بقلم - أشرف فلي
بادىء ذى بدء السلوكيات الاجتماعية بمفهومها البسيط هى جملة الافعال والتصرفات والانتهاكات التى يسلكها مجتمع معين وفى فترة زمنية معينة والتى تظهر على هيئة ثقافات مادية ومعنوية – الثقافات المادية هى الادوات والمعدات والاشياء التى يستخدمها الانسان وصولا الى مرحلة التكنولوجيا المتقدمة اما الثقافات المعنوية فهى العادات والتصرفات والافكار والايدولجيات والتقاليد والقيم والاخلاق والثقافات المعنوية هى التى تخصنا فى موضوع هذا المقال.

ولقد استطاع الانسان خلال العصور القديمة ان يفك ويحل كثير من طلاسم العالم الطبيعى الذى يعيش فيه فبعد ان كان يعتمد على الخرافات والسحر والشعوزة فى تسير اموره اصبح يعتمد على العلم وبفضل العلم سيطر الانسان على الازمات والاوبئة والجوع والامراض وترتب على ذلك ان قلة نسبة الوفيات وزادت نسبة المواليد وكذلك زاد متوسط عمر الانسان واخيرا تمكن من غزو الفضاء الخارجى الا ان التقدم التكنولوجى لم يصاحبه تقدم بنفس الدرجة فى ميدان العلاقات الانسانيى التى تربط البشر بعضهم ببعض وبعبارة اخرى مازال الانسان عاجزا عن فك رموز عالمه الاجتماعى الذى يعيش فيه واصبح يواجه مشكلات انسانية لاحصر لها والتى فاقت مشكلاته الطبيعية القديمة التى استطاع السيطرة عليها مثل الفيضانات والسيول والحرائق والزلازل والبراكين وغيرها.

واهم هذة المشكلات الانسانية على سبيل المثال لاالحصر السلوك الانسانى فى الحياه اليومية نجد انه فى تغير مستمر متحول من سلوك اجتماعى معتدل الى سلوك غير اجتماعى فنزاع الانسان مع اخيه الانسان يزدد والاحصائيات تتحدث عن نفسها فزادت نسبة القضايا وزادت نسبة الجريمة فى الحضر عنها فى الريف وصعيدها- وفى مجال السلوكيات فى الشارع فنجد شجار مستمر ودائم بين سائقى السيارات بسبب اولوية المرورالى ان يصل الامر الى تجاوز التشابك بالايدى الى مرحلة القتل او احداث عاهة مستديمة ولادراك مدى جسامة يكفى ان اذكر انه فى دولة بلغت شأنا من التفدم كالولايات المتحدة الامريكية ازدهر فيها علم الاجرام فمعدل السلوك الانحرافى يساوى اربعة اضعاف معدل زيادة السكان وترتكب فى هذا المجتمع جريمة قتل كل ساعة وسرقة سيارة كل دقيقتين وسرقة بالاكراه كل خمسة دقائق.

والحديث يجرنا الى سلوكيات الكلام والتلاعب بالالفاظ وزاد التحرش الجنسى بالفتيات بمفهومه الواسع وامتلئت مواد القانون لتجرم هذا الفعل ويتم تغليظ العقوبة اذا صدر الفعل من شخص مسئول شاء القدر ان تقع الضحية امامه فيساومها مقابل تخليص الاوراق او على الاقل يلقى عليها بكلمات الغزلوالتى تخدش الحياء العام كذلك الحال فى المدارس خاصة الثانوية بفروعها نجد عدم احترام الطلاب للاساتذهم بالمقارنة بالاجيال السابقة وعدم احترام للمرضى وكبار السن فقديما كان الكل يتسابق داخل الاوتوبيس حول احقية جلوس كبار السن والسيدات قل هذ التسابق فنجد شاب صغير جالس ورجل مسن امامه غير مهتم بالموقف

ان السلوكيات الاجتماعية فى تدهور مستمر ويرى بعض المفكريين ان السبب فى ذك انما يرجع الى سيطرت الماديات على تفكير معظم الناس واصبحت تتحكم فى كل شىء فى حياتهم كذلك التقدم التكنولوجى. ان الحل الجذرى لاعادة الدفة من جديد نحو تغير المسار من سلوكيات غير اجتماعية الى سلوكيات اجتماعية هى التوعية بكل ماتعنيه وان يتم اعادة برنامج سلوكيات على نطاق واسع ويعرض فى مالاينبغى عمله وماهو المفروض تباعه فى سلوكياتنا الاجتماعية