بقلم : ماجد سمير
"السينما فن محاكاة الواقع " تماما كما أخربني المخرج الكبير نادر جلال في واحدة من الحوارات الصحفية التي أجريتها في مستهل عملي بمهنة البحث عن المتاعب، يرى "جلال " أن ما تقدمه السينما ماهو إلا جزء لا يتجزأ من واقعنا وأن صناع السينما فقط يقوموا بمحاكاة الحياة اليومية وتقديمها في عمل فني من أجل أن يرى المشاهد نفسه، وقدمت لنا السينما المصرية  نموذج من المحاكاة في فيلم" الراقصة والسياسي" المعبر عن واقع كئيب شرب منه الوطن حتى الثمالة القصة وعانى فيه الشعب ومازال يعاني من سكرة الواقع الأليم ؛ كتب قصة الفيلم الراحل احسان عبد القدوس  والسيناريو والحوار لوحيد حامد والإخراج لسمير سيف وانتج عام 1990 وقام ببطولته نبيلة عبيد وفاروق فلوكس والنجوم الراحلون صلاح قابيل وسعيد صالح ومصطفى متولي.
 
عرض فيلم "الراقصة والسياسي"  بعض أنواع الظلم والتعسف في استعمال السلطة وضياع الأخلاق. ومن غير شرعية للعلاقة بين السياسة وراقصة معروفة والكشف عن أسرار وخبايا كبار المسؤولين في الدولةوالأمر بات كأنه تنبوأ  بانهيار دولة الفساد والانحراف ووضعت أصابعها على الجراح بل أشارت أيضا حتى للاغتيالات الإستخبارية الغامضة عن طريق الرمي من الشرفات ( البلكونات ، كما حصل في لندن مثلا مع قائد الحرس الجمهوري المصري السابق الليثي ناصف ومع الفنانة سعاد حسني وفي نفس المجمع السكني غرب لندن وكذلك مع الدكتور أشرف مروان في بيلوغرافيا اللندنية الراقية، وجميع تلك العمليات يقف خلفها دون شك جهاز أمني وإستخباري محترف للغاية لربما يستعين بخدمات مافيات القتل والتصفية الجسدية بأسرع الطرق وأكثرها سرية وانعداما للأدلة والقرائن ، ولعل التركيز على ملف الفنانة الراحلة سعاد حسني وربط مصرعها المأساوي بملف وتاريخ رئيس مجلس الشورى المصري وأحد كبار رجال ومعاوني الرئيس الأسبق حسني مبارك وهو السيد صفوت الشريف كانت السينما المصرية قد أشارت للملف مبكرا ولو بشكل غير متطابق بالكامل وذلك في فيلم الراقصه والسياسى ركز على استعانت أحد أجهزة الدولة السرية براقصة – نبيلة عبيد - عن طريق الضابط المخابراتي المكلف بشؤون الفرفشة والأنس والليالي الحمراء – صلاح قابيل -  الذي تحول لسياسي مهم في البلد 
 
وفي الواقع ترشحت راقصة  لعضوية البرلمان وسواء تم قبول أوراقها أو رفضها فهي أقل رقصا وهزا للأكتاف ومسحا للجوخ من بعض السياسين؛ بل من المؤكد أنها لاتمتلك الحرفية الكافية لفنون الاستعراض و"الشقلبة" على كل الحبال المميزة لمسرح السياسة وهنا يحضرني سؤال غير برىء بالمرة هل الآخرون يمارسون الرقص من أجل ضمان التواجد واستمرار السبوبة مهما كان مصدرها ومهما كانت النتائج المترتبة على رقص الساسة ؛ نعم فشلت الراقصة  في أداء أبسط المهارات الخاصة بالرقص السياسي، رغم أنها لاتحتاج لإثبات إجادتها للرقص فهى كما قال الفنان الكبير عادل إمام في مسرحية شاهد ماشفش حاجة " رقاصة وبترقص ".