بقلم: عبد صموئيل فارس
والدي الذي كان يملأ الدنيا بالحياة لكل من حوله، فجأه  وبدون مقدمات، كان علي موعد مع ارتفاع في درجة الحرارة، والتي ظلت علي معدلها في ارتفاع ملحوظ ليطالبني الأطباء بعمل تحاليل وإشاعات لجميع وظائف الجسم. وبالفعل قمت بعمل كل ماطلب لتخرج النتيجة بأن والدي يعاني من ورم سرطاني متقدم جدًا ومسيطر علي جزء كبير من الكبد.
 
 وفي اسبوع كان ابي الذي يتمتع ببنيه بدنيه قويه  اصبح قاب قوصين او ادني من الاختفاء نتيجة حالة انخفاض الوزن السريع التي اصابته بسرعة البرق ولآنه لم يذهب الي طبيب طوال حياته فكان التأثير النفسي أشد ألما وهو ما ساعد علي تفاقم الازمه بصوره كبيره وكان علي ان اقوم بأستخراج إجراءات العلاج علي نفقة الدوله كحق من حقوقنا كمواطنين فقمت بتحضير اوراقي وذهبت الي مقر الوزاره في الحي السابع بمدينة نصر المكان معد جيدا لآستقبال المواطنين والتخفيف عن الامهم.
 
 فهناك تجد العشرات من اهالي المرضي وغير القادرين والذين ليس لهم ملجأ سوي طرق هذا الباب والذي يحفظ كرامة المواطن من الاحتياج والعوز ولكن الكل يعلم هذه الايام حالة الارتباك التي تسود وزارة الصحه وبالاخص هيئة التأمين الصحي نتيجة ما كشف من فساد في قضية نواب العلاج والتي قام فيها نواب الشعب والذين من المفترض انهم يمثلون اخر وجوه العداله الحقيقيه في مصر بعملية سرقه هي الاقذر في تاريخ مصر.
 
 فالمئات من المرضي الان لايجدون العلاج بسبب عملية النهب غير المسبوقه لاموال التأمين الصحي علي المواطنين والتي تخطت المليارات ومتورط فيها اكثر من 35 عضوا من نواب الشعب اغلبهم ينتمون للحزب الوطني الحاكم ومع كل ذلك هناك عملية تمويه واخفاء ومحاولة تستر علي القضيه من مسئولين كبار فقد كشفت التحقيقات الاوليه التي اجرتها نيابة الاموال العامه بتورط مسئولين كبار داخل البلاط الملكي بقصر العروبة.
 
 ولأن هؤلاء هم من يمسكون بزمام اللعبه في مصر فهم من يقومون بممارسة ضغوط علي الهيئات الرقابيه في محاوله للتكتم علي تحقيقات القضيه ولان رجال الحزب يعلمون جيدا انهم علي ابواب الانتخابات البرلمانيه وقد تتسبب هذه القضيه في التأثير علي رجال الحزب الحاكم في الشارع بطريقه سلبيه وكأننا نعيش ديمقراطيه حقيقيه او انه ستكون هناك انتخابات نزيهه لم يسمع في كل العالم شرقا وغربا عملية سطو علي صحة المواطنين وعلاجهم مثلما يحدث في مصر المحروسه وبتستر من اعلي درجات السلطه في مصر قدمت اوراق علاج والدي انا ومجموعه كبيرة من المواطنين، ومع الاسف نتيجة خلو خزينة الصرف من الاموال بسبب عملية السرقه فلم يتم التصديق علي تأشيرة العلاج الي الان ولن يتم وإن تم سيكون والدي ومعه المئات من المواطنين يرفعون شكواهم الي الله فالحاله تزداد سوءا يوما بعد يوم.
 
 ولان تكاليف هذا العلاج باهظه فيلجأ الغلابه الي المسكنات في محاوله لتخفيف وطأة الالم التي لايطيقها بشر من تأثير هذا المرض الملعون الحكومه العظيمه استوردت لنا المواد المسرطنه للتتاجر في دمائنا لتقوم بعدها وبلا رحمه بسرقة اموال علاجنا وليبقي ابي وغيره من الالاف ضحية الظلم والاستبداد الذي يرعاه الفساد !!