الأقباط متحدون | "زهر الخريف".. رواية عن أيام الحرب تحتفي بالجماليات وتنتصر لـ"الوحدة الوطنية"
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٤٣ | الاثنين ٢٧ سبتمبر ٢٠١٠ | ١٧ توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٥٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس أخبار وتقارير من مراسلينا
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٤ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

"زهر الخريف".. رواية عن أيام الحرب تحتفي بالجماليات وتنتصر لـ"الوحدة الوطنية"

الاثنين ٢٧ سبتمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

- الرواية تصور "عبد القادر وميخائيل" يدافعان في الصغر عن قريتهما ضد اللصوص، وفي "حرب أكتوبر 73 حاربا معـًا ضد العدو!!

- الرواية ترصد روح التسامح والتعاون التي كانت تسود بين المسلمين والمسيحيين في "مصر"، قبل الدخول في نفق الاحتقانات الطائفية

كتب: عماد نصيف- خاص الأقباط متحدون
 أصدرت "مكتبة الدار للنشر والتوزيع" بـ"القاهرة"؛ رواية حديثة للدكتور "عمَّار علي حسن"؛ الباحث في الشؤون الإسلامية، والتي جاءت تحمل عنوان: "زهر الخريف"، وتقع الرواية في 156 من قطع الورق المتوسط، في محاولة من الكاتب لرسم لوحة زاخرة بالتشكيل الجمالي على مستوى اللغة والبناء، وأن تكون الرواية حافلة بالمعاني الاجتماعية والقيم الإنسانية لبشر مجهدين؛ يروضون الوقت في انتظار الغائب بعيدًا في الحرب، بعد أن كان ملء السمع والبصر في ذلك الزمن الفاصل بين هزيمة "يونيو عام 1967"، ونصر "أكتوبر عام 1973".
 
 وتدور أحداث الرواية -التي تتخذ من شابين مصريين أحدهما مسلم والآخر مسيحي- بطلين لها، في قرية عزلاء منسية ترقد صامدة بين الزروع والنهر، بالقرب من محافظة "المنيا" وسط "صعيد مصر"، وتحارب بالرصاص والغناء اللصوص الطامعين في القوت والبهائم.
 
 في الليل، تختلط فرقعات البنادق الآلية مع صوت عذب وربابة شجية لشاعر يستدعي في نشوة مستعرة سيرة "أبي زيد الهلالي" ورفاقه، العامرة بالبطولة والرجولة والنبل، فيشعل الحماس في النفوس المتألقة وسط الظلمة الشاملة، وهذه الروح الأصيلة والحزينة في آنٍ واحد، جعلت الرواية تحتفي بالموروث القصصي الشعبي، إلى جانب العديد من ألوان الفلكلور؛ مثل العديد من الأمثال والتنجيم والحكمة الإنسانية الخالصة، والتي اقتطفها المؤلف من مصادرها الأصلية ووظفها تباعـًا في نصه السردي المتدفق.
 
 بطلا الرواية هما "عليّ عبد القادر إسماعيل"، و"ميخائيل ونيس سمعان"، صديقان جمعهما حب المغامرة وذكريات الطفولة، والخوف على ذويهما المتعبين، قادا أهاليهما في معارك حامية دفاعـًا عن قريتهما الوديعة المجهدة ضد عصابات الليل، وحين وقفا على أبواب الشباب الغض، جاءتهما الفرصة للدفاع عن الوطن برمته، فذهبا سويـًا إلى "حرب 73".
 
 عاد "ميخائيل" شهيدًا، وضاع "عليّ" في الصحراء الواسعة؛ لتبدأ رحلة البحث عنه وتشتعل الأسئلة، ويظل أبطال الرواية حائرين في إيجاد إجابات تشفي الغليل وتريح النفوس التي يعتصرها الألم، ويلهثون بكل ما وسعهم في سبيل فك هذا اللغز العصي، ويلهث معهم القارئ حتى الصفحة الأخيرة من الرواية التي حملت إجابة تنطوي على مفارقة، وتبرهن على أن "الدنيا" ضيقة رغم اتساعها، وأن ما نجري أحيانـًا وراءه دون فائدة، قد يأتينا في لحظة عابرة من دون أدنى ترتيب.
 
 ومن الشخصيات اللافتة في الرواية شخصية "وفاء" -حبيبة "عليّ" التي لم يتزوجها سوى أسبوع واحد قبل تجنيده وذهابه إلى الحرب- وكانت "وفاء" تطالع دومـًا من شرفتها الواسعة انحناءات الشارع الذي ينتهي بجسر طويل مفتوح على المحطات التي يحل فيها الغرباء والعائدون، لعل حبيبها الغائب يهلّ مع أول إطلالة للنور، أو في سكرة الليل الراحل بلا هوادة.
 
 تغمض عينيها لتراه آتيـًا كالقدر، يشق الظلام بجسده الفارع، وإلى جانبه صديقه الحميم وشريكه في الكفاح ضد أولاد الليل، وحين تفتحهما لا تجد سوى الفراغ، فتنتظر في صبر جميل، والشيب يتسلل إلى رأسها كالسم الذي يقتل في هدوء وعلى مهل، ولا تجد أنيسة ومواسية سوى "جورجيت" -حبيبة "ميخائيل"- والتي افتقدته إلى الأبد.
 
 ثم تأتي شخصية "رفاعي"؛ الرجل البسيط الذي قادته قدماه حتى الصعيد الأوسط ليبيع الخبز للفلاحين، ويروي لهم حكاية مدينة باسلة، بعد أن دمر الإسرائيليون بيته ومخبزه, وتسير الأحداث سخية رخية ليجد "رفاعي" نفسه في النهاية عائدًا إلى مدينته وما حولها للبحث عن الشاب الضائع، الذي ربطته به علاقة إنسانية خاصة، تختلط بصدى صوت العيال الذين يزفونه كل صباح وهو يضحك ويوزع أرغفته، ويغني معهم: "يا رفاعي يا بتاع العيش.. خدنا معاك ودينا الجيش".
 
 وتنطلق هذه الرواية من تجربة اجتماعية وإنسانية خالصة لتضيف إليها من خيال مؤلفها، الذي حاول أن يضع الأحداث في سياقها التاريخي الصحيح من خلال ربط تفاعلات شخصيات الرواية بما كان يجري وقتها في الواقع المعيش، وهو ما برهن في خاتمة المطاف على روح التسامح والتعاون التي كانت تسود بين المسلمين والمسيحيين في "مصر"، قبل الدخول في نفق الاحتقانات الطائفية التي بدأت في النصف الثاني من سبعينيات القرن المنصرم.
 
 يذكر أن هذه هي الرواية تعد الثالثة لمؤلفها "عمَّار علي حسن"، والذي سبق أن أصدر روايتين من قبل هما: "حكاية شمردل"، و"جدران المدى"، إلى جانب مجموعتين قصصيتين هما: "عرب العطيات"، و"أحلام منسية"، كما أصدر المؤلف؛ والذي يحمل الدكتوراه في العلوم السياسية، العديد من الكتب والدراسات في مقدمتها "النص والسلطة والمجتمع: القيم السياسية في الرواية العربية"، و"الفريضة الواجبة: الإصلاح السياسي في محراب الأزهر والإخوان المسلمين"، و"التنشئة السياسية للطرق الصوفية في مصر".
 
 وقد فاز الكتاب الأخير بجائرة "الشيخ زايد" للكتاب عام 2010، في فرع التنمية وبناء الدولة، فيما فاز "عمَّار علي حسن" بالعديد من الجوائر المصرية والعربية في مجال الإبداع الأدبي.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :