بقلم : ماجد سمير
كأنها الدواء وقت المرض أو الملاذ وقت الضيق أو المهرب الوحبد من الكئابة أغنية خطرت على بالي وانا اتصفح الأخبار المتتابعة من خلال واحد من المواقع الإليكترونية الشهيرة.. نقلت " ماوس" جهاز الحاسوب الخاص بي إلى ملف الأغاني واخترت أغنية لمحمد منير وانطلق صوته الذهبي قالا "لسة قادر في الحزن أفرح " فقفزت من مكاني راقصا على الطريقة النوبية مرددا ....هيه ..هيه ..هيه" ،مرددا القرار الخاص بأغنية الكينج الشهيرة متمايلا من لحنها الشجي الذي عشقه بجنون أبناء جيلي.
الكينج منير له علاقة غير عادية شديدة التميزبجلينا فباتت أغانيه جزء من طفولتنا وشاببنا وأيضا شيخوختنا ويبدو الامر واضح بشدة في حكاية القدرة على الفرح في أكثر الأوقات حولنا التي شدى بها "الكينج " واتساق الأغنية مع ما نعيشه ونحيا فيه ليل نهار ربما يكون بمثابة منح القدر على الصبر والمقاومة فإعلان القدرة على الفرح علاج قوي في مواجهة الحزن مهما كبرأو عظم أمره.
اتصل بي صديق يعمل استاذا في واحدة من أعرق الجامعات الحكومية يسألني عن حقيقة مرتبات "أمناء الشرطة " التي نشرت في فيسبوك وما بثه أحد المذيعين المحسبوبين على الحكومة في قناة يملكها رجل أعمال رقص على كل السلام منذ أيام مبارك إلى الآن متخطيا كل الأنظمة كأنه سيادته البشري الوحيد العابر للأنظمة الحاكمة؛.وعندما أجبته بأن الأمر يبدو حقيقي فسأل : "أمال عاملين مظاهرات وإضراب، وعايزين ايه أكثر من كدا ايه" فأحبته مؤكدا دا مش تظاهر ولا إضراب ولا يندرج تحت قانون التظاهر لأن دا اعتصام سلمي حسب ما أكدت وزارة الداخليه ، قليل من " الزغزغة" أو " الدغدغة" أو محاولة للإضحاك حتى نتمكن احتمال ما نعيش فيه ، تكرارها بل إدمانها يجعلنا نشعر أننا مازلنا قادرون على الفرح والضحك بالرغم من كل ما يحيطنا من صعوبات وأمور تبدو للوهلة الأولى شديدة التعقيد بشكل يصل إلى حد المستحيل.
عدت للتنقل بين الأخبار متنميا قراءة خبر مختلف لا يحمل سيرة انفجارات أو قتل أو محاولات جمعية المنتفين بالوطن وخيراته استمرار مص دم الشعب المسكين لم تقع عيني إلا على أخبار من عينة صفر مريم في الثانوية العامة وإصرار الوزارة على التهديد بتحويل الأوراق للنيابة ، وقصة أوراق الثانوية غير مقصورة على مريم فقط هناك أيضا مارينا وفتاة أخرى من كفر الشيخ ، الكل يشكو من تغيير أوراقه في الكنترول فأصبحت قضية أوراق الثانوية العامة قضية عامة .
قصص متالية نتيجتها الوحيدة الإحباط والحل الوحيد استمرار الكينج في الغناء مرددا أغنيته الشهيرة لسة قادر في الحزن أفرح