- حكمة أم غباء؟!
- "ورود لا تذبل".. كتاب يؤرخ لسبعين شخصية من رموز الإبداع
- أحوال الأقباط أواخر القرن السابع عشر.. شهادة لرحالة دومينيكاني
- د. الشوبكى: الديمقراطية والحوار مع القوى الأصولية يؤدي لاحترام الشرعية الدولية
- "جمال الدين": يجب إعادة السلطة للشعب وطليعته الفكرية التي تنادي بالحريات ودولة المواطنة
خليقة الله جميلة.. فمَن الذي يشوهها؟!
بقلم: ميرفت عياد
أكياس ملقاة في كل مكان، وبواقي أطعمة، وأوراق متناثرة، وصناديق قمامة تضيق بما فيها، ومتكدسة إلى درجة يصعب معها استيعاب أي شيئ آخر، ومواطن مستهتر لا يبالي إلا بإلقاء مخلّفاته بعيدًا عن منزله، وشركات نظافة لا يعنيها أن تكون الشوارع نظيفة، بل تؤدي واجبها بأخذ القمامة التي في الصناديق المخصصة لها.
هذه هي المنظومة التي تتآلف منها حالة القذارة الموجودة في كل حي من الأحياء، ولن أقل "الشعبية"، بل سأقول حتى الأحياء الراقية، التي طالتها أيضـًا يد الإهمال، وأصبحت أماكنـًا مشوهة بتلك القذارة الملقاة في كل مكان.
والحقيقة أن النظافة ليست رفاهية، بل هي مطلب هام وعاجل جدًا؛ لأن المخلّفات المنتشرة في كل مكان ينتشر معها الذباب والبعوض والأمراض، وهذا ما أدركته وزارة البيئة؛ لذلك قامت بحملة منذ بداية شهر سبتمبر الجاري سوف تستمر لمدة شهرين، وتهدف هذه الحملة إلى رفع المخلّفات من محافظة "القاهرة" لحمايتها من خطر الأمراض، كما تقرر تفعيل قانون منع إلقاء المخلّفات بالشوارع، ومَن يقوم بهذا سوف يتعرض للمسائلة القانونية، وذلك نظرًا لأن المخلّفات تكلف الدولة عدة ملايين من الجنيهات.
والسؤال المُلّح الآن: هل القانون سوف يمنع الناس عن مثل هذه السلوكيات السيئة؟ ولماذا يلعن الناس قذارة الشوارع وهم أنفسهم يلقون بمخلّفاتهم في الشارع؟ هل أُصيب أغلب أفراد الشعب بالفصام لدرجة أنهم يلعنون وينتقدون ما يقومون به هم أنفسهم؟؟ هل اعتادوا على منظر القذارة ولم يعودوا يتأثرون بها؟ هل فقدنا بداخلنا جميع مقومات الاستمتاع بالجمال؟؟
والحقيقة أن تشويه الجمال لم يعد ينطبق على إلقاء القمامة بالشوارع فقط وتشويه المنظر الذي نراه بأعيننا، بل ينطبق حتى على نسمة الهواء التي شوهنا رائحتها بالدخان المنبعث من حرق القمامة وقش الأرز والمصانع المتناثرة بالقرب من المناطق السكنية، ولم تعد تعنينا في شيئ الروائح الزكية التي كان فى الماضى يتهافت عليها الناس ويشترون من أجلها البخور لتعطير المكان!!
ويستمر مسلسل التشويه بطمس ملامح شعر المرأة الجميل، والذي وهبها إياه الله ليكون تاجـًا على رأسها خلف العديد من طبقات القماش، لنطمس خلفه إحساس المرأة بالجمال، ولنقنعها أن هذا الجمال هو خطيئة يجب أن نداريها عن الأعين، وهذا لا ينطبق على السيدات الكبيرات في السن، بل ينطبق على الشابات والفتيات الصغيرات والأطفال من الإناث، الذين نزرع بداخلهم أن الجمال يجب أن يُدارى عن الأعين؛ فنفقدهم بهذا الإحساس بقيمة الجمال، والذي من المفترض أن نبحث عنه في كل شيئ من حولنا؛ لأن خليقة الله جميلة؛ فمَن الذي يشوهها؟!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :