CET 00:00:00 - 09/08/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

"سمير البرعي": في مصر تجد المدرس يكتفي بأخذ الغياب والحضور وتعسيلة من النوم
"منة أحمد": نسأل السيد وزير التعليم العالي "أين حقنا في المدن الجامعية؟؟ أم أن أموال العرب أهم من المصريين؟
"محمد سلامة": نسبة تمثيل الطلاب المصريين الذين يعيشون في الخارج في الجامعات المصرية ضئيلة جدًا، والوفود العربية لها النصيب الأكبر!

كتب: محمد بربر- خاص الأقباط متحدون

 يبدو أن إصلاح حالة التعليم المصري إنما هو وهم كبير يعيش على أعتابه كوكبة من أصحاب (الدنيا حلوة)، فمن حالة سيئة إلى حالة أسوأ يعيش طلاب مصر بمختلف مدارسها وجامعاتها في ظل حالات التخبط والمشاحنات والمشادات، خاصة   التي تشهدها جامعاتنا وتبرز استرضاء الجامعات للنظام الحاكم.

 ويتمثل هذا جليـًا في حالات التحويل للتحقيق والفصل والتهديد والحرمان من المدن الجامعية، ولم يقتصر الأمر على الطلاب المصريين فقط؛ فمعاناتهم ليست جديدة ولا هي خفية عن الأنظار، لكن أبناء مصر الذين عادوا من الخارج بحثـًا عن تعليم جامعي محترم داخل بلادهم، وإيجاد نوع من الاستقرار بين أهلهم، قد عانوا هم أيضًا من مشكلات عديدة، وبدا لهم أن خطواتهم قد ضلت الطريق، وتاهت وسط عتمة التعليم المصري، دون وجود بارقة أمل واحدة.

 الطالب "محمد سلامة" -العائد من إحدى الدول العربية- يقول: بعد أن انتهى والدي من عمله بدولة عربية شقيقة، أراد لنا الاستقرار في بلدنا حتى نعيش بين أهلنا، وكنت قد انتهيت من مرحلة الثانوية العامة، وبالفعل تقدمت لمكتب التنسيق بمصر إلا أنني وزملائي -ممَن اختاروا الدراسة الجامعية في مصر- أصابنا الاحباط.

 ويضيف أن تمثيل الطلاب المغتربين -رغم أننا مصريون- داخل الجامعات المصرية نسبته ضئيلة جدًا تكاد تقارب 1%، ومن ثمّ تجد أن درجات قبول الكليات بالنسبة لنا قد ارتفعت، وتخيل أن طالبـًا حصل في بلد عربي شقيق على نسبة 98% في الثانوبة العامة، وعندما جاء إلى مصر لم يتمكن من دخول كلية الطب، والسبب في ذلك هو التمثيل النسبي الضعيف.

 وتلتقط الحديث "منة أحمد" -طالبة عائدة من الخارج- فتقول: تأخرت نتيجة التنسيق مما أجهدنا عصبيـًا، والأمر الأدهى من ذلك أنه لا مكان لنا في المدن جامعية، مما يترتب على ذلك القرار رحلة صعبة نقضيها في البحث عن شقة للسكن بالقرب من الجامعة، مما يترتب عليه وجود أعباء مادية وجهد نبذله.

 وتؤكد أنه غالبا ما تتأخر فرصة الحصول على شقة، مما يؤخرنا عن الدراسة التي تكون قد بدأت، وكل هذا له تأثيره على أعصابنا.

 ويشير الطالب "سيف المتبولي" إلى أن تأخر التنسيق يسبب مشكلة صعبة جدًا؛ فإذا لم يستطع الطالب أن يلتحق بالكلية التي يرغب فيها من بوابة التعليم الحكومي؛ فغالبـًا ما يخسر أيضًا مكانه داخل الجامعات الخاصة، والتي تكون قد نفذ رصيدها من الأماكن المتوفرة بها.

 ويوضح أنه قد ذهب العام الماضي لتقديم أوراق التحاقه بكلية الهندسة بإحدى جامعات مصر الخاصة، لكنه فوجئ بعدم وجود أماكن بالكلية، مما اضطره للانتظار لمدة عام كامل.

 أبناء مصر في الخارج يعقدون مقارنة طريفة بين التعليم في مصر ومثيله في الدول العربية، وقد بدا على وجوههم علامة تعجب كبيرة.

 فتقول "رضوى سيد" أنها عندما كانت تعيش بالدولة العربية الشقيقة، لم تكن تدفع مصاريف نظير الكتب المدرسية، ولا حتى للاتحاق بالمدرسة، بل على العكس.. كانت هناك دومـًا مكافآت مادية سنوية  للناجحين.

 ويؤكد "سمير البرعي" -الطالب الذي جاء من دولة الإمارات- أن هناك بالفصول الدراسية بدبي يعتمد المدرس في إيصال المعلومة على التكنولوجيا في المقام الأول، وغالبـًا ما تكون عبارة عن "بروجيكتور" حتى يساعد المعلم في الشرح والطالب في الفهم، ويقوم المعلم بإعطاء كل ما يمتلكه من معلومات لطلابه في الفصل، بينما في مصر تجد المدرس يكتفي بأخذ الغياب والحضور وتعسيلة من النوم، وذلك حتى يتسنى له شرح المقرر لطلاب الدروس الخصوصية؛ ناهيك عن المدرسين الذين يحصلون على إجازات سنوية ولا يحضرون للمدرسة نهائيـًا، بعد أن اتخذوا من الدروس الخصوصية مهنة يرتزقون منها.

 وتمثل كثافة الطلاب في فصول المدراس المصرية علامة تعجب كبيرة لدى "محمد
 النماس" -مدرس مصري يعيش بالخارج- خاصة بعدما وصل عدد الطلاب إلى 70 طالبـًا في فصول بعض المدارس، مما يؤدي إلى كارثة -من وجهة نظره- في عدم استيعاب الطلاب في ظل هذه الكثافة العددية الرهيبة.

 ويظل السؤال الذي يطرحه كل أبناء مصر ممَن عادوا إلى بلدهم وأهلهم لمواصلة دراستهم: "هو احنا  ايه اللي جابنا بس؟!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق