بقلم: سحر غريب أما في البحر نفسه فعدد كبير جدًا من البشر يزاحمهم عدد كبير جدًا من المُخلفات البشرية من حفاضات أطفال مُتسخة، مع علب حاجة ساقعة بيبسي، ولا تنسى أعقاب سجائر الكليوباترا الآثرية. إنه الشاطئ الملكي الذي تحول بعد الثورة إلى شاطئ للرعاع.. إنه أحد الشواطئ العامة المُلحقة بحدائق المنتزه الرائعة في الإسكندرية، والتي بناها "الخديوي عباس حلمي الثاني"، وقد دخلته بقدمي مرتين؛ مرة قبل امتحانات الثانوية العامة بدون ناس، والمرة الثانية في عام آخر بعد امتحانات الثانوية العامة في وجود هم ما يتلم من الكتل البشرية، وشتان بين تلك المرتان. ففي المرة الأولى كان الشاطئ في منتتهى الجمال والرقي والرفاهية، أما في المرة السوداء الثانية، والتي عشت فيها أسوأ أيام عُمري على الإطلاق، عندما وجدت هذا الأثر الرائع يتحول على يد غوغاء المصريين إلى خرابة أو ترعة مُلوثة تستحق الردم. فالحدائق الغنّاء الجميلة التي تؤدي إلى الشواطئ لم تكن تنبيء عن الكارثة المُلحقة به، وكأنها كمين تعشمك بمصيف راقٍ ثم تُلقي بك أيها المسكين الغاشم في الترعة. أتذكر أبي وهو يتحدث بفخر شديد عن الإسكندرية كمصيف مُفضل له مع أحد عرسان أختي، والذي كان يتفاخر بباريس كمصيف له، أشفق عليه.. فهو لم يزر شواطئ المنتزه بعد كما زرتها؛ ليعرف أن دخول المصريين إلى الجنة دون تطهير نفوسهم مما علق بها من غوغائية وتخريب سيحولها بلا شك إلى منطقة من العشوائيات. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت | عدد التعليقات: ٣ تعليق |