بقلم - ألفريد صموئيل
توديع القس الدكتور منيس عبد النور في بداية معرفتي بالخبر إنعقد لساني ووقف قلمي ولم أستطع الكلام ولا التعليق وظللت فترة ليست بالقصيرة أبكي على فراقك يا أستاذي ومعلمي. كنت شاهدا أمينا وشجاعا للمسيح. وتخطيت خطوطا حمراء كثيرة؛ تعلمنا منك الكثير والكثير.

رحل عنا اخر عمود او ضلع من أضلاع المثلث المبدع والمطور (صموئيل حبيب وفابز فارس ومنيس عبد النور). ذلك المثلث الذي نقل الكنيسة في مصر والعالم نقلة نوعية في خدمات متميزة وكانت جديدة على الكنيسة في وقتها؛ ونشكر الله ﻻنها مستمرة حتى الآن. أنار حياة كثيرين وهو عبد النور. وهو ينير إلي اليوم من خلال كتبه وتلاميذه. أول من قدم العظة التفسيرية التعليمية في الكنيسة والمؤتمرات. وأفضل من كتب في المزامير. وأعمق من كتب في أمثال ومعجزات المسيح.

كنت أستاذي ومعلمي كاتبا ماهرا وواعظا جميلا وواضحا وتصل للهدف ببراعة وفي كلمات جلية وسلسة. كنت في كل مرة أقابله أقبل يده. وهو يستحق. لقد كان القس منيس محاربا في الملكوت وكان متعدد المواهب. علمنا كيف نستثمر الوقت. وكيف تحول العظة مقالا وكيف تصبح حديثا أو حوارا. وكيف تكتب كتابا من نفس ما وعظت وفسرت... تعلمنا على يديه مقارنة الأديان وغير ذلك الكثير والكثير جدا.

إلي لقاء يا صاحب الحنجرة الذهبية والذي أعد وقدّم أفضل برامج الاذاعة والتليفزيون المسيحية الكرازية. كنت الخادم الأمين الذي شارك خداما معه في الخدمة وأسلمهم الشعلة بكل محبة. وبفضله تصبح كنيسة قصر الدوبارة الانجيلية منارة للسيد في مصر والعالم العربي والعالم. تعزيات السماء للجميع وللأسرة وللكنيسة والمجمع والسنودس ولنا في انتقال استاذي ومعلمي. لقد بكيت معك كثيرا واليوم ما زلت ابكي على فراقك. عزائي أنك استرحت من آلام المرض وأنك مع المسيح ـ ذاك أفضل جدا. القس / الفريد فائق صموئيل ـ راعي الكنيسة الإنجيلية بالسويس