بقلم: مادلين نادر
نتابع منذ يوم السبت الماضى وحتى الآن، حادثة سرقة لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمود خليل بـ"القاهرة"، وبالرغم من إنه حتى كتابة هذه السطور لم يتم العثور على اللوحة؛ إلا أن هناك بيانًا صدر من قبل مكتب وزير الثقافة مساء يوم السبت الماضى، بأنه تم العثور على اللوحة وإحباط محاولة السرقة..ولكنها دقائق قليلة بعدها، ويخرج علينا بيان جديد من نفس الجهة، ينفى العثور على اللوحة أو المتهمين بسرقتها...!!!
 
 وحينما قرأت البيان الثانى، تذكرت الفنان "عادل إمام" فى أحد أفلامه، والذى كان يقوم فيه بدور نائب فى البرلمان، وكان يتحدث عن أن كل شىء فى بلدنا على مايرام. وكان من ضمن الأشياء التى تحدّث إنها جيدة جدًا كان الإعلام والصحافة، وقال: "الحمد لله جرايدنا فى تقدم، وبتنقل الأخبار قبل حدوثها بأربعة أيام، هو احنا عايزين إيه تانى؟"..صحيح، إحنا محتاجين إيه تانى؟ يمكن يكون هذا الخبر سيحدث فى الأيام المقبلة. ولأننا فقط بلد السبق الصحفى، فلقد قمنا بنشره مبكرًا، هذا هو كل ما حدث..!!!
 
 
وإذا تغاضينا عن تناقض الأخبار فيما يتعلق بسرقة اللوحة، فإننا لا نستطيع أن نقاوم التصاريح التالية فى أثناء التحقيقات، والتى أقل شىء يُقال عنها إنها مثيرة للأعصاب. ومن هذه التصريحات ما قاله الدكتور "محسن شعلان"- رئيس قطاع الفنون التشكيلية- حيث وصف شعوره باتهام وزير الثقافة له بالإهمال بالصدمة؟!!!
فلقد صُدم الدكتور من تهمة الإهمال، فى حين إنها أبسط كلمة يمكن أن تُقال حينما يتم سرقة لوحة يتعدى ثمنها 50 مليون دولار..وليس ذلك فحسب، بل يتم تبرير تعطُّل أجهزة المراقبة والكاميرات؛ بأنها تم تركيبها بالمتحف منذ أكثر من (15) سنة؛ فلذلك هى معطلة..!!! وبالتالى لم يتم التمكن من معرفة من الذى قام بالسرقة، بالرغم من أن زوار المتحف فى هذا اليوم كانوا تسعة أشخاص فقط. فما بالنا إذا كانت هناك أعداد غفيرة داخل المتحف؟ ما الذى كان يمكن أن يحدث دون أن تكون هناك كاميرات مراقبة تلتقط وتسجّل ما يحدث داخل المتحف؟
 
وحتى تكتمل الفكاهة فى تصريح "شعلان"، قال: "إن فاروق حسنى اتهمنى شخصيًا بالإهمال الجسيم، وحمّلنى مسئولية سرقة لوحة الخشخاش من داخل المتحف، ولذلك قدمت ملفًا كاملاً يؤكد مدى حرصى على هذا المتحف من خلال أوراق ومستندات طوال فترة عملى التى قمت فيها بتطوير المتحف كاملاً"..أى تطوير يتحدث عنه الدكتور "شعلان" إذا لم تكن الاساسيات موجودة فى متحف مهم مثل متحف "محمود خليل"؟!
 
حتى لا أطيل عليكم، تبقى أن أقول لكم معلومة واحدة، حينما علمتها شعرت بالفعل بالصدمة، حيث أن هناك  تقرير للجهاز المركزى للمحاسبات يؤكد أن الميزانية الخاصة لهذا المتحف بلغت 37 مليون جنيه، وهى الميزانية المخخصة لهذا المتحف فقط دون غيره....لا تعليق.