بقلم: القس سامي بشارة
جرح كلما هدأت آلامه
عاد الماضي ليجدد أحزانه
فقلت إما للحاضر ستاراً
حتى يحجب عني أشجانه؟
يا ليت ذاك الصباح لم يشرق
وهلك النهار في طيف ألوانه
يا ليت عمري لم أكن وكانت
ذات الحنان في ربيع ألوانه
جُرح يمشي على قدمين
وأمل جهوض يصعب نسيانه
الحزن في القلب في العينين
وفي دمي مرار الدهر وأزمانه
في اليوم الذي ماتت فيه الشمس
وانتحر القمر في غدير أكوانه
في الليلة التي بها اشتعلت الأرض
واستعر القدر في هدير شطآنه
في اللحظة التي ذبلت فيها الورود
وانقطع السرى في لجين عنفوانه
مازالت اذكر يا أمي كيف الخريف
بين ذراعيكِ ربيع يصعب عليَّ هجرانه
مازلت احتفظ يا عمري بعطرك
فهو نسيم لا استطيع نسيانه
مازالت اذكر في عينيك يا أملي
كيف رأيت نور الله ورضوانه
لكنها الدنيا وهذا حالها
ما أخذت إلا كل غالِ بأرخص أثمانه
فالحياة وإن طالت دونكِ سجن
والعمر بيت أنتِ عنوانه