بقلم: هند مختار
كنا نجلس أنا وأصدقائي في أحد "الكافيهات"؛ وجاء لنا العامل يسألنا عن الطلبات التي نريدها، فرد عليه أحد الأصدقاء قائلاً: "أي حاجة عندك"، فسأله الجرسون مرة أخرى: تحب قهوة أو شاي أو عصائر فريش؟؟ فقال صديقي: "أي حاجة"، وبعد برهة أجاب: "خلاص خليها قهوة".
في "الميكروباص"؛ وأنا عائدة إلى المنزل، وقد كان يومـًا مزدحمـًا كالعادة من أيام القاهرة، وكان الميكروباص قد امتلأ فصعد أحد الركاب ليركب رابع على الكنبة التي لا تحتمل إلا ثلاثة قائلا: خدوني جنبكم أي حاجة كده علشان نروّح كلنا.. الدنيا ليل.
في "السوق"؛ تُحدث المرأة صديقتها قائلة: أصلي نازلة أشتري أي حاجة للعيال علشان يعيّدوا بيها.
تسمع كلمة "أي حاجة" من الناس في أي نقاش، في أي طلب، في أي موقف، الرد الجاهز على ألسنة الناس "أي حاجة" والسلام!!
هل أُصيبنا بهذه الدرجة من البلادة لدرجة أننا نشرب ونأكل "أي حاجة"؟؟ نحب أي حاجة؟ نتفرج في التليفزيون على أي حاجة؟! وهل ذهب طعم الحياة منا حتى أصبحنا لا نستمتع بأي حاجة؟ وأصبحت ثقافة اللامبالاة هي ثقافتنا؟؟
إذا كانت أنفسنا قد هانت علينا لهذه الدرجة، فمن المؤكد أن الوطن أصبح لدينا هو كمان "أي حاجة والسلام"، الجيرة والعشرة "أي حاجة".
ما أريد أن أعرفه هو ماهية هذه الـ"أي حاجة"؟ ما مواصفاتها؟؟ وأتساءل مرة: هل أحلامنا أصبحت هي الأخرى "أي حاجة"؟
مش عايزة أنكد على الناس في العيد وأقلّب مواجعهم على كل ما هو جميل، لكن حينما فكرت أن أكتب لم أجد حاجة أكتبها؛ فقررت أن أكتب عن "أي حاجة" بدلاً من ترك الورقة بيضاء!!
كل سنة واحنا طيبين، وكل سنة واحنا مش "أي حاجة".