الأقباط متحدون | هل يأمُر الرئيس مبارك بعودة جلسات النُصح والإرشاد؟!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٤٥ | الاثنين ٢٧ سبتمبر ٢٠١٠ | ١٧ توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٥٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل يأمُر الرئيس مبارك بعودة جلسات النُصح والإرشاد؟!

الاثنين ٢٧ سبتمبر ٢٠١٠ - ٢٥: ١٢ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: جرجس بشرى
هل تساءل أحدكم: لماذا قامت وزارة الداخلية المصرية بإلغاء جلسات النصح والإرشاد التي كان معمولاً بها في مصر منذ عقود كثيرة مضت؟! وما هي النتائج الخطيرة التي ترتبت على إلغاء هذه الجلسات؟؛ والإجابة المنطقية على هذه التساؤلات تقودنا إلى التطرق لنقطة جوهرية تتعلق بالدور الذي تلعبه الداخلية المصرية في المجال الديني وهو دور من وجهة نظري المتواضعة لا يقل أهمية عن دور الأزهر، فإن كان الأزهر يدعو بحرية كاملة إلى الإسلام وتنفق على الدعوة للإسلام ميزانيات ضخمة من ضرائب المصريين، فكذلك الجهاز الأمني المصري يقاوم بلا هوادة عمليات التحول من الإسلام للمسيحية ويطارد المتنصرين في كل فج وصوب.
بل ووصلت الدرجة بالداخلية المصرية وتحديدًا مصلحة الأحوال المدنية قيامها بتغيير أسماء وبيانات الأطفال الذين أشهر والدهم إسلامه إلى بيانات وأسماء إسلامية دون إرادتهم بعد نزعهم من حضانة أمهاتهم  المسيحيات خوفًا عليهم من ارتياد الكنائس أو .. أو..
بل لقد وصلت الدرجة بوزارة الداخلية المصرية أن تدعو أحد المتحولين من الإسلام للمسيحية مؤخرًا -المتنصر ماهر الجوهري- إلى أن يراجع نفسه ثانية حيث طلبوا منه أن يجلس مع أحد الشيخ ربما يعدل عن قرار إيمانه بالمسيحية إلا أنه رفض وأصر على مسيحيته، حدث ذلك مع ماهر الجوهري في أمن الدولة ببورسعيد.

هل عرفتم الآن لماذا ألغيت الداخلية المصرية جلسات النصح والإرشاد؟ وإلى جانب ما أشرت إليه في السطور القليلة السابقة فأنني أرى أيضًا إن الداخلية كانت ترى أن وجود مثل هذه الجلسات يتنافى مع المادة  الثانية من دستور مصر والتي تنص على إن "الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها والشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع".
فمعنى أن شخص تحول إلى الإسلام وجلس مع أبيه ومرشده الروحي في جلسة "النصح والإرشاد" ثم أقر أمام أبيه الروحي أنه غُرر به أو تحول للإسلام تحت ضغوط ويريد العودة للمسيحية فهذا معناه في نظر وزارة الداخلية طعنًا في الإسلام  وخروجًا عليه.
كما أن وجود هذه الجلسات كان يتعارض "من وجهة نظر الداخلية والدولة" مع الدور الدعوي غير المُعلن  الذي تقوم به وزارة الداخلية وهي الوزارة التي يقع على عاتقها مقاومة التحول من الإسلام إلى المسيحية بكافة الطرق الممكنة وغير الممكنة، وكأن الله سبحانه قد أوكل إليها الدفاع عن الإسلام!!

إذ أنه معروف بأن جلسات النصح والإرشاد كان يُسمح للأب الكاهن أو لرجل الدين المسيحي بجلسة مع المسيحيين الذين قيل أنهم تحولوا للإسلام، وذلك لمعرفة الأسباب الرئيسية لهذا التحول، وهل تحولوا للإسلام تحت ضغط ما، وما هي نوعية هذه الضغوط، ولو كان المتحول للإسلام سيدة أو فتاة مسيحية كان يتم معرفة هل هن تحولن للإسلام تحت ضغوط مادية أو تم التغرير بهن من شباب مسلم، أم دخلن الإسلام بإرادتهن؟
ومن الطبيعي في جلسات النصح والإرشاد إذا تأكد الأب الروحي أن الفتاة أو الشاب دخل الإسلام عن قناعة وليس تحت ضغوط فأنه يتركه وحرية اعتقاده ولا يجبره على البقاء في دين لا يرضاه، وهو ما أكد عليه نيافة الأنبا بيشوي عندما أكد في حواره مع المصري اليوم مؤخرًا بقوله أن وفاء قسطنطين لو كانت أشهرت إسلامها فعلاً لكان أخذها بيدها إلى الأزهر، ولكنها أعلنت في التحقيقات أنها مسيحية وستعيش مسيحية وستموت مسيحية.
ومن المؤكد أن إلغاء جلسات النصح والإرشاد بعد حادث وفاء قسطنطين كان له مدلولات خطيرة، خاصة وأن عن طريق هذه الجلسات عادت وفاء بعد التأكد من مسيحيتها ولولا وجود مثل هذه الجلسات ربما ما كنا سمعنا عن وفاء قسطنطين إلا خبر إسلامها فقط، ولكانت تحولت "وفاء" إلى مادة إعلامية ثرية يستخدمها الإسلاميون في شتى أنحاء العالم  في الدعوة للإسلام، خاصة وإنها زوجة كاهن، ومن المؤكد أنه لولا المظاهرة السلمية الكبرى التي قام بها الأقباط لمطالبة الأمن بالإفصاح عن مكان زوجة كاهن دير مواس "كاميليا شحاته زاخر" لكان مصير "كاميليا" سيتخذ منحى آخر مختلف لا يعلمه إلا الله وحده.

ومن الملاحظ أنه بعد إلغاء هذه الجلسات كثرت حالات الاختفاء القسري لبعض الفتيات القبطيات والإعلان عن  تحولهن للإسلام، ولو كانت هذه الجلسات موجودة ما كنا سمعنا عن هذا الكَم من الفتيات القاصرات اللواتي يختفين كل يوم ويشاع أنهن تحولن إلى الإسلام بإرادتهن!!
وإنني أتوقع في ظل غياب جلسات النصح والإرشاد أن تشهد مصر حالات اختفاء قسري غير مسبوقة للفتيات القبطيات القاصرات في الأيام القادمة لإجبارهن على التحول للإسلام، خاصة بعد أن نفضت الداخلية المصرية يديها وتبرأت من هذه الجلسات، الأمر الذي ستكون من نتائجه الخطيرة زيادة  حدة الاحتقان الطائفي في مصر بطريقة لا تصب في وحدة هذا البلد وتماسك نسيجه الوطني.
إنني أطالب الرئيس المصري محمد حسني مبارك بصفته الرئيس الأعلى لهيئة الشرطة أن يصدر تعليماته إلى السيد وزير الداخلية بعودة جلسات النصح والإرشاد قبل أن تحترق مصر كلها، وحتى يمكن للأب الروحي وأسرة الفتاة أو الشاب أن يتأكدوا من أن الشاب أو الفتاة الذين تحولوا للإسلام فعلوا ذلك عن رضا وقناعة، وحتى يمكن أيضًا أن يرى أهل الفتاة ابنتهم التي يتم إخفاؤها وعدم الإعلان عن مكانها. 

كما أن إلغاء هذه الجلسات سيؤدي بل أدى بالفعل إلى وجود مزيد من الجماعات المنظمة التي تعمل وتتربح من عملية الأسلمة دون مساءلة.
كما أطالب أن يجتمع في هذه الجلسات الشخص المسيحي الذي يريد أن يتحول للإسلام مع مرشده الروحي في حضور شخصيات مسئولة من مراكز حقوقية تؤمن بحرية الاعتقاد الديني وذلك في حضور شخصية أمنية.
وربما يستغرب البعض ويتساءلون: لماذا لم تذكر في مقالك جلسات النصح والإرشاد الخاصة بالذين يريدون التحول من الإسلام إلى المسيحية؟!!
وذلك لأن المتحول من الإسلام للمسيحية يكون مهدر دمه ويطبق عليه حد الردة، وتقف الدولة بكل ثقلها  ضده فتطبيق هذه الجلسات على المتحولين من الإسلام للمسيحية معناه إن المتحول ذاهبًا إلى الذبح برجليه!! ووقتها بل يصح أن نطلق عليها جلسات النصح والإرشاد بل جلسات "الموت والاستشهاد", مع ملاحظة أن الاستشهاد في المسيحية تعني قبول الإنسان للموت طواعية من أجل إيمانه بالمسيح وليس الجهاد بالقتل وترويع الآمنين.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :