الأقباط متحدون | القطة والكلب
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٠٩ | الثلاثاء ٢٨ سبتمبر ٢٠١٠ | ١٨ توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٥٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

القطة والكلب

الثلاثاء ٢٨ سبتمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: عاطف الفرماوي
تعتبر القطة والكلب من الحيوانات الأليفة التى يقتنيها البشر فى منازلهم  والكلب يتميز بالوفاء ويقوم على حماية صاحبه لدرجة التضحية بروحه دفاعاً عن صاحبه أحياناً وتظهر عليه علامات البشر والسرور كلما رأى صاحبه عائداً الى المنزل ويترجم هذا الفرح والسرور والسعادة بهز ذيله وفغر فاه واخراج لسانه وكأنه يرغب فى الحديث ليقول لصاحبه مرحباً شرفت الدار وتظهر عينيه لامعة وهو مثل أعلى فى الوفاء والوداد والحب  .

أما القطة ففيها صفات النمر المفترس تتميز بالخيانة بحثاً عن الطعام فلا تتورع أن تكشف الأوانى المنزلية بحثاً عن الطعام دون انتظار صاحبها تقديم الطعام لها ومن الممكن أن تخدش الأطفال بأظافرها الحادة أو تعض بأسنانها المسننة  إذا ما فكر أحدهم أن يمسك بذيلها ولكنها ذكية سريعة التعلم .
تستخدم الشرطة الكلاب للحراسات والقبض على المجرمين ومهربى المخدرات فبعض الكلاب الألمانية قادرة على تمييز الروائح فيتم تدريبها على تمييز رائحة المواد المخدرة التى يخفيها المهرب فتمسك به بأسنانها لتسهيل مهمة رجل الشرطة فى الامساك بالمهربين للمخدرات وتقديمهم للعدالة ولا يقتصر عملها على الامساك بمهربى المخدرات بل يمتد لشم رائحة مسرح الجريمة سواء كانت جريمة قتل أو سرقة وتساعد فى تمييز الفاعل الأصلى للجريمة . كما أن الحيوانات بصفة عامة تسطيع التنبؤ بالزلازل والبراكين وتشعر بالتفاعلات الكيميائية و الكهرومغناطيسية  التى تحدث فى باطن الأرض .
يستخدم رعاة الأغنام الكلاب فى حماية قطعانهم من الذئاب التى تخشى الكلاب لشراستها فى العراك .
ويستخدمها بعض البشر فى حماية منازلهم .

إذا كانت هذه هى بعض فوائد تربية الكلاب والاستفادة منها كحيوانات أليفة لا تسبب ضرر للإنسان ما دامت غير مريضة بمرض السعار ولهذا يلزم لمربى الكلاب عرضها باستمرار للمتابعة الطبية البيطرية وتطعيمها بالأمصال والقاحات الدورية ونهتم بصحتها ونظافتها وهذا ينطبق على القطط أيضاً إلا أن القطط لا تقدم مثل هذه الخدمات للإنسان باستثناء مقاومة القوارض والحشرات المنزلية التى تتسرب للمنزل من خلال الصرف الصحى ولكنها لا تقوم بحماية صاحبها أو ممتلكاته بل ربما تعتدى على الممتلكات فى حالة الشعور بالجوع وتأخر صاحبها فى تقديم الطعام لها .

وبالرغم من أن الكلاب تتفوق على القطط فى كم ونوع الخدمات التى تقدمها لصاحبها إلا أن البشر يظلمون الكلب ويدفعون باسمه كإساءة وإهانة  لا يتقبلها أى إنسان من إنسان أخر . فإذا أراد إنسان إهانة أخر يقول له يا كلب وأحيانا يا إبن الكلب وهذه الاهانة تستوجب رد فعل عنيف من الأخر بينما إذا أراد الحبيب تدليل عروسته يقول لها يا قطتى الجميلة فتفرح أن تكون قطة جميلة ويتقبل البشر كلمة قطة بارتياح وبهجة وسرور وسعادة بينما اسم الكلب مرادف لاهانة الشرف والكرامة بشكل يثير الاشمئزاز ويستنفر تصعيد العداء والكراهية .

جلست أفكر فى أسباب هذا التناقض فى الثقافة البشرية وأهتديت الى دور الأساطير التاريخية للبشر التى كان لها علاقة وطيدة فى ترسيخ مثل هذه الأفكار فقد كان اليونانيين يقدسون القطة ويعبدونها كإله وحينما ماتت القطة المقدسة فجاء كلب يشعر بالجوع الشديد فمزق جسد القطة وأكل لحمها وشرب من دمائها فتركت دماء القطة المقدسة علامة على أنف الكلب ليعرفه الناس ويلعنوه وتوارثت الكلاب جيلاً بعد جيل هذه العلامة المميزة وبدأ اليونانيين يلعنون الكلب فى صلواتهم وأثناء تقديم القرابين للقطط المقدسة التى كان لها معابد خاصة وتحظى بالاهتمام والرعاية والاحترام والقداسة بينما لم يحظى الكلب على مدار التاريخ بهذا الاحترام والتقدير رغم ما يقدمه للبشر من خدمات لا تحصى وعطاء من الحب والوفاء يندر وجوده بين البشر مع بعضهم بعضاً .

وحيث أن الثقافة والحضارة اليونانية لها جذور فى الحضارات القديمة والوسيطة والحديثة للبشرية فتناقلت الحضارات الأخرى الأساطير اليونانية باعتبارها جزء أصيل فى تراث الحضارة اليونانية .
فقد تأثرت الحضارة المسيحية والاسلامية بالحضارة اليونانية وكذلك الحضارة الحديثة فقد استخدمها رجال الدين فى استنباط علم المنطق وعلم الكلام والمناظرات من خلال منهج أرسطو وإفلاطون
 ولإبن رشد فضل كبير فى تقديم شروحات مستفيضة لمنطق أرسطو ظلت تدرس لفترة طويلة فى جامعة السربون بفرنسا حتى مشارف القرن العشرين وكانت الحضارة الاسلامية جسر انتقال الحضارة اليونانية الى الغرب واستنباط العلوم الحديثة والحضارة الحديثة من خلال تنشيط وتشجيع الترجمة .
 ومن المعلوم أن الحضارة اليونانية نقلت واستفادت من الحضارة المصرية القديمة فقد جاء الى مصر أرسطو وافلاطون ليدرسو ما توصل اليه المصريون القدماء فى علوم الطب والهندسة وحساب المثلثات حتى أن كهنة الحضارة الفرعونية الذين كانوا يحتكرون العلم ولا يقومون بتدريسة سوى لأبناء الملوك بينما كان عامة الناس تعيش الجهل والأمية كانوا يلقبون أرسطو وافلاطون بالأطفال نظراً للفروق العلمية والحضارية بينهم وبين المصريين .

فقد كانت الحضارة المصرية القديمة حضارة طبقية يحتكرها الكهنة وأبناء الملوك فقط ولم تكن حضارة شعبية متداولة بين الناس وكان هذا سبب عدم التواصل بين الأجيال حتى أن الفرنسيين هم من فكوا طلاسم اللغة الفرعونية من خلال حجر رشيد بينما لم يعرف المصريين لغتهم الأم وجاء العرب الى مصر ليقطعوا لسان مصر وتتحول اللغة من المصرية القديمة للغة العربية ولا تحظى كليات اللغات فى مصر بشرف تدريس اللغة المصرية القديمة الهيلوغريفية بينما يحتاجها المرشدين السياحيين والكوادر الفنية للأثار لتعريف السياح الأجانب على أثار الحضارة المصرية القديمة التى تضرب بجذورها فى باطن التاريخ الى سبعمائة ألف سنة قبل الميلاد .

بعد طوفان نوح الذى كان له ثلاثة أبناء هم حام ويافث وسام الذى سكن فى منطقة الشرق الأوسط وأنجب مصرايم الذى توجه الى مصر وأعطى اسمه للبلد الذى يعيش فيه فأصبح إسم بلدنا مصر التى جاءت من مصرايم ابن سام ابن نوح وانجب مصرايم قفطين الذى توجه لصعيد مصر وهناك مدينة تحمل اسمه تسمى قفط وأقام حضارة على ضفاف النيل منذ سبعمائة ألف سنة قبل الميلاد وتسبق حضارة الفراعنة المسجلة على متون الاهرامات التى لا يزيد عمرها على سبعة ألاف سنة فقط . هذه هى مصر العظيمة أم الدنيا .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :