرصد حالة لا أنا ولا أنت شاهدناها، فمثلا عالم العشوائيات لم نشاهده لأنه عالم معزول، وتدور فيه أحداث خاصة، وأشياء شنيعة، وجراءة شديدة فى التناول.

 السينما لم تعبر حتى الآن عن حرب اكتوبر بشكل كامل
ومن جانبه أكد الأديب والروائي "يوسف القعيد" أن السينما حتى الآن لم تقدّم دراما الثورة كاملة، كما أنها لم تعبر عن واقع الحياة المصرية إلا عن جزئيات قبل الثورة أكثر من بعدها، أما فترة 1967 وفترة الإنفتاح، فكل هذا كان فى إطار الهجوم على الثورة والتقليل من قيمتها، وإظهارها بأنها لم تعمل شيئًا للمصريين، فالسينما عبّرت عن الإنفتاح أكثر.
 وقال "القعيد": إن السينما حتى الآن لم تعبر عن حرب أكتوبر بشكل كامل، وأنها بيعت فى منتصف السبعينات ولم يكن لها أى علاقة إلا بالصدفة بقضايا الواقع المصري.

السينما قبل وبعد الثورة كانت تعبر عن المجتمع

وأكد المخرج "نادر جلال": أن السينما المصرية قبل الثورة عبّرت عن واقع الحياة المصرية بشكل مختلف عن بعد الثورة من خلال بنت الباشا، وابن الباشا الذى يحب البنت الفقيرة..أما بعد الثورة لم يعد هناك باشوات،  قبل الثورة كان دائما الرجل الغني هو الرجل المحسن الجيد، بعد الثورة أصبح الرجل الغني هو الإقطاعي الوحش..كل هذه التأثيرات أُثرت على المجتمع، وبالتالي أثّرت على السينما وأفكارها، فالسينما قبل وبعد الثورة كانت تعبر عن المجتمع، ومع مرور السنوات أصبح هناك تطور فى التعبير عن واقع الحياة المصرية.

السينما تتناول مشاكل بعيدة عن مشاكلنا
وأوضح "جلال": الآن يختلف عن  52 أو 53 ، فالآن هناك  إنفتاح واستثمار خارجي ورجوع للقطاع الخاص، والتطوير ليس فى السينما فقط، بل فى كل وسائل الفن والإعلام.. والسينما عبّرت عن واقع الحياة إلى حد كبير بعد الثورة، حيث شاهدنا أكثر من فيلم وطني عن الثورة وعن أمجاد الثورة، وبعد النكسة شاهدنا أكثر من فيلم مثل (الكرنك) تتناول أسباب النكسة، وأسباب ما حدث بعد الإنفتاح، كما شاهدنا أفلامًا عن رجال الأعمال الإستغلاليين. فقبل الثورة كانت معظم الأفلام تؤخذ من الدراما أو المسرح الفرنسي بالذات قبل الميلودراما الفرنسية، وفى العموم السينما المصرية عبّرت عن واقع الحياة المصرية إلى حد كبير، أما الآن فهناك نسبة كبيرة من الأفلام تتأثر بالأفلام الأجنبية التى تتناول مشاكل بعيدة عن مشاكلنا.

السينما وإرتباطها بالمجتمع
ورأى المخرج "على عبد الخالق" أن السينما المصرية قبل الثورة اختلفت فى التعبير عن واقع الحياة المصرية بعد الثورة، وأن السينما المصرية مرتبطة إلى حد كبير بالمجتمع، فمثلاً بعد الثورة وجدنا أفلامًا عبّرت عن الوضع الجديد الذى حصل وغير المجتمع من الملكية إلى الجمهورية، فى أفلام كثيرة مثل "الله معنا" ، "رد قلبي" الذى كان أكثر الأفلام التى أبرزت التغيير الإجتماعي بعد الثورة،  أما قبل الثورة فكانت السينما منفصلة عن المجتمع، وكانت بعض الأفلام غير مرتبطة جدًا بالواقع الإجتماعي، والبعض الآخر كان يعبر عن الواقع الإجتماعي وفروق الطبقات الموجودة، فمثلاً تعبر بشكل أو بآخر أن الباشا لا يتزوج أقل منه، وفى النهاية ينجح الحب، مشيرًا إلى أن التعبير عن الفروق الطبيعية كان ظاهرة فى السينما فى هذه الفتره، وأن فيلم  "رد قلبي" عبّر عما قبل الثورة ولحظة قيام الثورة، وما بعدها، والتغيير الإجتماعي الذى حدث..

وأكد " عبد الخالق" أن السينما مرت بمراحل بعد الثورة منها قيام القوانين الإشتراكية 61 أو 62 وفى هذه الفترة كانت السينما أكثر تعبيرًا عن واقع الحياة المصرية، ثم قامت مؤسسة السينما، وتم انتاج أفلام كثيرة جدًا تعبر عن الواقع الجديد الذى حدث فى المجتمع الإشتراكي، وما صاحب هذه الفتره من سلبيات أو إيجابيات، وعبرت عن هذا بشكل جيد جدًا..

وأشار "عبد الخالق" إلى أن بعض الأفلام كانت دعائية تدخل تحت بند الدعاية للوضع الإشتراكي الجديد الذى حدث، والبعض كان متوازن جدًا، وكان لوجود الرقابة أثر فى هذه الفترة، أما بعد 67 كان هناك فيلم "ميرامار"، وعبّر عن الوضع الموجود وسلبيات المجتمع، والقوانين الإشتراكية والمدعين والإنتهازيين، وفيلم "شئ من الخوف"، و"أغنية على الممر".. وظهرت أفلام كثيرة ومهمة جدًا فى تاريخ السينما المصرية نتيجة هزيمة 67 .
وأضاف "عبد الخالق":  وعندما قام الإنفتاح وظهرت سلبيات الإنفتاح فى أوائل الثمانينات، قامت موجة من الأفلام تهاجم الإنفتاح مثل "الكرنك"، "الحب وحده لا يكفي"، "يا عزيزي كلنا لصوص".. هذا حتى سنة 97 ثم بدأت تظهر موجة الأفلام الشبابية، أوالأفلام الضاحكة، أو الأفلام الكوميدية للشباب المضحكين "الشباب الجدد"، وفى السنوات الأخيرة بدأ شكل الأفلام يتغير، وشاهدنا أفلامًا ترتبط بالواقع، وتناقشه.

وعلّق الناقد السينمائي "مصطفى درويش" قائلاً: إن السينما المصرية عبرت عن واقع الحياه المصرية من خلال الأفلام القديمة بشكل أو بآخر، وإلا لم يكن أحد شاهدها، ولكنه كان تعبير ناقص يحتاج إلى حرية أكثر، مشيرًا إلى أن الموانع الرقابية أيام الملكية وصلت إلى (70) مانع، حتى كانت العربة الكارو لا تظهر فى الفيلم، ولا توجد جنازة، ولا ستات تصوت على اللى مات..هذه التفاصيل الدقيقة كانت موجودة فى تعليمات وزارة الشئون الإجتماعية، كان هذا سنة 47 وقننه "جمال العطيفي" عندما  كان وزيرًا للثقافة والإعلان، فسمح بالجنازات، والتفاصيل، والغرز، والشيشة، أصبح هناك تحرر نوعًا ما. طبعًا هناك مشاكل إجتماعية كثيرة لم تقدر السينما أن تتعرض لها نتيجة لموانع رقابية..

واعتقد "درويش" أن السينما المصرية مثل مرآة مقعرة، تُظهر صورة المجتمع مشوهة. فمثلاً صورة المتشردين أو أولاد الشوارع لا تظهر بالواقع الحقيقي لها، ولا تستطيع  السينما أن تقدم حلولا، وهكذا كانت السينما القديمة، فالسينما الجديدة امتداد للسينما القديمة، إلا أن هناك تطور من حيث الألوان، والمونتاج السريع، والأفلام القديمة كانت إلى حد كبير أقرب إلى الواقع، أما الافلام الجديدة فهى تتجاوز الواقع لأنها تُنقل من السينما الأجنبية أكثر، خاصةً بعد أن أصبح الإقتباس فى متناول الجميع، وسريع بفضل التكنولوجيا الحديثة، مؤكدًا أن السينما المصرية أصبحت الآن عبارة عن قص ولزق، أكثر بعدًا عن الواقع.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :