• "يسري الجندي": الإعلان هو الدمار والوباء المُدمِّر لصناعة الفيديو..
• "مجدي صابر": المشاهد غير مأخوذ بالإعتبار، وغير معمول حسابه.
• "إسماعيل عبد الحافظ": تحويل الأفلام إلى مسلسلات نوع من الإفلاس الفكري، وليس فيه إضافة درامية.
• "مجدي أحمد على": لابد من عمل تنسيق وترتيب للفوضى الموجودة الآن..
• "طارق الشناوي": هذا الكم من المسلسلات الرمضانية إهدار للمال وللصحة وللقدرة..
• د. "رفيق الصبان": كثرة الإعلانات تأخذ من أعصاب المتلقي، ووقته، وتَذَوُّقه للعمل الدرامي..
جوزيف فكري – الأقباط متحدون
معاناة شديدة يواجهها المشاهد كل عام فى رمضان، عندما يُفاجأ بوجود كم كبير من المسلسلات تُبَث عبر القنوات التليفزيونية الأرضية والفضائية. ويصبح فى حيرة وقلق؛ لأنه لا يستطيع أن يتابع كل هذا الكم من المسلسلات رغم جاذبيتها، علاوة على إختلاف توقيت بث هذه المسلسلات وتداخلها، وعدم التنسيق بينها فى العرض. فليس من المعقول متابعة هذا العدد الهائل الذى قد يصل إلى حوالي (80) مسلسلاً، ولا نرى أعمالًا باقي السنة، بل تُعاد.
وترى أيضًا الملل الذى قد يصيب المتلقي، وهو يشاهد مسلسلًا عن فيلم ساعات طويلة على مدار الشهر، فبعد أن شاهدنا "الباطنية" العام الماضي نرى هذا العام "العار"..
أسباب هذه الأزمة والمشكلة المزمنة، وكيفية حلها، والإقتراحات للتغلب عليها..يجيب عن كل هذا التحقيق التالي:
قال المؤلف "يسري الجندي": إن الإعلان يهدد صناعة الفيديو ليس فى "مصر" فقط، وإنما فى معظم المحطات العربية..صحيح أن الإعلان مصدر تمويل فى كل العالم، ولا نقدر إلغاؤه؛ لكن لابد ألا تكون الدراما عبدة له. فكل ما يحدث الآن خدمة للإعلان وليس خدمة للمشاهد. فليس من المعقول مشاهدة هذا الكم الكبير من المسلسلات، وهناك أعمال تُحرق، وفى النهاية كل الاطراف يلحقها الضرر فيما عدا المُعلِن..
وأضاف "الجندى": إن المنتج يخدم المعلن، ويأتي له بالأشياء التى يريدها كي يقدر أن يعلن. والجهات المنتجة أصبحت تعمل نفس الشئ. فإذن المستفيد من هذا كله الإعلان، فهو الدمار والوباء المدمِّر لصناعة الفيديو..
وقال "الجندي": إنهم اقترحوا على "أسامة الشيخ"- رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون- عمل سوق خارج رمضان، واقتنع بهذا، لكن هذا لا يأتي مرة واحدة. وفى نفس الوقت لابد أن نمهد لهذا السوق.فمثلا مسلسل "سفوط الخلافة" تم الإتفاق على بثه فى رمضان على ثلاثة قنوات "مصر"، و"قطر"، و"الأردن"، وبثه بعد رمضان على ثلاث قنوات أخرى منها "حكايات"، و"mbc". ويمكن أن يُبث على قنوات أخرى، فهذا يحمي العمل، ويحمي القناة..أتمنى أن باقي المسلسلات تتبع هذا التنسيق، بدلاً من التكثيف كله فى رمضان..
وحول تحويل بعض الأفلام إلى مسلسلات، مثل "الباطنية" فى العام الماضي، و"العار" هذا العام، قال "الجندي": إذا كانت هناك إضافة لهذه المسلسلات أهلاً وسهلاً، وهذا هو المقياس والتحدي عند تناول العمل. وخاصةً إذا كان عملاً ناجحًا، مؤكدًا أنه لابد من تقديم رؤية جديدة، وإضافة حقيقية من خلال المسلسل الدرامي المأخوذ عن فيلم.
أما المؤلف "مجدي صابر" فقد رأى أن كثرة المسلسلات فى شهر رمضان ظاهرة ليس لها بريق، مؤكدًا أن المسألة لها ناحية إقتصادية. فالمحطات تشتري المسلسلات فى رمضان بأعلى الأسعار معتمدة على أن شركات الإعلانات تدفع أكثر فى رمضان، حتى إتحاد الإذاعة والتليفزيون لم يحاول أن يكسر هذه الموجة. فالمشاهد غير مأخوذ فى الإعتبار، وغير معمول حسابه، وإلا كانت هذه الأعمال تُوزَّع على مدار السنة كي تثري الشاشة الصغيرة.
وأوضح "صابر" أن المسلسل الجيد يخلق لنفسه رمضان، ويخلق لنفسه موسم، فهذه التخمة الرمضانية ليست فى صالح النجم، ولا فى صالح المسلسل، ولا فى صالح الدراما نفسها.
وبالنسبة لتحويل الأفلام إلى مسلسلات، قال "صابر": طالما نجح لون جديد، يتحول مع الوقت إلى موجة، فمثلما نجحت مسلسلات السيرة الذاتية بدءًَا من "أم كلثوم" فتوالت بعدها أعمال كثيرة، وتحولت إلى ظاهرة نشاهدها الآن. معتقدًا أنه لولا نجاح المسلسل المأخوذ عن فيلم، لما كان أحد أعاد التجربة. مؤكدًا أن الكل يمشى بسياسة القطيع، إلى أن يقع عملاً أو عملين من هذه الأعمال فيتراجع الجميع، موضحًا أنه ليس ضد إعادة الأفلام فى مسلسلات درامية، ولكن لابد أن يقدِّم كل مسلسل شيئًا جديدًا، وإلا أصبح تكرارًا.
وعلّق المخرج "إسماعيل عبد الحافظ" على ذلك بقوله: إنه لا يجد ضرورة لتكدس المسلسلات فى شهر رمضان وعدم عرضها على مدار السنة، وإنه يرى إنه مادام هناك نجوم فى المسلسلات، فمن الممكن بث هذه المسلسلات فى غير رمضان. موضحًا أنه من المطلوب حسم الأمور، وعدم الخضوع للمعلن؛ لأن هذا الكم من المسلسلات الرمضانية يرهق المشاهد ولا يجعله يتابع هذه الأعمال. وغير مفيد للنجم والمؤلف والمخرج.
ورأى "عبد الحافظ" أن تحويل الأفلام إلى مسلسلات نوع من الإفلاس الفكري.، وليس به إضافة درامية.
وقال المخرج "مجدي أحمد على": إن زيادة عدد المسلسلات فى رمضان، وإرهاق المشاهد بسببها وضع مستمر وليس بالجديد..وقد يتابع المشاهد عملين أو ثلاثة ويترك الباقي، وقد يكون الإختيار مبنيًا على الكفاءة، أو اختيار عشوائي. مؤكدًا أن أى كلام عن الحلول- من نوع التقليل أو الزيادة" أصبح شيئًا وهميًا. كما أن أحدًا لا يملك التحكم فى هذا الأمر فهو يخضع لقانون العرض والطلب.
واقترح "عبد الحافظ" أن تُركّز القنوات على عملين كل سنة، وتنسق الفوضى الموجودة الآن، كما أنه أيّد الرأى بأن إعادة الأفلام فى مسلسلات درامية يعد إفلاسًا. مؤكدًا أن تكرار الفكر يصبح سخيفًا، بعد أن حُرقت فى المرة الأولى.
ومن جانبه يرى الناقد الفني "طارق الشناوي" أن هذا الكم من المسلسلات التى تُعرض فى رمضان- والتى يصل عددها هذا العام ما بين (70 و 80 ) مسلسلاً هو إهدار للمال، وللصحة، وللقدرة. مشيرًا إلى أنهم يعيشون باقى السنة فى حالة قحط درامي، الأمر الذى يدل على سوء التخطيط. مؤكدًا أن أسباب هذه الظاهرة إقتصادية؛ لأن وكالات الإعلانات تضخ أموالاً ضخمة فى رمضان، مشيرًا إلى أن هذه الأزمة سوف تستمر طالما قوة رأس المال تفرضها.
واقترح "الشناوى" عمل إتفاق إقتصادي عام مع وكالات ومحطات التليفزيون.
وحول إعادة الأفلام فى مسلسلات درامية، قال "الشناوى": إن فى ذلك اسهاب ورغي، وإذا كان مسلسل "الباطنية" قد حقّق بعض النجاح، ذلك لأنه كان مكتوبًا بطريقة ذكية فيها حس تجاري واضح. لكن هذا لا يعني أن التجربة نجحت.
وأكّد الناقد الفني د. "رفيق الصبان" أن كثرة المسلسلات فى رمضان نتيجة لكثرة الإعلانات التى تستغل المسلسلات لكي تبقى فى الصورة. مشيرًا إلى أنها أحيانًا تكون أكثر من العمل الدرامي. ومؤكدًا أن كثرة الإعلانات تأخذ من أعصاب المتلقي ووقته وتذوقه للعمل الدرامي.
كما طالب "الصبان" بالتجديد فى المضمون الدرامي لأى مسلسل تليفزيوني.