بقلم: فاضل عباس 

التهديدات المنسوبة للرئيس الأمريكي "باراك أوباما" لرئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس"، بالذهاب إلى المفاوضات المباشرة أو قطع العلاقة مع الفلسطينيين والتوقف عن دعم السلطة الفلسطينية، يوضح الدور الأمريكي المنحاز للعدو الإسرائيلي، كما أكدّت هذه التهديدات على تراجع "أوباما" عن خطاباته في "القاهرة" و"تركيا"، والتي وعد فيها العرب والمسلمين بفتح صفحة جديدة بينما الواقع اليوم يؤكد بان اوباما يسير على خطى سياسية بوش الابن السابق وبالتالي يكون اوباما تراجع حتى عن تعهداته الانتخابية للأمريكيين.
     
ولكنني مع ذلك لا أجد مبررا لرئيس السلطة محمود عباس والقيادة الفلسطينية بقبول هذه المفاوضات العبثية والتي سبق لعباس أن أشار بنفسه أن المفاوضات غير المباشرة لم تحقق نتائج، كان على السلطة أن تضع مصلحة الفلسطينيين فوق كل الاعتبارات ولذلك فان قطع العلاقة مع الأمريكيين ومقاومة الاحتلال هو الخيار الصحيح فماذا استفاد الفلسطينيون من علاقتهم مع الولايات المتحدة الأمريكية غير الارتهان أكثر للمشروع الأمريكي في المنطقة وهو مشروع ضار بالمصالح الفلسطينية.  
       
فالسلطة الفلسطينية التي جاءت على خلفية اتفاق اوسلوا لم يتبق منها شيء, فغزة محاصرة وخارج سيطرة منظمة التحرير, والضفة الغربية مقطعة الأوصال, والطرق مجزأة, والسلطة الفلسطينية لا تتحرك فيها إلا بتنسيق وموافقة إسرائيلية, والقدس تخضع للاستيطان وطرد الفلسطينيين, فماذا بقي من سلطة اوسلوا؟، لذلك نقول لرجال السلطة الفلسطينية بان الوقت قد حان لترك مقر السلطة وحمل البندقية ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي لتعود فتح كما عرفها الشعب العربي قائداً لجهاد الفلسطينيين نحو التحرير فما قيمة هذا الدعم الأمريكي المادي للسلطة وهي محاصرة والشعب تحت الاحتلال والاستيطان، وسلطة لا يستطيع رئيسها التحرك بدون موافقة إسرائيلية!!.                                
مشكلة القيادة الفلسطينية أنها قد خضعت بالكامل لمحور الاستسلام العربي، وأصبح هذا المحور يبرر عملية الاستسلام لرئيس السلطة, فالمفاوضات المباشرة والموافقة عليها تتم بغطاء عربي وإذا كان رئيس السلطة يعيش في رام الله تحت رحمة الإسرائيليين فلماذا يخضع العرب للرغبة الأمريكية والاسرئيلية ببدء المفاوضات المباشرة على الرغم من علمهم المسبق بأنها ليست ذات قيمة وعملية عبثية تستمر لسنوات بدون نتائج.                                                                               
الوضع الفلسطيني يتطلب قراراً جريئاً من قيادة حركة فتح وهي حل السلطة الفلسطينية وتشكيل قيادة فلسطينية بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية التي أصبحت كالرجل المريض ليس له دور في حل مشكلة الفلسطينيين بل هي عامل تأزيم للخلافات الفلسطينية فتوحيد الجبهة الفلسطينية يتطلب الإقرار بالوضع الجديد الفلسطيني, فمعظم فصائل منظمة التحرير ليست من القوى الناشطة على الأرض، فدمج حماس والجهاد في قيادة جديدة وحل السلطة هو الخيار الصحيح لإعادة الإعتبار للقضية الفلسطينية.