بقلم: جرجس بشرى
 مَن يقرأ التصريح الذي أدلى به نيافة "الأنبا أغاثون" -أسقف مغاغة والعدوة- لصحيفة "الأقباط متحدون" أول أمس السبت، يشعر بكمّ المعاناة التي تصل لحد الإضطهاد، والتي يلاقيها نيافة "الأنبا أغاثون" من اللواء "أحمد ضياء الدين" محافظ المنيا!!

 فالمحافظ فجأة أوقف التصريح ببناء المطرانية الجديدة بعد أن قام الأسقف بهدم مباني المطرانية القديمة؛ تنفيذًا للاتفاق الذي أُبرم بينه وبين الجهات المسئولة في المنيا والمحافظ شخصيـًا، والذي يقضى لهم ببناء المطرانية الجديدة بعد هدم المطرانية القديمة، وقد قام نيافة "الأنبا أغاثون" بعملية الهدم مفترضًا حسن النية في محافظ المنيا، الذي أوقف التصريح ببناء الكنيسة الجديدة بعد إزالة وهدم مباني الكنيسة القديمة.

 وهنا استطاع محافظ المنيا أن يضع شعب وكهنة وأسقف مغاغة في مأزق، حيث يصلي الآن شعب المطرانية في خيمة من يوم 16 مارس من العام الجاري وحتى هذه اللحظة، وبرغم المجهودات المكثفة التي قام بها نيافة "الأنبا أغاثون" للحصول على الترخيص ببناء الكنيسة الجديدة، إلا أن المحافظ ما زال مصرًا على عدم إعطاء الترخيص، بل ووصل الأمر بالمحافظ أن احتد وارتفع صوته على وكيل مطرانية مغاغة، وذلك عندما أرسله الأسقف للمحافظة لمتابعة الأمر.

 ومن الواضح -بحسب تصريح نيافة "الأنبا أغاثون" لـــ"الأقباط متحدون"- أن محافظ المنيا يريد من الأسقف أن يتنازل عن أرض المطرانية القديمة، حتى يسمح له ببناء الكنيسة الجديدة، مع أنه –"الأنبا آغاثون"- أكد للمحافظ أن أرض المطرانية تابعة للوقف وتخضع لهيئة الأوقاف القبطية برئاسة قداسة "البابا شنودة الثالث".

 ومن المفجع أن يطالب محافظ المنيا أسقف مغاغة بهدم سور المطرانية حتى يعلم الناس المارين في الشارع أن المطرانية قد تم إزالتها!!

 والسؤال هنا: هل يخضع المحافظ المحترم للقانون والدستور؟ أم يخضع لرغبات الناس؟؟
 فالدستور المصري في مادته الأولى ومادتيه "40" و46" يكفل للمواطن المصري حقوقه الكاملة في المواطنة والمساواة وحرية العقيدة؛ فشعب وكهنة وأسقف المطرانية الآن يستشعرون بظلم المحافظ وتعنته معهم، ومن الأمور المخزية أن المحافظ طلب من الأسقف مغادرة مسكنه بأرض الكنيسة القديمة، مع أن الكنيسة الجديدة لم تُبن للآن!!

 فكيف يؤدي "الأنبا أغاثون" مهامه الدينية والرعوية لشعبه في ظل هذا التعنت والتهديد بطرده من مسكنه؟ وهل محافظ المنيا يريد من الأسقف أن يسكن في الشارع ؟!

 فالمحافظ رافض أي وساطات أو اتصالات بينه وبين "الأنبا أغاثون"، ولو طلب "الأنبا أغاثون" مقابلته.. فسيجعله ينتظر حوالي ساعتين حتى يتعطف عليه ويقابله، وهذا بلا شك نوع من الإذلال من المحافظ للأسقف!!

 إن موضوع بناء المطرانية الجديدة مرشح للتصاعد إن لم يتراجع المحافظ عن تعنته مع الشعب القبطي بمغاغة.

 فهل "الرئيس مبارك" راضٍ عن سلوكيات هذا المحافظ مع الأقباط؟
 إنني أطالب الرئيس المصري "محمد حسني مبارك" بسرعة التدخل الحكيم وحسم هذا الموضوع الخطير؛ لأنه ليس من المعقول أبدًا أن يصلي أسقف وكهنته وشعبه في الشارع.. فهذه إساءة بالغة لمصر.