الأقباط متحدون | فلسفة الوجود
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٥٥ | السبت ٧ اغسطس ٢٠١٠ | ١ مسري ١٧٢٦ ش | العدد ٢١٠٧ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

فلسفة الوجود

السبت ٧ اغسطس ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 بقلم: مارغريت خشويان

وجود الإنسان على الأرض يُحثَّه على البحث عن معنى وجوده؛ هذا لأن الكل يتحرك معه ويعطي له ديمومة؛ لأجل ذلك يستمر في الكشف عن المجاهيل التي تدور حوله كلما يكبر في السنين ويتسع في التفكير؛ ليصل إلى حلول ومعرفة.
 
هذا التفكير، وهذه المعرفة، يحملانه إلى أن يطمح للوجود الأعمق والأكبر، ومنه استنتج أحدهم قولاً:" أنا موجود إذًا أنا موجود" دحضًا لما قيل سابقًا: "أنا أفكِّر إذًا أنا موجود"؛ لأن الفكر ينتهي من التواصل إذا انغمس في الماديات والملذات، فلم يعد الإنسان موجودًا، الجواب على ذلك إنه موجود ما دام هو في الوجود.
 
وفكرة الوجود ترافق الإنسان منذ ولادته إلى يوم رحيله، وهي التي تدفع به إلى العمل، والتطور، والتقدم؛ ليربح أيامه التي قد يفكر إنها هي سبب وجوده وخلوده بنفس الوقت.
 
قد يُفكّر بعضهم أن الوجود هو لحظات، ويفسرها بالصدفة. وهم لا يدرون أن الصدفة عمياء، فوجودنا الذي كان فكرة عند الله تجسَّد على الأرض، وصوَّره إنسانًا أو مخلوقًا ينتمي إلى فئة من المخلوقات البشرية، تعيش محققة أهدافها بالتواتر، إلى حين تبلغ القمة في الوصول إلى معنى الوجود الحقيقي للإنسان. ونعني به الوجود القيمي أي المُثل العليا، والطموحات السليمة،  والأهداف الأصيلة التي تنُظر طاقات الإنسان، وقابليته لخدمة الوجود بالذات، والذي منه نصل للإنسان الصالح والمفيد بخدمة الآخرين.
 
إلا أن الإنسان لا يرتاح إلا بتحقيق ما يصبو إليه، وقد يكون بـ"الخلود والعودة"، رغم أنه يعرف حق المعرفة أنه لا عودة إلى العالم ثانية كما كان سابقًا. فالقيامة هي الخلود بالذات. إلا أنه بطريقة أخرى فالخلود للإنسان هو العودة، ومنذ وجود الإنسان كان يفتِّش عن الخلود وعن هذه العودة. وكما تخبرنا "ملحمة جلجامش" في البحث عن الخلود، وهذا ما نسميه بـ"إنسان جلجامش" في الألف الثالث ق.م.
 
من هذا المنطلق يؤكد الإنسان وجوده بما يندفع إليه في تخليده على الأرض. كأن يكون نحاتًا، فيجتهد بنحت قطعة صخرية صماء ينطقها بما تفرزه مخيلته في تشكيل هذه الصخرة إلى وجود دائم كما فعل "مايكل أنجلو" حينما نحت تمثال "موسى"؛  فلشدة دهشته ضربه بمطرقته، وقال: "انطق يا موسى" مؤكدًا أنه خالد بخلوده.
 
وهكذا فعل "شيكسبير" حينما أنتج مسرحياته الفاعلة والمتفاعلة منذ أيامه إلى هذا اليوم، تؤكد وجوده وخلوده بين الناس. إضافة إلى الشعراء، والمفكرين، والعسكريين كلٌ يسعى إلى إثبات وجوده في الحياة وما بعدها.
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :