الأقباط متحدون | دعم الأقباط ترسيخ للمواطنة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٠٥ | السبت ٢٨ اغسطس ٢٠١٠ | ٢٢ مسري ١٧٢٦ ش | العدد ٢١٢٨ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

دعم الأقباط ترسيخ للمواطنة

السبت ٢٨ اغسطس ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: جرجس وهيب
كثير من المحليين السياسين والقيادات الحزبية- وخاصة داخل الحزب الوطنى- يُرجعون ضعف تواجد الأقباط فى الحياة السياسية فى "مصر" إلى تقوقعهم وسلبيتهم وانعزالهم عن الحياة السياسية. هذا الكلام بعيد بعض الشىء عن الحقيقية، وسأقيس بمحافظة "بنى سويف" على سبيل المثال.

فالأقباط خلال الفترة الماضية- وتحديدًا منذ التعديلات الدستورية وإنتخابات مجلس الشعب عام 2005، وانتخابات رئاسة الجمهورية- يشاركون بأعداد كبيرة مقارنة بتعدادهم العام، ومشاركة جميع فئات المجتمع من الإخوة المسلمون؛ حيث تقل نسبة المشاركة بين جميع فئات الشعب المصرى من مسلميه ومسيحييه عن 10% إن كان منهم 5% من المسيحيين، فهذا قمة المشاركة فى ظل الإنتخابات التى تجرى بـ"مصر"، وخاصة بعد إلغاء الإشراف القضائى الذى يوجِّه دائمًا إليها تهم التزوير والتبييض لصالح مرشحين بعينهم، وهم غالبا مرشحى الحزب الوطتى.

على كل الأحوال، لدينا إنتخابات مجلس الشعب، والتى ستجرى خلال نوفمير القادم لنقيس عليها هل الأقباط سلبيون؟ أم أن الأحزاب السياسية، وخاصة الحزب الوطنى، والذى ينتمى إليه الغالبية العظمى من الأقباط، هو الذى يدفعهم إلى السلبية والإنعزال وعدم المشاركة. فاقد أعلنت أعداد كبيرة من الأقباط ترشحها فى هذه الإنتخابات بكافة المحافظات على قوائم كافة الأحزاب. ففى محافظة "بنى سويف" على سبيل المثال، أعلن سبعة من الأقباط ترشحهم، أربعة من السيدات على مقعد المرأة، وثلاثة من الرجال بثلاث دوائر مختلفة، وهى  "بنى سويف" و"إهناسيا"، و"ناصر". بالإضافة إلى من سيعلن ترشحه على قوائم أحزاب المعارضة، أو المستقلين..
 معنى هذا، أن الأقباط تخلوا عن سلبيتهم، ويشاركون بفاعلية فى الحراك المجتمعى والسياسى الذى تشهده البلاد.

 الأهم من ذلك، أن تُقابل إيجابية الأقباط، بإيجابية داخل مختلف الأحزاب، وخاصة الحزب الوطنى. فلماذا لا يدفع الحزب الوطنى باثنان من الأقباط بكل محافظة بدائرتين مختلفتين، مما يعنى أن يكون لدينا فى النهاية حوالى (60) مرشحًا مسيحيًا على قوائم الحزب الوطنى؟! فالحزب الوطنى يعرف كيف يُنجح مرشحيه، فما المانع من يدعم الحزب الوطنى هذا العدد من الأقباط.

 فطالما أن الحزب الوطنى يرغب فى مشاركة الأقباط فى الحياة السياسية، لابد أن يدعمهم وبقوة، إلا إذا كان ما يصدر عن عدد كبير من قيادات الحزب الوطنى بشأن الأقباط، كلام للإستهلاك المحلى، بعيدًا عن التنفيذ. وإذا كانت هناك جهات ترغب بمشاركة الأقباط فى الحياة السياسية، فإنتخابات مجلس الشعب خير دليل على إثبات ذلك. فعدد كبير من الأقباط لا يرغبون أن يكون وجود الأقباط فى مجلس الشعب عن طريق التعيين؛ فلابد أن يعتاد الناخب المسلم على التصويت للمرشح المسيحى، واذا لم يأت هذا الكلام، وهذا الفكر من الحزب الوطنى، هل يبحث الأقباط عنه عند الإخوان المسلمين مثلاً ؟!!

 وإذا لم يُقابل إقبال الأقباط على الترشيح فى عدد كبير من الدوائر، ترشيح الحزب الوطنى لأعدد كبيرة منهم، سيُقابل ذلك بردة وانتكاسة كبرى بين الأقباط فى المشاركة السياسية. فلابد أن يحرص الحزب الوطنى، والتى ترفض كافة قياداته وجود كوتة للأقباط، أن يقابل ذلك دعم وترشيح عدد من الأقباط، وليس ترشيحهم فقط، بل مساندنهم بقوة فى الإنتخابات. فالكل يعلم كيف يأتى عدد كبير من نواب الوطنى، فلا مانع أن ياتى النواب الأقباط بهذه الطريقة.

وسيتبع ذلك تحركات وتواجد قوى للأقباط فى الحياة السياسية، بل سنجد أفضل العناصر القبطية ترغب فى الترشح فى أى إنتخابات قادمة..فهل سيتحقق هذا الحلم؟ أم أن الحزب الوطنى سيكتفى بالنسبة المُحدَّدة للأقباط فى كافة مجالات الحياة بـ"مصر"، وهى النسبة التى تترواح ما بين 0 % إلى 2.5 على أفضل الأحوال؟

أتمنى ألا يحدث ذلك، ويكون الحزب الوطنى على قدر من المسئولية التى تحتم دعم الأقباط؛ لترسيخ ودعم  مبدأ المواطنة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :