اعتذار
بقلم: مينا ملاك عازر
أنا مؤمن أن القوي هو الذي يستطيع أن يُقدّم اعتذارًا، والقوي أيضًا هو من يستطيع أن يتقبل الاعتذار ويسامح. وسيبك بقى من قصة إنه قلبه طيب بس مش بيصفى بسرعة، وإنه سامحك بس قدامه وقت على ما ينسى، وفُكك من قصة إن الاعتذار إهدار للكرامة.
فما يوجد مانع من أن يعترف الإنسان بخطئه ما دام مقتنعًا إنه أخطأ، وما دام من يعترف له بخطئه سيُقدِّر ذلك ويسامح، وأنا الآن واليوم، أكتشفت أنني مخطئ، وأكتب لكم لأعتذر.
أما إلى من أعتذر؟ فالقائمة طويلة، وسأحاول أن أحصرها لكم، تبدأ من السيد "جمال مبارك"، مرورًا بالسيد "أحمد عز"، والدكتور "نظيف"، والدكتور "محمود محيي الدين"، والسيد "أمين أباظة"، والباشمهندس "المغربي"، و"يوسف بطرس غالي"، و"حسن يونس"، و"عائشة عبد الهادي"، واللواء "حبيب العادلى"، و"عثمان محمد عثمان"، والوزير "رشيد"، والدكتور "علي الدين هلال"، والدكتور "خربوش"، و"أحمد أبو الغيط"، وكلهم نالهم قلمي بالنقد والهجوم..
صحيح هم يستحقون الهجوم، وأنا لا أتراجع عن كلمة واحدة كتبتها عنهم، بل يستحقون أكثر، من ذلك الهجوم المهذب، لكنهم يستحقون مني اعتذارًا؛ لأنني لم أنتبه إلى حقيقة وهي أن الشجرة المثمرة- والمثمرة فقط- هي التي تُلقى بالحجارة، إذن هم مثمرون، أيًا كانت طبيعة ثمارهم، ثلاثين أو ستين أو مئة؛ لكنهم على كل حال يثمرون، سواء طيب أو رديء لكنهم يثمرون، الدور والباقي على من لا يثمرون أي شيء، وبالتالي لا يخطئون، وبالتالي لا ننتقدهم؛ لأننا قد نكون نسيناهم أو تواروا في الظل؛ لأننا لا نرى لهم إنتاجًا.
فوزراء "مصر" على حد معرفتي حوالي ثلاثين وزيرًا لا أظن أن هناك من يعرف أكثر من عشرة وزراء منهم، قد يكون منهم من هو مشهور بسبب جريمة..، أو لتصريحاتهم المستفزة، لكن باقي الثلاثين لا نعرفهم لا لشيء إلا لأنهم لم يفعلوا أي شيء، ولا نرى لهم ثمر نمدحهم عليه أو نقدحهم عليه.
والأخيرون ارتضوا أن يعيشوا في الظل؛ درءًا للهجوم؛ وخوفًا من الخطأ. أو لأنه ليس لهم عمل يعملونه.
أما نحن اكتفينا بهؤلاء الوزراء والقادة المتواجدين في الحزب الوطني لنهاجمهم ونأكل عيش من وراء تصريحاتهم أو آرائهم أو أعمالهم، وتركنا الباقين ينعمون بالنعيم والراحة، ولكن ضميري نأح عليّ، وقرّرت أن أستفيق، وها أنا أعتذر لأولائك الذين وضعتهم في بؤرة اهتمامي، وغفلت عن أولئك المستترين وراء مكاتبهم.
ملحوظة: لم أذكر وزيرين لهما صفة السيادية؛ لأنني لا أجرؤ الإتجاه نحوهم بالسلب أو بالإيجاب، ولم أذكر في لائحة اعتذاري المحافظين المشهورين بأعمالهم، والتي اتفقنا إنها قد تكون طيبة أو رديئة، المهم أنهم يعملون - في حين أن هناك محافظين لا نعرفهم يعيشون في هدوء وهناء- نظرًا لضيق المساحة.
المختصر المفيد، استقيلوا يرحمكم ويرحمنا الله.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :