الأقباط متحدون | العزوبية هدف من لا هدف له
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٤٥ | الخميس ٩ سبتمبر ٢٠١٠ | ٤ نسئ ١٧٢٦ ش | العدد ٢١٤٠ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

العزوبية هدف من لا هدف له

الخميس ٩ سبتمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: سحر غريب
منذ كان في العشرين من عمره، وهو يتلذذ بمشاهدة فتيات الفيديو كليبات بتلذذ شديد. مرة "هيفاء" بعمليات تجميلها التي تجعل من أي بوصة أحلاها عروسة. ومرة "مروي" وما أدراك ما "مروي" ودلع "مروي".
 
كان قلبه كبيرًا يحب الجميع، لم يقل يومًا علي مطربة أو راقصة منهن دميمة، لم يتمرد يومًا علي أي منهن، اللهم لا اعتراض، الجميع سواسية أمام عيناه الجوعانة.  كان يقدِّر كفاح "دينا" العظيم علي المسرح في هز وسطها بكل ليونة ومياصة. وكانت أقصي أمنياته أن يخلو له الجو وحيدًا أمام التلفاز حتي يستطيع أن يتابع بدقة، ويدرس دراسة متأنية  كل ما تعرضه عليه الشاشة الفضية، فالعلم لا يكيل بالبتنجان بل بالقشطة والملبن.
 
كان يصلي لله حتي يبارك له فيما رزقه من نعمٍ لا تُحصي، وكم تزوج في خياله من الجميع، وكم تخيل نفسه في الكوشة يصافح الأهل والأصدقاء..لقد استطاع أن يحقِّق ما ضن عليه به حاضره، وعجزت عن توفيره امكانياته وضعف طموحه..كان إذا تطاول علي أمه وطالبها بحقه المشروع في زوجة حقيقية من لحم ودم، ترد عليه والمغرفة الكبيرة في يديها: يا شيخ اتلهي، مش كفاية با أصرف عليك، وانت شحط كدة؟!!
 
وهو في الثلاثين أصابته حالة من الملل من تلك الأغاني؛ فخلع الملابس فيها محدود..حاول تنظيم وقفة احتجاجية للإعتراض علي غزارة ملابس المطربات في أغاني الفيديو كليبات، وقرَّر المطالبة بتخفيفها كمان وكمان..خلوا الشباب يعيش اللحظة، ويحقق أقصي أمانيه، لكن حملته فشلت؛ لأن أصدقائه خلعوا منه، بعد أن خافوا من تصويرهم في التليفزيون، وتبقي فضيحتهم بجلاجل أمام الجيران..
 
فقرَّر أن يُطوِّر من نفسه، ويدخل الألفية الجديدة بفكر جديد، يعبِّر عن ثقافة إلكترونية نابهة تواكب ثقافة حكومته الإلكترونية. 
 
قرَّر أن يشاهد مجموعة كبيرة من الأفلام الإباحية علي الكمبيوتر الخاص به..إن شالله ماحد حوش.. هو الواحد هايعيش كام مرة يعني؟
 
ثم كان يرسل تلك اللقطات الخليعة لمجموعة المقاطي أصدقائه رفاق الكفاح والعزوبية، حيث لا بارقة أمل تلوح في الأفق، ولا حلم سيتحقق في الغد القريب أو حتي البعيد، كان غيرهم أشطر. أصبح العازب المشترك الأكبر، ينصح أصدقائه بأن العزوبية كنز ينهل من الشاب وقتما شاء وأينما شاء.
 
وفي الخامسة والأربعين استطاع أخيرًا أن يجمع ما يستطيع أن يكوِّم به نفسه ويتزوج، ولكن نفسه لم تطاوعه علي تطليق شاشة الكمبيوتر أمام وجه تلك السنيورات اللاتي عشق طلتهن وطاعتهن الوهمية!! كيف له أن يستبدل آلاف الجميلات لكي يحصل علي واحدة فقط؟! وأنت وبختك يا أبو بخيت؛ فقرر أن يقايس، ويقوم بشراء شاشة أكبر حجمًا ووداعًا للزواج.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :