CET 11:04:20 - 04/09/2010

مقالات مختارة

بقلم : د. وحيد عبد المجيد

لو أن صانعى مسلسل «الجماعة»، وعلى رأسهم الأستاذ وحيد حامد، تابعوا ردود الفعل التى أثارها على «الإنترنت»، لهالهم التعاطف مع مؤسس «الإخوان المسلمين» حسن البنا فى كثير من الأوساط. ولكن أكثر ما سيدهشهم هو أن بنات لسن من تنظيم «الأخوات»، ولا هن قريبات قادة أو أعضاء فى جماعة «الإخوان»، أعجبن به.

ولكن الكثير منهن أُعجبن فى الواقع بوسامة الفنان إياد نصار الذى يؤدى دور حسن البنا، وملابسه البيضاء الجميلة، وطريقته فى الحديث. وربما يكون إعجاب بعضهن مرتبطا بالشخصية القيادية القوية التى قدمها إياد نصار أو حسن البنا حيث لا فرق لدى كثير من المشاهدات. أما رسالة المسلسل، التى تحاول إبراز الجانب المظلم والعنيف فى مواقف البنا وممارساته، فهى لا تصل إلا إلى القليل من متابعى الحلقات لأنها أكثر تعقيداً من أن يدرك البسطاء والبسيطات مغزاها.

وأيا يكون سبب إعجاب البنات بصورة البنا، فربما يفتح المسلسل بابا جديدا أمام «تنظيم الأخوات» فى جماعة «الإخوان المسلمين». صحيح أن معظم اللاتى أعجبن بمؤسس الجماعة عبر هذا المسلسل لن يلتحقن بها. ولكن بينهن من سيكون لديها الاستعداد للاقتراب من الأخوات وتنظيمهن الذى توسع دوره وازداد فى السنوات الأخيرة، وكان له أثر بارز فى النتائج التى حققها مرشحو «الإخوان» فى انتخابات ٢٠٠٥ البرلمانية.

وربما لا يعرف الكثيرون أن حسن البنا شخصيا هو من فكر فى إنشاء «تنظيم الأخوات»، ووضع أساسه فعلا على مراحل. كانت المرحلة الأولى هى تأسيس معهد أمهات «المؤمنين» فى الإسماعيلية فى مطلع ثلاثينيات القرن الماضى. وأصبح هذا المعهد هو أول شعبة للأخوات المسلمات فى الجماعة.

وأصر البنا على المضى قدما فى هذا الاتجاه بالرغم من مقاومة كثير من قادة الجماعة وأعضائها. وبسبب هذه المقاومة، تأخر تشكيل قيادة للتنظيم النسائى الإخوانى «الأخوات المسلمات» إلى عام ١٩٤٣، ثم أصبح له «مركز عام» فى العام التالى.

وكان عدد «الأخوات» فى ذلك الوقت حوالى خمسة آلاف وفقا لمصادر الجماعة. ولكن هذا العدد ازداد بعد محنة الجماعة الأولى عام ١٩٤٨ حين تقرر حلها وحوكم بعض أعضائها عقب اغتيال رئيس الوزراء فهمى النقراشى. فقد لعبت «الأخوات» أدوارا مشهودة فى مساندة «الإخوان» ورعاية عائلات المقبوض عليهم خلال تلك المحنة.

ولم تكن الأخوات كلهن محجبات فى ذلك الوقت، وإن استخدم الكثير منهن غطاء رأس أبيض ليميزهن عن غيرهن، وليس باعتباره دليلا على عمق إيمانهن.

وكانت هذه بداية توسع نشاط «الأخوات» فى الجماعة، وتنامى اعتماد قيادتها عليهن، وقيامهن بأدوار لم تُلق عليها أضواء كافية بعد. ومن هذه الأدوار، على سبيل المثال، السعى لتجنيد نساء يذهبن إلى الحج. فكانت بعثات الحج التى ترسلها «الجماعة» تضم عضوات فى «تنظيم الأخوات» من زوجات بعض الأعضاء. وعندما نجح هذا النشاط فى الحدود التى سمح بها عدد الداعيات من الأخوات المسافرات إلى الحج، لجأ «الإخوان» المصريون المقيمون فى المملكة إلى تجنيد نساء سعوديات فى بعض المدن، خصوصا فى مكة والمدينة بالمخالفة للاتفاق الذى عقدته الجماعة مع الدولة هناك فى الخمسينيات.

فقد سُمح لـ«الإخوان» المصريين الذين ذهبوا إلى المملكة بكثرة، خلال محنتهم الثانية التى بدأت عام ١٩٥٤، بإقامة تنظيم لهم هناك بشرط عدم تجنيد سعوديين لضمهم إليه. واحترم «الإخوان» هذا الاتفاق إلى أن وقعوا تحت إغراء تجنيد سعوديات لكى تشاركن فى الدعوة إلى مبادئ الجماعة فى أوساط النساء اللاتى يذهبن للعمرة وليس فقط الحج. وكان هذا أحد أهم العوامل التى أدت إلى تدهور العلاقة بين «الإخوان» والسلطات السعودية. ولعل نقض ذلك الاتفاق كان هو ما قصده وزير الداخلية السعودى الأمير نايف بن عبدالعزيز عندما اتهم «الإخوان» عام ٢٠٠٢ (بخيانة العهد ونكران الجميل وإفساد الأمة).

وما كان لقيادة الجماعة أن تخالف اتفاقها مع الحكومة السعودية إلا لشديد أهمية دور «الأخوات». وربما يساهم مسلسل «الجماعة» فى تزويدها بمدد جديد من اللاتى أُعجبن بمؤسسها حسن البنا عبر هذا المسلسل.

نقلاً عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع