بقلم: هند مختار
تمر اليوم الذكرى الهجرية لحرب السادس من أكتوبر 73، والتي كانت أيضـًا يوم العاشر من شهر رمضان، وسوف تدبج المقالات في كيف أن هذه الحرب هي حرب استرداد الأرض والكرامة، وكيف قامت القوات المسلحة بإنجاز هو حقيقي لكسر شوكة "إسرائيل"، وغير ذلك من الحكايات، وكل عام يثور في ذهني تساؤل ولا أجد له إجابة، وأحاول هنا أن نجيبه معـًا، لماذا دائمـًا تاريخ العالم هو تاريخ الحروب وليس تاريخ السلام؟؟
فنحن ندرس في كتب التاريخ في مصر والعالم تاريخ الحروب على مر السنين، وكيف أن هذه الأمة حاربت تلك وانتصرت عليها، ثم كيف عادت الأمة المغلوبة وانتصرت على الغالبة، كتب تاريخ العالم تحفل بحرب السبعين والحرب العالمية الأولى والثانية، والحروب الدينية وقصص الاحتلال والمقاومة.
لم أجد أبدًا أمة تحتفل بالسلام الذي حققته بعد الحرب، لا يوجد في تاريخ شعب من الشعوب إجازة رسمية بمناسبة السلام.
أنا لا أقلل من قيمة نصر أكتوبر العظيم، ولكن أحاول البحث عن صيغة أخرى لكتابة التاريخ؛ فتاريخنا المصري عبارة عن حروب مقرونة بالهزائم.. هزيمة في 48، ونصف هزيمة في 56، وعار ونكسة في 67، هذا بخلاف تاريخنا مع الاحتلال البريطاني، والحملة الفرنسية على مصر، والعثمانين... إلخ، التاريخ المصري الحافل بالقهر.
فبخلاف المناسبات الدينية نحن نحتفل بعيد الثورة، التي هي انقلاب عسكري، وعيد تحرير سيناء، والسادس من أكتوبر.. ألا توجد في حياتنا أية منجزات تستحق أن نحتفل بها مع احتفالانا بانتصارات أكتوبر أو العاشر من رمضان؟؟
فهل مثلاً يمكن أن نحتفل بيوم تشغيل السد العالي أو ليس هذا إنجازًا؟ أم أن هذا النصر البعيد من 38 سنة هو آخر إنجازاتنا ولا يوجد لدينا سواه؟؟ أو أصابتنا علة في الرؤية فلم نعد نرى إلا هذه المناسبة؟؟
أريد أن أكتب تاريخـًا مصريـًا جديدًا فيه إنجازات أخرى متجددة تستحق منا الاحتفال كل عام.
وأستعير جملة الراحل "فؤاد المهندس": مش كده ولا إيه؟؟