الأقباط متحدون | التقطنا الحَبَّ من تحت جناحيْكَ
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:٤٤ | الاربعاء ١ يوليو ٢٠١٥ | ٢٤بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٠٨السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

التقطنا الحَبَّ من تحت جناحيْكَ

الاربعاء ١ يوليو ٢٠١٥ - ٠٥: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

زهير دعيم
( كلمة في ذكرى الشاعر المرحوم  جورج نجيب خليل ألقيت في خلال أمسيّة قراءات في ذكراه بادرت اليها جمعيّة المحبّة وهيئات اخرى في عبلين في 2015 \ 6 \ 30 )

أذكرُ ولا أنسى.... أذكرُ ولن أنسى تلك الأيام الخوالي ، الجميلة ، حين التقطتُ أنا والكثيرون الحَبَّ من تحت جناحيْكَ ومن تحت أفيائكَ الخيّرة.

كُنتَ شجرةً سامقةً في كرم الأدب ، وارفةَ الظِّلال، حُلوة الثَّمَر ، يقطفُ منها العابرون في محطّات حياتهم وعبورهم؛ يقطفون مجّانًا.

وكان بيتُكَ القديمُ والجميلُ صالونًا أدبيًا، لطالما ضمّنا بأريحيّة ودفء غريب ، يسرقُ مِنّا الساعاتِ ، فلا نفطن لوجودنا إلّا والهزيع الثاني قد قارب على الانتهاء، فترافقنا الى البّوابّة إيّاها حيث نتجاذب أطرافَ الحديث ؛ هذا الحديث الطّليّ الذي يأبى أن ينفرطُ عِقدُهُ.

  كُنتُ يومها شابًّا أضعُ أقدامي الصغيرة  في تربة الأدب ، يرافقني فتىً يافع  أحبّ الشِّعرَ والخواطر والنسمات الهانئة تهبّ من ذُرى الشّموخ ، فتىً  أضحى اليوم دكتورًا في الأدب.

ما كُنّا الوحيديْنِ اللذيْنِ استعذبا أحاديثك  الشجيّة ، ووقفا على جميلِ لغتِكَ وتعابيرِك وطيبةِ نفْسِك وسريرتِك الطّيّبة ، وروحِك الحالمةِ وعِنادِك المُقدّسِ في الذّود عن الحقّ والمحبةِ الآتيةِ من فوق.

كم من خِرّيج وطالب جامعيٍّ استعان بك شاعرَنا الغالي في وظائفه وأبحاثِه!

أذكر واحدًا يتباهى بنفسه بكل محفل ، كُنتَ أنتَ – الذي لم يدرس في جامعة، ويبحر في بحور الشّعر العربي ابحارًا ما سبقك أحدٌ فيه- كُنتَ أنتَ الذي كتب له اطروحة الدكتوراه.

كنتَ انتَ الذي نقّح كتبَ وزارةِ المعارف ودواوينَ الشِّعرِ والقصصَ القصيرةَ والخواطرَ للكثير من الكتّابِ والشعراءِ الشبابِ  امثالي ،فأضفيت عليها من روحِكَ الشفّافة معسول الكلام والافكار. واصداري الأول نغم المحبّة والذي صدر سنة 1978 يشهدُ على ذلك فمُقدّمته المرنان تحكي كلّ شيء..

كنتَ وما زلتَ رغم السنين الذي غيّبك بها الثّرى ، كنتَ وما زلتَ حيًّا فينا ، في كتاباتنا  وابداعنا وسهراتنا...كنتُ وستبقى علمًا يُشار اليه بالبَنان..

وستبقى قيثارةً تعزفُ سيمفونيةَ الابداع ، وقصائدَ الانسانية وخواطرَ الكرامةِ والحبِّ الالهيِّ

وستبقى ذكراك محفورة ًفي ذاكرتنا  ، بل وستزيّن احدَ شورعِ هذه البلدةِ الوادعة ِالتي احببتها وتغزّلت بها..

فهل من يسمع.. هل من يقول معي انّه يستحقّ.

ابا انور عبلين العروسُ المتجليّةُ على خدودِ الجليل تفتخرُ بك وترفعُ رأسَها شممًا وكذا نحن.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :