ماجد سمير
ذكرت في كتابي الأول -" الضحك المر " عن دار أكتب 2007 - التصريحات الحكومية غير الواقعية تحت عنوان تصريحات فون واقترحت وقتها أن تفرض الحكومة على الشعب شراء التصريحات عن طريق الاتصال بـ 09001313 من أي تليفون أرضي و1313 من أي محمول مشيرا إلي الأرقام النحس طبقا للثقافة الشعبي.

وبعد مررو نحو ثماني على صدور " الضحك المر" لم يختلف الحال كثيرا ولم تتغير عقلية المسئولين التصريحاتية انتفض الشعب في ثورتين تخلص فيهما من فكرة الرئيس الملهم الآب صاحب ومالك شركة تصريحات فون، ولاننسى تصريح ساخر للمخلوع رد فيه على  أن المعارضة شكلت برلمانا موازيا بعد أسقاطها عمدا في الانتخابات البرلمانية " خليهم يتسلوا" كان أحد أهم أسباب ثورة 25 يناير .

وفي 30 يونيو عادت الثورة ضد حكومة تتخفى وراء الدين وتتخذ منه ستارا، نجح الشعب في عامين ونصف في التخلص من السلطتين الأبوية والدينية وهو زمن قياسي بالمقارنة بالثورات الأخرى حتى في أكبر وأرقى دول وشعوب العالم ، وعاد الأمل للمستمع والمشاهد المصري أن لا يسمع التصريحات القاتلة للمسئولين ووصل الحلم لعنان السماء بالحياة في دولة يستحقها شعب عريق عانى سنوات وقرون طويلة من حكام وحكومات تعمدت عن قصد اصابته بالفقر والجهل والجوع والمرض.

ولكن بدأت باكورة عودة الانتاج بتصريح وزير التعليم الأسبق محمد أبو النصر حول أن المعلم المصري الأحسن في العالم ولم يحدد سيادته الأحسن من أي جهة بالظبط هل لأنه من بني حسن في المنيا أو الشيخ حسن بالفيوم  لذا أخذ الحسن حصريا أم الأحسن من حيث الدخل الأحسن في العالم أم الأحسن لأنه الوحيد في العالم القادر على توصيل المادة العلمية المتسقة مع نظرية "المحشي"، ولم يتواني زميله المسئول عن حقيبة وزارة التعليم العالي السيد عبد الخالق عن إتحافنا بتصريح يؤكد أن المستشفيات في مصر أحسن من نظيرتها في انجلترة ، وبعيدا عن هزيلة المقارنة لم يوضح لنا سيادته عن علاقته بالصحة إلا إذا كان يطمع في فتح الوزارتين علي بعض لتصبح "وزارة التعليم العالي اللي يودي على الصحة" كنتيجة طبيعية ووحيدة وحتميه لتلقيي العلم في الجامعات المصرية.

واستمرارا لتصريحات فون خرج وزير العدل المستشار أحمد الزند مؤكدا في حوار طويل أن الشعب المصري يستطيع الحياة بأثنين جنيه في اليوم، وترك سيادته كل جماهير الشعب حائرون يفكرون يتسألون  في جنون.. هل هما ورق أم فضة ؟ ، وأخيرا وليس أخرا حدد وزير السياحة مشكلة السياحة في مصر في "خرم" واحد فقط مؤكدا للجميع بمنتهى الثقة "هانسد الخرم".

و لأن فكرة تصريحات فون باتت غير مواكبة للعصر ولا تناسب شباب الأنترنت في القريب العاجل سنرى على اندرويد وابل ستور تطبيق "تصريحات السلطة" يهبط من الفضاء الخارجي بشكل آلي على تليفونك مجرد أن تعرف التصريح بل ويتحول رغما عنك إلى رنة موبايلك.