- 10 أشياء تعلمتها من صديقتي الكافرة
- محمد حسان من مكة: دماء الأقباط حرام ومن يقول غير ذلك خائن لدينه
- والد القبطي المتهم باختطاف طفلة مسلمة: ابني تعرض للضرب والصعق
- مارجريت عازر: أقباط حزب النور خونة للوطن والدين
- القمص مكاري يونان.. 40 عامًا في خدمة المسيح يدعو لتوحيد الطوائف وإتهامات مسيحية إسلامية تلاحقه
10 أشياء تعلمتها من صديقتي الكافرة
بسمة العوفي
بمقاييس مجتمعنا الشرق فصديقتي التي سأحكي عنها فاسقة ومنحلة وكافرة، وبما إني نشأت في سنوات عمري الأولى بدولة عربية غير وطني، وكان مصطلح "الحلال والحرام" و"الإيمان والكفر" أكثر ما يتردد في أذني في مآذن المساجد والدروس المدرسية، فإن ما تعلمته من هذه الكافرة كان واضحًا جليًا، لأني لم أتعلمه في المدرسة أو في بيتنا العربي التقليدي.
1- كم الساعة؟
"هل لديك 10 دقائق لنقوم بهذا الشيء؟"، "هذه المهمة تكفيها 45 دقيقة".. هذه الجمل عادية جدًا بالنسبة لها، وبالنسبة لي، فالثقافة الشائعة مع الوقت "6 ونص يعني 10 بالكتير" هي الغالبة في تحديد مواعيدنا وحياتنا. كم تستغرق للوصول من هنا لهناك؟ كم ساعة تحتاج لتختم هذه الورقة من الموظف المسئول؟ أو تحجز تذكرة قطار؟ لا قيمة للوقت في بلادنا، أعمارنا مهدورة في مواصلات وزحام وروتين لا ينتهي، والغالبية العظمى من الناس لا تشعر بقيمة الوقت، وإن شعرت بها فهي متراخية متكاسلة ترتدي الساعات حول معاصمها للأناقة فقط. علمتني صديقتي أني لا أستطيع التحكم في العامة، لكني أستطيع التحكم في وقتي، فإذا كنت مجبرة على ركوب أوتوبيس ممل بطيء لمدة ساعتين، فلماذا لا أستثمر الوقت في التخطيط لشيء ما أو قراءة صحيفة أو كتاب أو إنجاز أعمال معلقة؟
2- بلدك ليست سيئة إلى هذا الحد:
تحب صديقتي الشمس الحارقة التي نكرهها في أغسطس، وتتمنى لو ولدت في بلد طقسه حار مثلنا، وتفاجئني بأنها تعرف شوارع ومناطق ومقاهي ومطاعم لا أعرفها، وتقرأ لكتّاب وأدباء لم أسمع بهم من قبل. هي أحبت مصر من نجيب محفوظ، وعندما كنا نتسكع في أحد الشوارع أوقفتني وقالت لي "في اتجاه الشرق يوجد مطعم كذا وأفضل أطباقه كذا، وفي الغرب توجد مكتبة أسعارها باهظة، وفي الجنوب محلات للملابس والتسوق، وفي الشمال يوجد فندق شهير"، كل هذا وهي في زيارة لأيام قليلة، تأتي إلى هنا لتستمع بالكرم والضيافة والطقس، وبعض المنتجات التي لا تجدها في مكان آخر. هي علمتني أن أبحث عن الجمال في المتاح حولي، حتى وإن كان مدفونًا ومهجورًا، وأن مشكلتنا ليست في القبح من حولنا، ولكن في جهلنا بطرق البحث عن الجمال.
3- هل احترمت الآخر اليوم؟
هي لا تؤمن بشيء، لكننا عندما نخرج سويًا وتسمع الأذان تسألني "بسمة.. هل
نتوقف لتصلي في مكان ما؟" واسأل نفسي لماذا عليها أن تهتم بي وبمعتقداتي. غالبًا لا نتحدث عن الدين والمعتقدات، وإن تحدثنا يكون حديث منطقي، لماذا تؤمن بهذا ولا تصدق ذاك؟ تستمع لكل الآراء ولا تتعصب لشيء، ولديها قابلية لتغيير أفكارها في التو إذا اكتشفت أنها على خطأ.
4- هل لديك خطة بديلة؟
عندما سألتني هذا السؤال كنت محرجة جدًا، لأنه لا خطة أصلًا لدي لكي يكون لدي "خطة بديلة"، هي تتحدث عن المستقبل، كيف تخطط له وكيف تنفذ هذه الخطة، وما هي خطتها البديلة إذا ما فشلت الأولى، وما الصعوبات التي قد تواجهها، وما الحلول. ثقافة التخطيط ليست في مجتمعاتنا العربية عمومًا، فنحن نعيش "بالبركة"، وكلما سمعت حديث صديقتي عن الخطط والمستقبل، سألت نفسي، أي بركة في ناس يسيرون بلا هدف وبلا نظرة للمستقبل؟، نحن نعتقد بأن الله سيعطينا الكثير ولا نفعل شيئًا لنستحق هذا العطاء، لكن الحقيقة أن الأمر مختلف تمامًا، فالله يعطي المجتهد ومن يسعى لإعمار الأرض، لا من يمشي فيها مستهلكّا ملوثُا فقط.
5- لماذا أضايق الناس؟
كانت ترتدي فستان قصير مكشوف في منزلها، وكنا على وشك الذهاب لنأكل في مطعم، فاستأذنت لتغير ملابسها، قلت لها أن الفستان جميل وبإمكانها الخروج وليس عليها تغيير ملابسها، على أي حال ملامحها أجنبية واضحة والناس ستتقبل الأمر، ردت "ولماذا عليّ أن أضايقهم أو أستفزهم بملابسي؟ سأرتدي شيء آخر" وعادت وهي ترتدي ملابس تقليدية مثل أي بنت عربية عادية. قرأت الكثير من القصص عن أشخاص يسافرون للخارج ليخرجون أسوأ ما فيهم من رغبات مكبوتة بدعوى الحرية، لكن الحرية أن تحترم مساحة الآخر وإن كان مختلفًا معك كليًا.
6- لست أفضل من في الكوكب:
قالت لي "تعرفين، هذا المطعم جميل جدًا، لكني حزينة لأنهم يقتلون الأسماك، قال لي أحد العاملين في المكان أنهم يصرفون نفاياتهم الصحية في النيل". صديقتي تفكر في الحيوانات، والطيور، والنباتات، عندما أعطيتها وردة هرعت إلى كوب ماء لتضعها فيه. قلت لها أننا بشر وأن كل هذه الكائنات مسخرة لخدمتنا، قالت "ولكن علينا أن نحترمها، لأنها حية وبها روح تمامًا مثلنا، يكفي أننا نستخدمها، وهي تقدم لنا خدمة عظيمة وبدونها نموت، كما أنها كائنات مسالمة ليست مثلنا، لا داع لإهانتها". طبعًا عندما أخبرتني أنها نباتية لأنها غير راضية عن معاملة الحيوانات المذبوحة في بلدها، وأنا.. سكتّ بالطبع!
7- لنستمتع!:
انتهينا من وقت العمل، وهذا وقت المرح، لماذا لا نذهب لنشرب قهوة في مكان ما؟ العمل في الصباح
أمر ضروري، والمتعة في المساء أكثر ضرورة. نحن بشر ولسنا آلات، وحتى الآلات الضخمة ترتاح من العمل. لماذا لا نروّح عن أنفسنا بالمشي قليلًا؟ بكوب من العصير؟ ببعض الموسيقى الهادئة؟ لا يتطلب الأمر الكثير من المال، ولكنه يتطلب الكثير من تقدير وشكر الذات.
8- أريد أن أنظف دماغي:
اتصلت بي مرة لأن قنوات التليفزيون لديها بها عطل ما، وتريد إصلاحه، زرتها في منزلها ووجدت أن كل شيء سليم، لكنها قالت "قنوات BBC و"ناشيونال جيوجرافيك" و"ديسكفري" غير موجودة، لا أستطيع مشاهدة هذا الكم من التوك شو والصراخ والأخبار السيئة، أريد مشاهدة شيء "ينظف دماغي". هكذا تتعامل مع التليفزيون كمادة تختار ما يؤثر فيها، لم أخبرها طبعًا بروعة المشاجرات التليفزيونية ووصلات الردح والذم والسباب والإسفاف في إعلامنا، فقط أمسكت الريموت وبحثت لها عن القنوات، وعندما وجدتها، شكرتني وتنهدت وقالت "الآن أستطيع أن أشاهد شيئًا ممتعًا".
9- لا وجود للـ 100%:
حكت لي مرة أنها ضربت شخصًا وشتمته، وأخرى كانت غاضبة وكسرت زجاج المنزل. هي ليست آلة، ولا إنسان من كوكب آخر. تسبّ بألفاظ سيئة، تضحك، تشرب، تفعل ما يحلو لها، تتأخر في مواعيدها أحيانًا، لا تلتزم بما تقوله أحيانًا أخرى، لكنها في النهاية إنسان، لا تؤذي الآخر بأفعالها قدر المستطاع. لم تتدع المثالية أبدًا لأن جزء من تقبلنا لأنفسنا أن نعرف أننا أخطأنا، ونخطئ، وسنخطئ مستقبلًا، وعلينا فقط ألا نكابر في ذلك. وكلنا كذلك، وبإمكاننا دائمًا أن ننظر للشيء الجيد في أي شخص.
10- ما هو الكفر؟
سردت بعضًا من صفات صديقتي التي إن حكيت لأحدًا عنها لقال إنها كافرة وحتمًا ستدخل النار،
لكني طوال الوقت أعيد التفكير فيمن هو الكافر بحق؟ هل هو من لم يعلمنا احترام آدميتنا والكون الذي خلقه الله؟ هل هو من يهدر أعمارنا في دوامات لا نخرج منها أبدًا؟ بالتأكيد أن الله لا يحابي الجهلاء، وبخلاف المعتقدات الدينية والمصطلحات التقليدية، أعتقد أننا في حاجة لإيجاد تعريف آخر للكفر.
نقلا عن huffpostarabi.com
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :