بقلم: مادلين نادر
"بشعرها وبتخرج".. جملة كانت غريبة على مسامعي حينما استمعت إليها من طالبة جامعية هي وصديقتها؛ تجلسان داخل عربة السيدات بمترو الأنفاق، بل وشعرت أنهما تتحدثان عن شيىء غامض أو كائن فضائي غريب.. وكأنها فزورة.
وآثار فضولي أن أسمع حديثهما عن مَن؟! وهل تتكلمان عن إحدى صديقاتهما أم ماذا؟
ولكني بعد أن استمعت لحديثهما على مدار 5 دقائق تعجبت جدًا مما تقولانه، لقد كنا تتحدثن عن صداقتهما؛ أو فلنقل زمالتهما للشباب في الجامعة وكيف تتعاملان معهم، وكان مبدأهما في التعامل أنهما تضعن حدودًا في تعاملاتهما مع الشباب، وهذا أمر جيد.
ولكن الأمر الغريب والملفت للانتباه أنهما تفكران في أن زملائهما إذا كانوا يتضايقون من هذه الحدود في التعاملات، ويريدون أن يكونوا أكثر تحررًا في علاقتهم بالزميلات؛ فعلى هؤلاءالشباب أن يختاروا زميلات ممَن هن بشعرهن، وممكن يخرجوا عادي مع الشباب.
لست في حاجة لأن اقول لكم ما هو الزي الذي كانت ترتديه هذه الفتاة وصديقتها، فهذه هي حريتهما، ولكن ليس من ضمن نطاق حريتهما أن تفكرا في باقي الفتيات اللواتي لا ترتدين هذا الزي بأنهن منفلتات وليس لديهن أخلاق، أو كما قالتا: "بشعرهم وبيخرجوا عادي"!!
فِكرٌ أصبح سائدًا بين الكثيرات من الفتيات، وكأن مَن لم ترتدِ هذا الزي، أو بمعنى أدق "لا تغطي شعرها" أصبحت مجالاً للغمز واللمز بين الفتيات أنفسهن، دون أدنى احترام لحرية الآخرين في الاختيار، وهذا النمط من التفكير للأسف يجذب مَن يفكر به إلى السطحية في التعامل مع الأمور، ونبدأ نفكر دائمـًا في الشكل ونبتعد تمامـًا عن الجوهر.