بقلم : ماجد سمير
"بنطلون شلبي " اترتبط ذهينا بشارعنا القديم في الفيوم ، شلبي كان شخصا لا نعرف له أسرة أو أصل أو مكان إقامه يظهر فجأة ويختفي فجأة ، لا يتحدث مع أي شخص في الشارع يسير مختالا وواثق الخطوة دون يلتفت يمينا أو يسارا وبالرغم من أن شلبي من أطفال الشوارع ولم يراه أي شخص لسنوات طويلة إلا بنفس البنطلون النظيف دائما شديد الأناقة ومكويا، وتشعر أن شلبي ببنطولنه الشيك يستحق أن يكون المتحدث الرسمي باسم الشارع ، وكتبت مع عدد من الأصدقاء سيناريو تخيلي تولي فيه شلبي ببنطوله الشيك دائما مركزا مرموقا في البلد.
في كل مرة تقع عينك على شلبي تشعر انه يزهو دائما ببنطلونه كأنه الوحيد في مصر الذي يرتدي بنطلون، تذكرت شلبي و طريقة سيره مختالا في الشارع ينظر للجميع بتعال شديد بعدما قرأت تصريحات وزارة التربية والتعليم حول صفر مريم الشهير وتخيلت أن الوزارة كلها ارتدت بنطلون شلبي وانطلق رجالاتها في شوارع مختالين بارتدائهم بنطلون شلبي ، وصرحت أحدهم أن خط مريم مطابق للخط المتواجد داخل كراسة الإجابة ، وذلك قبل أن يخرج تقرير الطب الشرعي وخبير الخطوط حول قضية صفر مريم الشهير، تماما كما كان شلبي يعلم جيدا على قراءة الغيب فضلا عن قدرته غير العادية على معرفة الطالع والنازل قبل حدوثه بفترة.
وحتى لا يتم التشكيك في علاقة شلبي وبنطلونه الشهير بوزارة التربية والتعليم يعرف الجميع أن بنطلون شلبي لونه أبيض كما أنه الوحيد بين كل بنطولونات الرجال والسيدات في العالم "المقلم" بالعرض بخطوط سوداء رفيعة متوازية فوق بعضها البعض تماما ككرسات الإجابة وفي آخر البنطلون من أسفل مساحة بيضاء سادة من الممكن استخدامها كهامش لا يتم التصحيح للإجابة المكتوبة فيها ، كما تسمح المساحة المخصصة للحزام أعلى البنطلون بكتابة أسم صاحب البنطلون لضمان رجوعه لصحابه دون خلط أو التباس.
لا أعرف إن كان شلبي يعلم أن الصفر درجة حرارة التجمد والبلادة وتحول المياه إلى ثلج ، وقد يصل الأمر إلى اعتبار أن الصفر هو درجة عدم الإحساس بكل شىء و بأي شىء، ولا اعرف أن كانت خبرة "شلبي" العلمية"تدرك أستحالة استمرار أي كائن في الحياة في حالة وصول درجة حرارة جسمه لدرجة الصفر، من المؤكد أن " شلبي" لا يدرك أن الصفر بمفرده رقما عدميا ولو تم وضعه على يسار أي عدد لانهائي من الأرقام لن يضيف اليها جديد.
لكن الذي أعرفه جيدا أن شلبي حتما سيعطي الوزارة التي لم تستحي ولو للحظة واحدة ومنحت مريم درجة الصفر في المائة كمجموع في الثانوية العامة صفرا كبيرا، لأن الرقم العدمي التقدير الوحيد المناسب لأدائها – بالإضافة إلى قصة صفر مريم – عن عقود طويلة من الفشل المتواصل مع التأكيد على استعادة البنطلون" لأن أيا منهم لا يستحق ارتداء "بنطلون شلبي".