CET 10:00:59 - 01/09/2010

أخبار مصرية

مصراوي

نشرت صحيفة "نيويرك تايمز" الأمريكية مقالاً بقلم الرئيس حسني مبارك بمناسبة الإعلان عن بدء المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أمريكية وحضور العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين ومبارك نفسه في الثاني من شهر سبتمبر الجاري.
وقال الرئيس مبارك في مقاله المنشور في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء إنه مر عشر سنوات طوال منذ جلس الفلسطينيين والإسرائيليين على طاولة مبارك: العنف والاستيطان الإسرائيلي أكبر عقبة أمام تحقيق سلام شاملالمفاوضات لإقامة سلام دائم في يناير 2001 في مدينة طابا المصرية.
وأضاف مبارك أنه "خلال حياتي المهنية في القوات الجوية المصرية، ورأيت المآسي التي تخلفها الحرب بين العرب وإسرائيل، وخلال رئاستي لمصر، تحملت تقلبات كثيرة في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حيث أن مصر قُدر لها أن تكون أول دولة عربية تبرم معاهدة سلام مع إسرائيل أودت بحياة سلفي أنور السادات".

وأشار الرئيس مبارك إلى أنه "منذ اليوم الذي رأيت فيه اغتيال الرئيس السادات على أيدي متطرفين في سنة 1981 وأنا أحاول جاهداً لتحويل حلم السلام الدائم في الشرق الأوسط إلى حقيقة واقعة".
وأوضح الرئيس مبارك المتواجد حالياً في الولايات المتحدة لحضور بدء انطلاق المفاوضات المباشرة أنه "الآن ، بعد توقف المفاوضات المباشرة منذ ما يقرب من سنتين، نفتح فصلا جديدا في هذا التاريخ الطويل، وهناك الكثير من الادعاءات بأن هذه الجولة الجديدة من المحادثات - التي تبدأ باجتماعات بين الرئيس أوباما، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، الملك عبد الله عاهل الأردن، وأنا هنا يوم الأربعاء - محكوم عليها بالفشل مثل كافة عمليات التفاوض الأخرى".
وتابع الرئيس مبارك "ومع ذلك ، فقد أحيا تصميم الرئيس أوباما على المشاركة آمالنا في السلام؛ ويجب علينا اغتنام هذه الفرصة؛ فالمعلومات العريضة لعمل تسوية سلمية دائمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين واضحة بالفعل: إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عام 1967 مع القدس كعاصمة لإسرائيل وفلسطين معا، وقد حلت المفاوضات السابقة بالفعل الكثير من التفاصيل حول مسائل الوضع النهائي للاجئين والحدود والقدس والأمن".

وأكد الرئيس مبارك أن "العقبة الكبرى التي تقف الآن في طريق النجاح هو العامل النفسي: الأثر التراكمي لسنوات من العنف والتوسع في العمليات الاستيطانية من جانب إسرائيل مما أدى إلى انهيار الثقة بين الجانبين"، وأشار إلى أنه كي "تنجح المفاوضات، يجب علينا إعادة بناء جسور الثقة والشعور بالأمن".
وفسر الرئيس مبارك كيفية إعادة بناء جسور الثقة وإعادة الشعور بالأمان وقال "كيف نفعل ذلك؟
وتابع "أولا ، يجب علينا الحفاظ على عملية السلام من اندلاع مزيد من العنف، ملفتاً إلى أن مصر تقف على أهبة الاستعداد لاستئناف جهودها من أجل حل العديد من القضايا الصعبة المحيطة غزة : الوساطة في عملية تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة ، ووضع حد للحصار الإسرائيلي وتعزيز المصالحة بين حماس وفتح منافستها التي تسيطر على الضفة الغربية".
وأكد الرئيس مبارك أن كل هذا أمر بالغ الأهمية لتحقيق حل الدولتين، ولا يمكن للفلسطينيين صنع السلام في ظل بيت منقسم، مشيراً إلى أنه إذا تم استبعاد من غزة من عملية، فإنها ستبقى مصدرا للصراع، مما يقوض أي تسوية نهائية.

وتحدث عن أنه من أجل التوصل إلى سلام ناجح بين الإسرائيليين والفلسطينيين "يجب أيضا أن يكون هذا السلام جزءا لا يتجزأ من سلام إقليمي أوسع نطاقا بين إسرائيل والعالم العربي في إطار مبادرة السلام العربية  التي أقرتها جميع الدول العربية والتي تعرض على إسرائيل السلام والتطبيع مقابل انسحابها من الأراضي العربية ، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين. ولكن لابد على الجانبين من إظهار أن هذا الحلم في متناول اليد".
وأضاف أنه "ينبغي على الدول العربية الاستمرار في إثبات جدية مبادرة السلام مع الخطوات التي تتصدى للآمال ومخاوف من الإسرائيليين العاديين".
وقال مبارك إن على إسرائيل من جانبها أن لا ترتكب أخطاء؛ فالمستوطنات والسلام لا يتفقان، لان الاستيطان يُعمق من الاحتلال الذي يسعى الفلسطينيين لوضح حد له، والأمر البالغ الأهمية هو الوقف الكامل للعمليات الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية إذا أريد للمفاوضات أن تنجح ببدء إسرائيل وقف بناء المستوطنات ، التي ينتهي تجميده هذا الشهر.
ونوه الرئيس مبارك في مقاله أن "يمكن لكلا الجانبين بناء جسور الثقة إلا بتحقيق الأمن؛ ومع ذلك، لا يمكن أن يكون هذا مبرراً لاستمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، كما أنه يقوض المبدأ الأساسي (الأرض مقابل السلام)".

وأضاف "إنني أدرك أن إسرائيل لديها احتياجات أمنية مشروعة، وهذه الاحتياجات يمكن توفيقها مع المطلب الفلسطيني بالانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة".
وأشار الرئيس مبارك إلى أن مصر تعتقد أن وجود قوة دولية متمركزة في الضفة الغربية ، لمدة يتم الاتفاق عليها من قبل الطرفين ، يمكن أن يعطي الجانبان الثقة والأمن الذي يسعون إليه".
وأشار إلى أن "مصر تقف على أهبة الاستعداد لاستضافة الجولات اللاحقة من المفاوضات؛ فأي اتفاق رئيسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين تم بمشاركة مصرية نشطة، وفي تعاون وثيق مع الولايات المتحدة".
وأوضح أن محادثات طابا في 2001 ، على الساحل المصري للبحر الأحمر، كانت أقرب مفاوضات تمت فيما مضى بين الجانبين كان يمكن أن تؤدي إلى اتفاق لإنهاء الصراع. دعونا نبدأ من حيث انتهينا آملين ونأمل أن تولد روح المشاركة التي رافقت تلك المحادثات في الماضي النجاح>
ولفت مبارك في نهاية مقالته إلى أننا "نعيش في عالم يعاني من ضروب مريرة من التطرف. ومن شأن سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين أن يجلب نور الأمل إلى الشرق الأوسط، وإلى الناس في كل مكان؛ كشخص شهدت كل من ويلات الحرب والأمل من أجل السلام،أناشد كل الأطراف لجعل هذه الجولة الجديدة من المفاوضات الواحدة التي تنجح".

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع