الأقباط متحدون | "سنموت" المعمارى الذى هندس التاريخ لحتشبسوت
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:١٥ | السبت ٢٥ سبتمبر ٢٠١٠ | ١٥ توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٥٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

"سنموت" المعمارى الذى هندس التاريخ لحتشبسوت

السبت ٢٥ سبتمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: عبدالمنعم عبدالعظيم
تجذبنى شخصية سنن موت الوزير الأول لملكة مصر الخالد ةا حتشبسوت أولا لأنه بلدياتى  فهو مواليد ارمنت مدينة الإله مونتو  اله الحرب والضراوة مثلى وفوق انه سياسى قدير كان مهندسا من أولئك البنائين العظام ويكفيه فخرا انه مصمم وبانى الدير البحرى التحفة المعمارية الخالدة فى هذا المكان المميز من جبل ممونونيا
كانت حتشبسوت فى سن العشرين عندما قضى أبيها تحتمس الأول نحبه بعد خمسة وعشرين عاما فى الحكم استراح من الحياة وذهب الى السماء ليختلط بالإلهة
كانت هى وريثة العرش باعتبار نقاء دمها الملكى وتم  تتويجها فقد كانت شريكة أباها فى الحكم فى أواخر أيامه ,
ولكن تقاليد البلاط ودسائس الكهنة بدأت تتدخل لان فكرة ولاية امرأة تغضب كثير من الناس فتحتم إشراك أخيها غير الشقيق تحوتمس الثانى وحتى لاتثير القلاقل تزوجته واشركته معها فى الحكم
كان شخصا واهن الصحة ضعيفا مريضا وبدأت حتشبسوت تحكم باسمه كفرعون  وتمسك مقاليد الحكم وتسوس الدولة
ولم يلبث ان تدهورت صحته ومات تحوتمس عام1501ق0م بعد أن انجب من الملكة ابنتين شرعيتين
وبعد رحيل تحوتمس الثانى خشى الحز ب العسكرى وكهنة أمون أن تجلس حتشبسوت على العرش منفردة
وفى خلال حفل دينى حمل الكهنة تمثال أمون من قدس الأقداس فتجول التمثال هنا وهناك وكأنه ينشد ضالته على طريقة النعش الطائر فى عصرنا ثم توقف فى مواجهه الشاب تحوتمس بمكان يعرف بموقف الملك وبذلك أعلن أمون عن فرحته بابنه تحتمس الثالث ونصبوه وريثا للعرش فقد وكان ابنا لتحوتمس الثانى من زوجة ثانوية تدعى ازيس وبهذه المؤامرة اصبح ملكا على مصر وهو لايزال طفلا لم يبلغ الحلم
وقد نصبت حتشبسوت نفسها وصية عليه وعلى ابنتها زوجته نفرورع التى كانت قاصرة كذلك ولم تلبث أن انفردت بالحكم وأعلنت نفسها ملكة شرعية على البلاد
لقد كانت حتشبسوت المراة الرجل حقا  حياتها لم تعرف الأنوثة مثلت نفسها فى ملابس الفرعون ونراها على مسلتها فى هيئة شاب يافع يلبس التاج لازرق المنتفخ يطل منه الصل الملكى فوق الجبهة وفوق صدرها عقد الملك ذى ذو السبع بردورات أو الستة صفوف وفى خصرها المئزر يغطى ساقيها حتى فوق الركبة وهى تركع بين يدى امون رع
 وفى صورة اخرى تظهر بلحيتها المستعارة كعادة الملوك الفراعنة وهى فى جميع صورها ثمثل مفلطحة الصدر وقد رفعت تاء التانيث من اسمها فهى ملك مصر لا ملكتها وهى حتشبسو وليسا حتشبسوت
كانت حتشبسوت الحبل الذى تعتصم به مصر السفلى والعماد الذى تعتمد عليه مصر العليا وكانت الدفة المستقيمة للدلتا والسيدة التى تدير الخطط وتصدر الأوامر فينزل السلام على وجه الأرض
كان اسم تحوتمس الثالث يظهر فى النقوش خلف اسم عمته فى أول الأمر ثم لم يلبث ان اختفى طوال فترة حكم عمته حتى تولى الحكم وحده بعد موت الملكة المعظمة
لقد تولت هى الحكم منفردة حوالى اثنين وعشرين عاما من 1505 1لى 1483 وبالرغم من ذلك فإننا لانجد لها اسما فى القوائم الملكية المعروفة وتم محو اسمها من الخراطيش الملكية وضرب على الخطوط التى تمثل شخصيتها فى الصور الحائطية
 لقد استطاعت الملكة الاستئثار بالحكم  مستندة الى قوة حزب قوى فى البلاط الملكى يتكون من سنموت  الوزير والمعمارى الكبير وكان سنموت هذا شديد الزكاء جم النشاط
 ثم هابو سنيت كبير الكهان ثم نه سى حامل الأختام ثم وزير الخزانة
وكانت تؤكد أن أباها تحوتمس الأول هو الذى اختارها واعدها لتولى العرش وان الآلهة امنت على اختياره
و تدعى أن أباها الحقيقى هو أمون نفسه وترسم على جدران بهو الميلاد قصة حمل أمها بها فتعلن على رؤوس الأشهاد قصة ميلادها الالهى الذى يثبت حقا لها لا ينازع
فأبوها الإله أمون رع يجتمع فى الصور بأمها الإنسانية احماسى على سرير له رأس أسد وأرجله مخالب اسد وتلتف الساق بالساق فى حماية الهة السماء نيت والهة اخرى تدعى سلجت وتمثل أمون رع  لامها بشرا سويا وتفمص صورة ملك الشمال والجنوب تحتمس الاول ودخل على الملكة فى خدرها الجميل لينجب منها ابنته الالهية حتشبسوت
وطوال فترة حكمها ظلت تكرس حياتها لصناعة السلام والحضارة وأمرت  بوقف الغزوات والفتوح وظلت تعمر الدروب الى المحاجر وتوجه البعثات التجارية الى البلاد وتصنع الرخاء والتقدم
وبقى تحوتمس الثالث منزويا عن الحكم حتى ماتت ولما اختفت اخذ ينتقم  منها ومن كل من كان فى رحابها والعاملين فى بلاطها ثم فى القضاء على اثارها واثارهم
كان سنموت أهم شخصية فى بلاط حتشبسوت وقد رأى بثاقب نظره ان زواج حتشبسوت من اخيها تحوتمس الثانى كان زواجا صوريا ليظهر أمام الشعب المصرى أن على أريكة العرش فرعونا ولكن الواقع ان حتشبسوت كانت هى المسيطرة على البلاد لأنها الوارثة الحقيقية للعرش
وظل ابنه تحوتمس الثالث يمقت حتشبسوت التى كانت تتجاهل والده مدة حياته  واتخذت من اعتلال صحتة فرصة للسيطرة على شئون البلاد وكان يرقب تكوينها لحزب يضم بين أعضائه كل رجال الدولة المخلصين الذين اظهروا مهارة وحذقا من ابناء جيلها لتستعين بهم فى قضاء مأربها
كان أول من وقع اختيارها علية سنموت مدير بيت أمون وكان شابا نشطا يسترعى محياه النظر قادرا طموحا راى بثاقب نظره ان الفرصة سانحة ليكون له مجدا خالدا
اما حتشبسوت ومنذ وقع بصرها عليه اتحدت روحها بروحه و كان مستقبلها مرتبطا تمام الارتباط بأمر وصايته على ابنتيها ومنذ اللحظة التى وطدت فيها أركان الوصاية على العرش بدا نجم سعد سنموت السياسى يظهر فى الأفق ويسطع كانت اول خطوة فعلتها ان جعلت سنموت المربى الاول لابنتها الملكية واميرة الارضين والزوجة الملكية نفرورع ومدير البيت العظيم لأملاكها وأملاك ابنتها وكان شريكا فعليا فى حكم البلاد
كان سنموت ينحدر من أسرة متواضعة لم يكن والديه من أصحاب المكانة فى الحياة الاجتماعية فقد كان والده الذى يدعى رعموسى فلاحا رقيق الحال او جنديا بسيطا قامته قصيرة نحيف ومسن ولكنه زكى ووالدته السيدة حات نوفر الملقبة تيو تيو  ربة بيت  عجوز بدينة قصيرة وكان له ثلاث اخوة لم يتبوأ واحد منهم مكانة فى الدولة باستثناء أخيه سن من الذى استعان به كمساعد له فى إدارة شئون الاميرات
وتزوج سنموت من امرأتين  إحداهما تسمى تفرت حور والثانية اع حوتب ولم يخلف أولادا
كان يحمل لقب كاهن السفينة المقدسة للإله امون ورئيس كهنة معبد مونتو فى ارمنت وكان إداريا من الدرجة الأولى بدا حياته فى ادارة ضياع أمون الشاسعة بمعبد الكرنك وكان المشرف على الغلال والمخازن والحقول والحدائق والماشية والعبيد ومراقب قاعة أمون بوصفه مدير البيت العظيم ومدير كل اشغال الملك
 واصبحت فى عهد حتشبسوت تحت ادارته كل ثروة البيت المالك ومدير البيت العظيم للملكتين حتشبسوت ونفرو رع والمراقب والمشرف على كل المشرفين لكل اشغال فرعون كما كان المسيطر على عبيد الفرعون والمالية والأسلحة وقصر التاج الأحمر يضاف الى كل هذه الوظائف الرفيعة وظائف أخرى كان لا يشغلها غير المقربون جدا مثل إعداد أدوات الزينة الملكية للزيارات الرسمية وملاحظ الغرفات الخاصة والحمام وغرفة النوم أيضا
ولا شك ان سنموت كان قد انخرط فى سلك الجندية قبل عهد حتشبسوت بفترة طويلة الأمر الذى مهد له الوصول الى هذه المراكز الرفيعة وكان يقال عنه انه مواطن قوى الساعدين وكان يعرف بذهب العزة والشرف
واسم سنموت معناه الأخ المنتسب الى الأم ولقد كان أخا اقرب الى الملكة من تحوتمس اخيها غير الشقبق وزوجها
ان القليل من الفنانين خلفو ورائهم هذا الكم من الشواهد ففى جميع المعابد التى تتعرف فيها على بصمته كمعمارى نجد له تماثيل أثناء أدائه لمختلف وظائفة فها هو فى معبد امون والاقصر وموت فى اشرو والدير البحرى وارمنت وادفو وبوهن ودير الرمى انه مجدد ومبدع
وهناك ظاهرة فريدة فسنموت يملك مقبرتين الأولى فى تلال شيخ عبد القرنة والثانية كشف عنها وينلوك فى شتاء 1926/1927فى الدير البحرى وهى تتميز بسمات  ترفع سنموت فى مرتبة اعلى من عامة الشعب وسائر الاعيان وترتيب المقبرة ونظامها يدعوان الى استنطاق معنى شديد التميز انها تقع فى الحرم المقدس للدير البحرى وتشير الى صلة وثيقة بين الملكة ومهندسها ورغبة مؤكدة فى توحيد شعائرهما الجنائزية فتخطيط مقبرتة والمقبرة الملكية واحد وشكل التابوتين واحد ومنقوش اسم حتشبسوت على جميع جدران المقبرة كما أن النصوص الدينية التى نقشت فيها لا تظهر إلا فى المقابر الملكية
هل كان لدى سنموت من الأسباب التى تجعله يقف على قدم المساواة مع مليكته ويتقدم الملك نفسه
يعتبر سنموت حالة فريدة فى تاريخ مصر القديمة فاسمه فى أفضل الأماكن المميزة فى المعابد ويصور هو وحتشبسوت امام الاله
هل كان يغتصب امتيازات ملكية ام انعم اليه بهذه الامتيازات لقد منح سنموت امتيازات ذات شانلم يسبقه احد اليها من الشعب
وشطحت الأخيلة ونسجت الكثير حول علاقة حتشبسوت بمهندسها المعمارى اكان اخا اكثر التصاقا من اخيها الزوج تحتمس الثانى وصنعت بنات افكار البعض قصة حب وقيل ان ممرا سفليا كان يربط حجرة دفن سنموت بحجرة دفن حتشبسوت بغية أن تلتقى كاءاهما (روحهما) فى الحيوات المتكررة وان كان هذا الممر مجرد مشروع لم يرى النور
وفيما بعد حكم على اسمه أن يزوى فى غياهب النسيان وقيل ان مناصرته لحتشبسوت هى السبب
ومن الثابت انه توفى قبل وفاة حتشبسوت وعزل قبل وفاته من حتشبسوت نفسها ولم يدفن فى مقبرتة وهشم اسمه من على جدرانها بالمطرقة فى حين بقى اسم حتشبسوت
لقد تميز باعتباره مهندسا معماريا لا مثيل له فعرف كيف يقيم فى طيبة مساكن جديرة بالإله فالثورة الفنية التى ابتدعها تواصلت واستمرت
وكانت علاقته بحتشبسوت مبنية على تقديرها وإعجابها بفنه وسياسته وقدراته الإدارية ولم ترقى بكل المقاييس الى علاقة عشق انسانى كما توهم البعض من علماء التاريخ
لقد اجاد فنال هذه المكانة ونال رضاء الملكة كفنان ومبدع وادارى
 كان يجمعهما ذلك الحب الذى يسمو بالعواطف ويرتفع فوق الشهوات لقد تعاملت معه الملكة التى تقمصت دور الرجال كرجل

مدير مركز دراسات تراث الصعيد الاعلى
الأقصـــر – مصـــر




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :