* "إيفا هنرى" فى حوار لصحيفة "الأقباط متحدون": - زوجة الكاهن نموذج أمام الشعب.
- مجالات الخدمة التى تستطيع أن تشارك فيها زوجة الكاهن عديدة.
- يجب أن يكون لزوجة الكاهن قراءاتها الروحية والعلمية والثقافية.
- زوجة الكاهن بصفة خاصة يقع على كاهلها أعباء كثيرة.
- تشترط الكنيسة موافقة الزوجة على سيامة زوجها كاهنًا.
- الحياة الأسرية تعطى للكاهن خبرة بمشاكل الأسرة.
- تحتاج المرأة بصفة عامة إلى دورات تثقيفية إرشادية لإيجاد نوع من الاستبصار والوعى.
أجرى الحوار: ميرفت عياد- خاص الأقباط متحدون
إن الأحداث الطائفية تُثار كل فترة وتشتعل، إثر اختفاء زوجة أحد الكهنة..وكان آخرها الأحداث التى اشتعلت بسبب اختفاء السيدة "كاميليا" زوجة كاهن "دير مواس"..وفى محاولة منّا لإلقاء الضوء على زوجة الكاهن بصفة عامة، وعلى مواصفاتها، وخدماتها، وكيفية تأهيلها، والعديد من الأمور الأخرى؛ أجرينا هذا الحوار مع السيدة "إيفا هنرى"- خادمة الإرشاد الأسرى، وزوجة القمص "يوحنا ثابت"- مؤسس خدمة المشورة بكنيسة السيدة العذراء مريم بـ"أرض الجولف" منذ حوالى خمس سنوات:
* من هى زوجة الكاهن فى رأيك؟ وما هى صفاتها؟
زوجة الكاهن هى إنسانة عادية جدًا مثل أى امرأة لا تختلف فى شئ، ولكنها تختلف فى الأعباء والمسئوليات التى تقع على كاهلها. كما إنها تُعد نموذجًا أمام الشعب، فهى أم للصغار، وأخت للكبار. أما صفاتها، فيجب أن تأخذها من ثمار الروح القدس مثل الوداعة، واللطف، والمحبة التى تظهر فى الإبتسامة الصادقة، والكلمة الطيبة والمشجعة، والحكمة والتدبير، والعطاء، والصبر، والاحتمال، والفرح، والحفاظ على الأسرار، والإحساس بالآخر وقبوله قبولًا غير مشروط.
* ما هى مجالات خدمة زوجة الكاهن؟
إن مجالات الخدمة التى تستطيع أن تشارك فيها زوجة الكاهن عديدة، ولكن يجب أن تراعى إمكانيتها وقدراتها الروحية والنفسية والإجتماعية والثقافية. وأيضًا مدى إتاحة الوقت لديها. ومن هذه المجالات على سبيل المثال: خدمة إخوة الرب، وافتقاد المرضى بالمستشفيات، والتعزية فى حالات الوفاة، وافتقاد بعض الأسر، وخدمة إضافة الغرباء، وخدمة مدارس الأحد، وخدمة الإرشاد الأسرى إذا كانت مُؤهَّلة لهذا.
* كيف يتم تأهيل زوجة الكاهن قبل أن يتم سيامة الزوج كاهنًا؟
يجب أن تسعى الزوجة منذ سيامة زوجها كاهنًا، أن تؤهِّل نفسها روحيًا عن طريق الخلوة مع الله، وطلب إرشاده ومساندته لها؛ لكى تكون عاملًا مشجعًا وبناءًا لزوجها فى خدمته الكهنوتية، وليست عائقًا له. كما يجب أن تكون لها قراءاتها الروحية والعلمية والثقافية التى تساعدها على توسيع أفق تفكيرها، وزيادة خبرتها فى الحياة، وتعميق حياتها مع الله. وأذكر على سبيل المثال، نموذجًا حيًا وفعالًا باحدى كنائس "مصر الجديدة"، حيث يجتمع الآباء الكهنة فى لقاء شهرى مع بعضهم البعض لإيجاد الروح الواحد، والفكر الواحد فى الخدمة، والحفاظ على روح المحبة والود بينهم. وفى نفس الوقت تجتمع زوجات الكهنة لدراسة الكتاب المقدس أو لحضور محاضرات مفيدة لحياتهن الأسرية والروحية. وكم أتمنى أن يُطبَّق هذا فى جميع الكنائس.
* كيف يوفّق الكاهن بين خدمته، ومتطلبات زوجته وأسرته؟
تحتاج أسرة الكاهن إلى وقت وجهد من الزوج الكاهن مثل أى زوج عادى. ولكن كم بالأحرى الكاهن المشغول بصفة مستمرة بخدمته، وبمشاكل شعبه..وهنا تظهر أهمية تحديد الأولويات، ووضع حدود، بمعنى ألا تكون الأسرة على حساب الخدمة او العكس الخدمة على حساب الأسرة. والحقيقة كم يعجبنى بعض الآباء الكهنة الذين استطاعوا أن يخصصوا وقتًا- ولو صغيرًا- فى اليوم لتناول وجبة مع الأسرة، أو فتح باب الحوار، ومناقشة الأمور التى تخص الزوجة والأبناء، أو تخصيص وقتًا أسبوعيًا للخروج مع الأسرة. فإن هذا يؤدى إلى وجود مناخ دافئ مشبع للعواطف والإحتياجات النفسية والجسدية، فينشأ الأطفال أسوياء لا يشعرون بالحرمان من العنصر الأبوى الذى يمثل أهمية كبيرة داخل الأسرة.
* اُقيمت حملة على الفيس بوك تدعو لعدم عمل زوجة الكاهن..ما رأيك؟
أنا أرى أن العمل فى حد ذاته ليس عيبًا لأى فرد فى المجتمع، ولكن زوجة الكاهن بصفة خاصة يقع على كاهلها أعباء كثيرة، فهى تقوم بدور الأب والأم معًا؛ نظرًا لإنشغال الزوج فى الخدمة الكهنوتية. لذك فهى الوحيدة صاحبة القرار فى اتخاذ قرار العمل؛ لأن هذا يرجع إلى مقدرتها الشخصية. وبالنسبة لى أنا مارست العمل لفترة قصيرة لا تتعدى الأربعة سنوات، وعندما رُزقت بأطفالى قرّرت أن أستقيل لأقوم برعايتهم وتنشئتهم تنشئة جيدة، بالإضافة إلى ممارستى لبعض الخدمات الفردية البسيطة.
* هل يُشترط موافقة الزوجة على سيامة زوجها كاهنًا؟ ولماذا؟
بالطبع تشترط الكنيسة موافقة الزوجة على سيامة زوجها؛ لأنها مشارِكة له بطريق غير مباشر فى الخدمة. فلا يمكن سيامته أى كاهن بدون موافقة زوجته؛ حتى لا تكون عائقًا فى الخدمة.
* لماذا اشترطت الكنيسة زواج الكاهن على عكس الرهبان والأساقفة؟
اشترطت الكنيسة هذا؛ لأن الراهب لا يجب طبقًا لقانون الكنيسة أن ياخذ اعترافات سيدات أو بنات، كما أن الحياة الأسرية تُعطِى للكاهن خبرة بمشاكل الأسرة تجعله يستطيع تفهُّم وحل المشاكل الأسرية التى تعرض عليه. هذا إلى جانب أن الأب الكاهن إنسان فى وسط العالم، وعن طرق الزواج تُشبع احتياجاته الخاصة، ويصبح مستقرًا.
* ما رأيك فى سيامة الكهنة فى مرحلة الشباب المبكر، وبالتالى تكون زوجاتهم فى نفس المرحلة؟
أنا أفضِّل أن تتم سيامة الكاهن وهو فى متوسط العمر، بحيث يكون لديه شئ من الخبرة والحكمة فى التعامل مع المشكلات. ولكن بوجه عام هذا يختلف من شخص لآخر، تبعًا لإستعداده النفسى، ونضجه العقلي والثقافي والإجتماعي.
* الوقاية خير من العلاج كما يقولون..لماذا لا يتم التدقيق فى اختيار زوجات الخدام الذين يتطلعون إلى الكهنوت؟
إن الكاهن قبل سيامته يكون خادمًا، ومن الطبيعى أن يدقق عند اختياره لشريكة حياته، بحيث إنه يختارها خادمة أو محبة للخدمة، ولديها استعداد لهذا. كما أن الكهنوت يُعطَى بدعوة سماوية وليس اختيارًا بشريًا، أو وظيفة تُمنح. إنه مركز اجتماعى مرموق يتم الترتيب له، واتخاذ التدابير اللازمة.
* فى ظل انتشار خدمة المشورة..لماذا لا يتم عمل دورات مشورة لزوجات الكهنة فى جميع محافظات "مصر"؟
أرى إنه فى ظل انتشار التكنولوجيا وانفتاح العالم حتى أصبح قرية صغيرة، تحتاج المرأة بصفة عامة إلى دورات تثقيفية وإرشادية؛ لإيجاد نوعًا من الاستبصار والوعى الذى سيساعدها فى حياتها الأسرية وحياتها الإجتماعية، وكم بالأحرى زوجات الكهنة.
* ما هى النصيحة الذهبية التى تقدمينها لكل زوجة كاهن فى نهاية هذا الحوار؟
أقول لزوجة أى كاهن: أحبى الله من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك، وكما تريدين أن يفعل الناس بكِ افعلى أنتِ بهم. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٦ صوت | عدد التعليقات: ٣٩ تعليق |