ابتدى الدرس يا غبي
بقلم: سحر غريب
خلق الله البشر أنواع وألوان، فهناك نوعية ترتاح لها وتصادقها من أول نظرة، وترى فيها بذور صداقة مُحتملة، وهناك نوعية أخرى، خلقها الله للتنكيد على سعادتك وعلى أيام سعادتك.
ففي كلامهم العادي الطبيعي إعلان حرب دائم لا ينتهي، وتوعد بخراب عيشتك وعيشة اللي خلفوك.
وكانت هي من النوع الثاني الذي يتعامل مع الجميع من خلال نظرة استعلاء، باعتبارها بنت "بارم ديله" وزوجة "شملول الجبار" بسلامته، كانت تفصص السيدات والفتيات وتدعي على كل سيدة جميلة بأن تقع أرضًا وتنكسر رقبتها، وقد تعرفت على تلك السيدة بالصدفة -التي هي أحيانـًا ما تكون أسوأ من أي ميعاد- في أحد سباقات فريق السباحة عندما فوجئت بها تلقب الكابتن الخاص بطفلها: تعال يا ولد انت.. أنا بناديك يا غبي، والمصيبة أنه كان يرد عليها وينفذ طلباتها بالحرف الواحد.
وبدأ ابنها السباق بوصلة مُبكرة من البكاء المتواصل، مما جعله يحصل على المركز الأخير بجدارة عن سبق إصرار وترصد للفشل الزريع، وبدلاً من تهدئتها لطفلها وإفهامه بأن الرياضة مكسب وخسارة، مسكت في تلابيب الكابتن وأخذت تكيل له قاموس مُنقى من الشتائم والألقاب؛ أبسطها نعته بالغباء والعبط.
بل وصل بها الأمر إلى أنها دخلت بطفلها الصغير إلى حجرة المدير وشرحت له مكونات اللون الأسود الذي سيكون لون حياته المُقبلة، ورسمت له أفرع شجرة عائلتها الكريمة التي ستتكفل أصابع أقدامهم الصغيرة بالمهمة.
وبالفعل خرجت من وصلة ردحها بميدالية فضية، لو كنت مكانه لأعطيتها الميدالية الذهبية، ليس لشطارة دموع طفلها، ولكن لطول لسان السيدة الوالدة، التي ضربت لطفلها الصغير أجدع مثال على أن الغجرية ست الناس كلها، واللسان الطويل أفضل وسيلة للفوز والنجاح.
من المؤكد أن أم بهذه المواصفات ستحصل بسرعة البرق علي لقب الأم المثالية، يكفيها مجهوداتها في خلق جيل جديد يقتات على انعدام الأخلاق والقيم.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :