الأقباط متحدون | دفء الشخصية المصرية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:١٨ | الخميس ٢٣ سبتمبر ٢٠١٠ | ١٣ توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٥٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

دفء الشخصية المصرية

الخميس ٢٣ سبتمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : د. رأفت فهيم جندى
كان يعمل كرجل بوليس فى مقاطعة اونتاريو بكندا وهو ايضا مريضى هو وعائلته منذ سنوات طويلة وخرج حديثا على المعاش. هو طويل القامة وعريض المنكبين قال لى بعد فترة من تردده على العيادة  أنه كان بين قوات البوليس التى صحبت الرئيس مبارك فى زيارته لكندا فى اوائل الثمانينات عندما اتى لتورونتو فى رحلته لشلالات نياجرا، وشرح لى كيف أن مبارك ابدى اعجابه الشديد بشلالات نياجرا، ولقد اعجب صديقى بشخصية مبارك من خلال ما لمسه منه فى هذه الزيارة البسيطة، لأن الأبتسامة لم تفارق وجه مبارك طيلة الزيارة وهو ذو جسم رياضى، وطلعة مشرقة وانيق الثياب والمظهر وواثق الشخصية وودود للغاية. 
فبعد لقاء مبارك برئيس وزراء كندا فى اوتاوا ،الذى اعتقد انه كان بيير ترودو وقتها.
 
أتى مبارك إلى تورونتو بطائرة هبطت به فى مطار "هاربر فرانت" وذهب من تورونتو إلى شلالات نياجرا بعربة، وعندما سألته عن كيف زار الشلالات وسط الناس شرح لى انهم يحيطونه بحلقة وسط الناس ويمرون بالشخصية الهامة بدون أن يعيقوا سير المارة. وقبل أن يتناول الغذاء فى شيراتون نياجرا طلب مبارك من مرافقيه أن يتأكدوا من أن بقية المرافقين له ورجال البوليس سيجلسون ويتناولون الغذاء ايضا، واضاف صديقى أننى كنت بصحبة الكثير من المشاهير فى زيارتهم لكندا ومنهم الأميرة ديانا ايضا ولكن دفء شخصية مبارك الذى احسست بها كانت منفردة فالكثير من هؤلاء المشاهير لا يبدون ودا لمن يصحبهم من رجال البوليس ويكون اهتمامهم فقط فى ما يشاهدوه أو يفعلوه، واضاف صديقى أنه وجد هذا الشعور الدافئ فى كل من عرفهم من المصريين. 
 
والدفء الروحى الذى لمسه صديقنا فى مبارك والذى دفعه للإعجاب به هو نفس الروح التى ورثها المصريون من اجدادهم القدماء، وبالطبع شرحت لهذا الرجل مدى معاناة المصريين بوجه عام والأقباط بوضع خاص تحت حكم مبارك،  وشرحت له ايضا فى كل مناسبة بشعة تحدث للأقباط كيف أن مبارك يغض النظر عن مذابح الأقباط واذلالهم فى بلدهم.  
ولكن سألت نفسى، هل كنت سأسعد من هذا الشخص لو كان قد قال كلاما بغيضا عن شخص مبارك الذى قابله؟ 
الأجابة لا....
 
فلم نفرح ابدا عندما كان مبارك فى زيارة لأمريكا فى اوائل حكم ريجان وكان وقتها الأستعداد لمبارة ال"سوبر بول" وهى المبارة التى تحدد بطل امريكا الشمالية فى كرة القدم الأمريكية فتقدم منه هينرى كسينجر بمكر وسأله من تظن انه سيفوز فى ال"سوبر"؟ فسأله مبارك، هل تقصد ال"سوبر باور"؟  أى القوى العظمى، فرد كسينجر، اقصد مبارة ال"سوبر"، وظهرت على مبارك علامات عدم الفهم، فتقدم منه من كان يرافقه من المصريين وهمس فى اذنه وافهمه عن مبارة ال"سوبر بول" القادمة فضحك مبارك ولكن بعد أن أضحك كسينجر الحاضرين وايضا كل من شاهد هذا فى النشرات الأخبارية.    
نحن نكره حكم وأفعال مبارك ولكننا لا نكرهه شخصيا فهو رئيس ورمز لمصر، وتصرفات مبارك وحكومته تعطى انطباعا سيئا عن مصر فهم أول من يشوه سمعة مصر. 
 
رئيس تحرير الأهرام الجديد الكندي




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :