الأقباط متحدون | كيف يمكن أن تتحقق "المواطنة" في مجتمع يحاول المسئولون فيه أن يزيدوا عمق الهوة بين الفقراء والأغنياء؟!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٤٤ | الخميس ٣٠ سبتمبر ٢٠١٠ | ٢٠ توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٦١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس حوارات وتحقيقات
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٦ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

كيف يمكن أن تتحقق "المواطنة" في مجتمع يحاول المسئولون فيه أن يزيدوا عمق الهوة بين الفقراء والأغنياء؟!

الخميس ٣٠ سبتمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

صحيفة "الأقباط متحدون" تطرح التساؤل الهام:
ثقافة المصريين الاستهلاكية.. هل تؤثر مستقبلاً على اقتصاد "مصر"؟
ثقافة الاستهلاك الفوضوية  تضرب "المواطنة" في مقتل!
"صنع في مصر".. شعار يفتقده المصريون.. و"الصين" ترفع شعارها "من الإبرة للصاروخ"!!
المهندس "فرج أنور": سوف نصبح أسرى لدول معينة إذا استمرت ثقافة المجتمع استهلاكية بهذه الصورة!
المهندس "محمد التابعي": حتى سجادة الصلاة صنعتها "الصين" وصدرتها للمسلمين, ونحن نصلي عليها دون أن نعي أننا فشلنا حتى في تصنيع هذه القطعة الصغيرة من القماش!!
د. "وائل السعيد": ثقافة "المظهرية" تزيد من إسراف الأسرة واتجاهها لاقتناء السيارات وتغيير الأثاث كل فترة، وهو ما يؤدي إلى أزمات اقتصادية
"كامل علي": "الفيديو" وألعاب الجيم ورحلات المصيف أصبحت على قائمة أولويات العديد من الأسر المصرية
الحل هو فتح استثمارات جديدة في المجتمعات العمرانية الجديدة وإلغاء الضرائب وفتح أسواق تجارية دائمة بيننا وبين الدول الأخرى

تحقيق: محمد بربر- خاص الأقباط متحدون

 الإحصائيات التي تؤكد تدني دخل الفرد بـ"مصر", والعشوائيات التي باتت تمثل علامة مميزة للمناطق الحضرية بكل ما تحتويه من فقر وذل وحاجة؛ أضف إلى ذلك الأزمات الاقتصادية التي تشهدها البلاد يومـًا بعد آخر, كل ذلك لا يتناسب وثقافة الاستهلاك التي طغت على المجتمع المصري, فطابع الإسراف والترف الذي يعيشه الكثيرون من المصريين بمختلف الطبقات يؤكد أننا نتجه -وبقوة- نحو المنتج الاستهلاكي، دون أن نفكر في دعم الصناعات الوطنية، أو على الأقل ترشيد استهلاكنا ونفقاتنا بعيدًا عن المباهاة والمغالاة في مظاهر الحياة.

 فهل أصبح المجتمع المصري مجتمعـًا استهلاكيـًا؟؟ وكيف يؤثر هذا البذخ على مستقبل الوطن؟؟ وكيف يمكن أن تتحقق "المواطنة" في مجتمع يحاول المسئولون فيه أن يزيدوا من عمق الهوة بين الفقراء والأغنياء؟؟

 صحيفة "الأقباط متحدون" تناقش هذا الموضوع مع رجل الشارع والخبراء والمتخصصين.

آراء الشارع المصري.. وثقافة الاستهلاك
 في البداية يقول "كامل علي" -محاسب- إن المواطن المصري أصبح ينظر إلى "الكماليات" برؤية جديدة تمثل له ضرورة لابد منها, وهذه الرؤية لم تكن موجودة من ذي قبل؛ فالاستهلاك الضروري لأي إنسان ينبغي أن يكون في توفير الطعام والشراب، ثم يأتي بعد ذلك الملبس والمسكن.

 موضحـًا أن "الفيديو" وألعاب الجيم ورحلات المصيف، كانت تميز حياة الميسورين ماديـًا، لكنها الآن وغيرها من الكماليات الأخرى أصبحت على قائمة أولويات كثيرين من المواطنين!!

 وتختلف معه "شروق" -بائعة- قائلة: إن المواطن البسيط يجد قوت يومه بالكاد, وربما يبدأ العديد من الشباب المتزوج حديثـًا حياتهم دون التقيد بإقتناء بعض الأجهزة والأدوات، لأنها أصبحت تمثل عبئـًا على الأسرة المصرية، وأرجعت السبب في ذلك إلى ضعف الأجور وزيادة الأسعار بشكل كبير، بالإضافة إلى وجود تفاوت كبير بين مرتبات صغار الموظفين والشباب وكبار المسئولين بالدولة, الأمر الذي أدى إلى وجود سلوكيات مرفوضة من قِبل مَن يمتلك المال.

 ويرى "سمير عياد" -محام- أن الأسرة المصرية كانت تدبر احتياجاتها فيما مضى بأقل التكاليف المتوفرة وقتئذ, فكان العامل يستطيع وزوجته تدبير حياة كريمة دون مد الأيدي، وكذلك تعليم أولادهما، وكم سمعنا عن عامل استطاع أولاده أن يصلوا إلى أعلى الدرجات في التعليم والمناصب القيادية, وربما -والحديث على لسان "سمير"- كان للزوجة العامل الرئيسي في تنظيم اقتصاديات المنزل المصري.

 ويضيف أن المنتجات الاستهلاكية التي تزايدت في الأسواق، ومعظمها -إن لم يكن جميعها- تصنيع الخارج، جعل المواطنين يشترونها كما يفعل غيرهم، وحتى لا يشعرون بالتفاوت الموجود فعلاً بينهم وبين غيرهم من الأسر الميسورة ماديـًا.

 وتؤكد "شيرين" على أن المرأة المدبرة تستطيع أن تساعد زوجها على إدارة المصروفات بالابتعاد عن التبذير، وتربية الأولاد على مبدأ: "القناعة كنز لا يفنى"، وتضيف إن المغريات تحاصرالأسر المصرية  من كل حدب وصوب؛ كالإعلانات التليفزيونية وإعلانات الطرق والكباري، واقترحت "شيرين" أن يشارك الأبناء في  تنظيم الميزانية الشهرية، حتى يكونوا على علم ودراية بالإمكانيات المادية، ولا يرهقون أسرهم بمتطلبات باهظة التكاليف.

"صنع في مصر".. مَن يتذكر هذا الشعار؟!
 ويؤكد المهندس "محمد التابعي" على أن غياب المشروعات القومية التي تدعم الصناعة الوطنية، وتجعل المواطنين يقبلون على شراء منتجات بلدهم, أدى إلى الإقبال على منتجات الخارج، وخاصة المنتجات الصينية التي تتميز بالسعر المنخفض والجودة المقبولة في كثير من الأحيان.

 ويضيف "التابعي" أننا للأسف نفتقد اليوم هذا الشعار الذي طالما فرحنا به ودعمناه فيما قبل، وكنا على ثقة من أي منتج مكتوب عليه "صنع في مصر" وسط هذا الزخم الكبير من المنتجات الاستهلاكية المستوردة.

 ويوضح أن الأسماك وبعض الخضروات وعلب التونة واللب السوري؛ ناهيك عن الأجهزة الكهربائية وأدوات المنزل والآثاث وفرشاة الأسنان, كل هذه المنتجات غاب عنها شعار بلدنا وكُتب عليها "صنع الصين", حتى سجادة الصلاة صنعها الصينيون وصدروها للمسلمين, ونحن نصلي عليها دون أن نعي أننا فشلنا حتى في تصنيع هذه القطعة الصغيرة من القماش!!

 ويرى "محمود خلف" -محاسب وعضو شعبة المصدرين- أن ظاهرة الاستهلاك في المجتمع المصري تفاقمت إلى الحد الذي جعل بعض الفئات الفقيرة تلجأ إلى الجرائم كي تحقق المستوى المعيشي الذي يحقق لها وضعـًا اجتماعيـًا لائقـًا، وأصبح من الطبيعي أن نسمع يوميـًا عن جرائم السرقة والاختلاس والرشاوى والقتل.

 وحذر "خلف" من اتجاه المجتمع المصري ككل لقبول بالمنتج الاستهلاكي؛ كاعتراف واضح وصريح يكشف فشل المؤسسات الصناعية بـ"مصر"، قائلاً: "إن العديد من المهن تختفي، كما أن أصحاب الورش مهددون بإغلاقها، والشباب يحلم بوظيفة الحكومة حتى يجد فيها راحته؛ دون النظر إلى ضرورة دعم صناعاتنا الوطنية"!!

 ويطالب "خلف" الحكومة المصرية بالتيسير على رجال الأعمال والمستثمرين وأصحاب المصانع، وتخفيف أو إلغاء الضرائب عن مصانعهم، ولو لفترة معينة، حتى يستطيعون توفير منتج مصري متميز ينافس الأسواق العالمية، ويتحدى منتجات "الصين" التى أصبحت تنتج كل شيئ "من الإبرة للصاروخ"؛ بتعبير رجل الشارع، والذي وجد فيها ضالته.

الإعلام والإعلان.. وجهان لعملة واحدة
 الدكتور "وائل السعيد" -الخبير التربوي- أكد على أهمية ترشيد ثقافة الاستهلاك ونشر التوعية بين أفراد المجتمع، مستنكرًا إعلانات الفضائيات والقنوات المتخصصة في بث الإعلانات، خاصة وأنها تحمل خداعـًا كبيرًا للمواطن؛ سواء في جودتها أو في عروضها المُقدمة أو في أسعارها.

 وأشار إلى أن وسائل الإعلام عليها دور كبير في حماية المواطن من هذه الإعلانات الخادعة، وأنه يجب أن تكون على حياد، وليس كما نرى حاليـًا من تزاوج غير شرعي بين وظائف الإعلام وفرض برامج إعلانية معينة.

 وتابع الدكتور "وائل السعيد".. إن السلبية والمغالاة وثقافة "المظهرية"، تزيد من إسراف الأسرة واتجاهها لاقتناء السيارات وتغيير الأثاث كل فترة، وهو ما يؤدي إلى أزمات اقتصادية؛ خاصة الأسر المتواضعة ماديـًا، وكذلك يثير الضغائن بين الأسر المصرية، موضحـًا أن كل أب أمامه التزامات عديدة؛ كتعليم الأبناء ومصاريف الأكل والملبس والعلاج وفواتير المياه والكهرباء والهاتف، وتلك الالتزامات -كما يعتقد الدكتور "السعيد"-  ليست بالبسيطة.

ثقافة الاستهلاك تضرب "المواطنة" في مقتل
 ويشير المهندس "فرج أنور" -محاضر في علم التنمية المستدامة- إلى أن المعادلة التي تحكم أي مجتمع تتمثل في مواطن يعمل وينتج لنفسه ولغيره من أبناء المجتمع، بالإضافة إلى وطن يحافظ على ما ينتجه الأفراد ويحمي حقوقهم؛ ليكون الناتج هو مواطنة حقيقية يشعر بها المواطنون دونما أي تمييز.

 ويضيف أن سلبية المصريين تجعل اقتصاد "مصر" في خطر حقيقي، متساءلاً: "إذا استمر الناس في الاستهلاك, فمَن الذي ينتج لنا بعد ذلك ما نحتاجه؟؟ وهل سنصبح أسرى لدول معينة ترفع الأسعار كيفما تشاء؟؟ وهل نقف مكتوفي الأيدي واقتصاد "مصر" يتم تدميره"؟!

 وطالب المهندس "فرج" الحكومة المصرية بالاهتمام بعلوم التنمية المُستدامة، ووضعها في مناهج المدارس بمراحلها المختلفة، وكذلك تعريف الطلاب بثروات بلادهم وأهمية تنمية الاقتصاد القومي، إضافة إلى فتح استثمارات جديدة في المجتمعات العمرانية الجديدة، وإلغاء الضرائب وفتح أسواق تجارية دائمة بيننا وبين الدول الأخرى، وأنه يجب علينا أن نتبع سلوكيات مقبولة وواقعية تتناسب وطبيعة المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية, وأن نتخلص من إدمان الشراء والتباهي والتفاخر؛ مثلما يحدث في مناسباتنا الاجتماعية.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :