الأقباط متحدون | اشكروهــم
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٣٠ | الجمعة ١ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢١ توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٦٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

اشكروهــم

الجمعة ١ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٢: ١٠ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

تحيه نقدمها إلى حبهة علماء الازهر
بقلم : حنا حنا المحامي
     قرأت ما يسمى "بيان جبهة علماء الازهر" بعنوان "قاطعوهم" الذى يدعو إلى الانقسام والتفتيت ولا يسعنى إلا أن أرد على كل ما ورد به قبل أن أشكرهم على كل ما يدعون إليه من عداء لا أخال أن شيخ الازهر يقبله تحت أى ظرف من الظروف.

     البيان ملئ باتهامات هم أنفسهم يعرفون عدم صحتها ولكن يبدو أنهم وجهوا هذه الاتهامات من باب الكراهيه للبابا شنوده والمسيحيين لا أكثر.

     يقول البيان إن العصر "الشنودى" تحتقر فيه الكنيسه وتتعالى على جميع الاعراف والقوانين والضوابط العرفيه والاخلاقيه فضلا عن الشرعيه والدينيه.

     وإنى إن كنت أريد أن أرد على كل ما ورد فى البيان المذكور سأحتاج إلى كتاب كامل.  ولكنى أكتفى بالرد على النقاط الرئيسيه خاصة تلك التى وردت بها مغالطات واضحه لا تليق برجل دين –أيا كان هذه الدين- أن ينحدر إليها.

     يقول البيان "... إن الكنيسه استباحت الاستقواء بخصوم مصر وأعدائها .. فأصبحت معلما من معالم التخريب للوحده الوطنيه...."

     للأسف الشديد هؤلاء الرجال الافاضل الذين ينسبون أنفسهم إلى الدين يلقون الاتهامات على عواهنها.  ولا يدرون أن هذه الاتهامات الباطله هى التى تخرب الوحده الوطنيه والامن الاجتماعى.  ولم أكن أتوقع أو أتصور أن رجال من قمم رجال الدين الاسلامى يلقون مثل هذا الاتهام الباطل وهم يعلمون ببطلانه.  فقيادة الكنيسه الممثله فى البابا شنوده يلقبه العرب جميعا بأنه "بابا العرب" تعبيرا عن حبهم واحترامهم وتقديرهم لتلك الشخصيه التى تعمل على السلام الاجتماعى مهما كانت التضحيات ومهما كانت التجاوزات ومهما كانت الاعتداءات. 

     بذلك صدر البيان فى هذه الجزئيه وإن كان يلقى الاتهامات إلا أنه يطوى بطلانا واضحا واتهاما باطلا.  وطبعا صدر بعبارات مرسله تفتقر إلى أية وقائع أو واقعه.  وذلك يتنافى طبعا مع ما يتعين أن يكون عليه خلق رجل الدين من شفافيه وصدق فى الكلمه فما بالك من الاتهام.

     يتكلم البيان عما أسمته طغيان الكنيسه وتحديها لاحكام الدوله لتساوى بين المسلمين والمسحيين فى حق التطليق.

     ضرب عمرو زيدا فعبر زيد عن رفضه لهذا الاعتداء. نادى عمرو على الفور  هذه .... خيانه ... عماله ... استقواء بالخارج ... تفتيت للوحده الوطنيه ... إلى أخر هذه الاتهامات المرسله التى لا تناسب رجل دين أو رجل ثقافه.

     يا حضرات الساده:  الصوره كالآتى: هناك شريعه قدسيه يقولون إنها المسيحيه ودستورها الكتاب المقدس.  والمسئول عن تنفيذ أحكامه هو الرجل الاول فى الكنيسه ألا وهو قداسة البابا شنوده الثالث.  صدر الحكم يأمره بأن يزوج زواجا ثانيا على خلاف ما يقضى به دستوره الذى يتبعه ألا وهو الكتاب المقدس.  هل يملك قداسة البابا أن يخالف أحكام الكتاب المقدس وهو الامين على تطبيق وتنفيذ أحكامه؟  بالطبع لا.  إذن الخطأ لا يكون خطأ البابا بل خطأ القاضى الذى أصدر هذا الحكم.  حقيقة أن هناك لائحه ساريه تلزم القاضى وهو ملتزم بتطبيق أحكامها.  الامر إذن كان مناطه إصدار حكم يقضى بأحقية المطلق للزواج الثانى طبقا للائحه.  أما أن يصدر أمرا لقداسة البابا بتنفيذ ذلك الحكم خلافا لما يقضى به دستوره فهذا الحكم يصبح فريدا فى العالم على مستوى الكره الارضيه دون منازع. 

     كاتب هذه السطور يقيم فى أمريكا إذا توجهت إلى القاضى الامريكى طالبا منه إلزام الكنيسه بتزويجى زواجا ثانيا وأن يصدر أمرا للكنيسه بذلك, يهب فى وجهى قائلا إنه لا دخل له فى الشئون الدينيه إطلاقا.  وأنه يمكنه التطليق والزواج فى المحاكم أما أن تتدخل المحاكم فى شئون الكنيسه أو الجامع فهذا أمر لن يتحقق قانونا أو دستوريا بأى حال من الاحوال.

     يتبين من هذا أن الخطأ لم يكن خطأ البابا إطلاقا بل خطأ المستشار الذى تجاوز الخطوط الحمراء وأصدر أمرا يخالف أحكام الدين.  وهناك مثال على سبيل المثال لا الحصر:  هل يمكن لقاض أن يصدر أمرا إلى شيخ الازهر بتزويج متقاض مسلم زوجه خامسه على خلاف ما تقضى به الشريعه الاسلاميه؟  بالطبع لأ.

     ومن الطريف أن جبهة علماء الازهر تنعى عدم المساواه بين المسيحيين والمسلمين فى حق التطليق.  هل يشغل بالكم كثيرا حق المساواه المزعوم؟  إذا كانت المساواه شغلكم الشاغل لماذا لا تطالبون بتطبيقها على المسيحيين فى كافة مناحى الحياه؟ ولماذا تسمحون وتصمتون صمت الفبور أمام التفرقه التى يضج منها الحادى والبادى صد المسيحيين؟  ولست طبعا فى حاجه إلى سرد أمثله تضيق بذكرها صفحات.

     ثم تعرجون على موضوع وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته وتصرون على الادعاء بأنهما مسلمتان وأنهما قد أعلنتا إسلامهما.  وفاء قسطنطين يا ساده توجهت بمفردها إلى النيابه وأعلنت بإراده حره طليقه بأنها مسيحيه وستظل مسيحيه وستموت مسيحيه.  أما كاميليا فقد أدلت ببيان على مدى خمسة عشر دقيقه تعلن فيه أنها مسيحيه وستظل مسيحيه وأنها لم تعتنق الاسلام فى أى وقت من الاوقات.  ولكن كيف تكون الحقيقه على عكس ما تشتهون؟  هذه هى المشكله.  البادى يا ساده أنكم تبحثون عن المشاكل وتثورون إن لم تتحقق ذلك أن عدم تحققها لن يصادف فى نفوسكم هوى وأملا ورغبه وأطماع.  ومناط الامر كله هو البحث عن السلام أم البحث عن المشاكل لتفجير شحنات الكراهيه والاحقاد التى تضيق بها الصدور والنفوس, وفقدان السلام النفسى الذى يفكر فى صفاء ونقاء.

     أما موضوع شحنة المتفجرات المزعومه والتى نسبت إلى نجل كاهن بورسعيد, فإنها دليل قاطع للبحث عن المشاكل. لقد برأته المحكمه ولكنكم يبدو أن لكم من العلم والدرايه ما يفوق اختصاص السلطات القضائيه.  حقيقة الامر إنكم ترددون ما تريدون ولا ترددون ما هو صادق أو سليم.  وهذه قمة المأساه, تصدقون خيالاتكم وأوهامكم والشائعات التى ترددوها حتى تشبعوا روح الكراهيه التى تنهش فيكم. 

     ياساده ارحموا أنفسكم.  إن هذه الاجساد أمانه فى أعناقكم وهذه العقول هبه ثمينه من عند الله, فلا تخصصوها للشر والكراهيه والاحقاد بل يتعين أن تستخدموها لنفع الانسان وليس لهدمه تخصصوها للرخاء وليس للدمار.  يا ساده إن الارواح التى تهددوها لا يسلبها إلا خالقها فلا تحاربوا الله فى خليقته ولا تنقادوا إلى نوازع الشيطان فى الشر.  إنكم تبحثون عن المشاكل والمتاعب والخاسر فى النهايه هو الوطن.  لقد تعلمتم خطأ أن مصر ليست وطنكم ولذا فلا تريدون له الخير بل تسعون إلى خرابه وهدمه.  يا ساده الاحقاد والكراهيه تهدم, والمحبه تبنى.  لماذا لا تذكرون أو تتذكرون "الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس".  لقد أوجد الله العقائد لرفاهية الانسان وليس لشقائه.  لنفرض أن نجل الكاهن هرب اسلحه, لماذا لا تحترمون حكم القضاء.  هل أنتم أدرى من سلطات الامن والقضاء؟  أم أن الامن والقضاء فشل فى أن يحكم بما تريدون شفاء للاحقاد وإشباعا للكراهيه ليس إلا؟  هل هذه هى العداله فى عرفكم؟

     ومن الطريف بل والمحزن أنكم إذ تتهمون قداسة البابا بأنه يفتت وحدة الوطن ويعمل على الانفسام, إذا بكم تناشدون المسلمين أخوتنا فى الوطن أن يقاطعوا المسيحيين ومحلات تجارتهم وعياداتهم وصيدلياتهم وإجمالا كل أنشطة المسحيين.  هل تريدون أن تدّعوا أنه بذلك تتحقق وحدة الوطن؟  إذا سلمنا جدلا (من الباب الجدلى البحت) أن قداسة البابا يعمل على الفرقه لماذا لا تعملون أنتم على نشر المحبه والتماسك والتعاون والاخاء؟ 

     يا ساده لستم أنتم الذين يوزعون الارزاق, بل هو الله جل وعلا.  إنكم بهذا البيان ترتكبون خطأ جسيما إذ تضعون أنفسكم بديلا لله فى توزيع الارزاق.  لماذا كل هذا الحقد الذى يصل إلى حد التدخل فى شئون الذات العليه؟

     يا أبناء المسيح, قفوا فى صلابه ..... صلابة المحبه والسلام الداخلى فقد قال كتابكم "قلبى دوما يفيض سلام".  ولكن يتعين دون مهادنه أو ضعف أو مذله أو مهانه أن تبادلوا هذه الكراهيه بالمحبه وهذا العداء بالتسامح, وتلك الحرب بالسلام.  قدموا لاخوانكم فى الوطن كل معانى الموده التى أوصاكم بها الكتاب المقدس.  أحبوا كل فرد دون استثناء حتى من يتربص بكم الدوائر.  وأذكركم أن المسيحى لا يخاف ولا ينتقم ولا يتزعزع.  أذكروا دائما أنكم أبناء الملكوت ولن تكونوا كذلك إلا بالمحبه والتسامح.  إذا قاطعوكم إزيدوا لهم النفع, وإذا كرهوكم أزيدوا لهم الحب, وإذا اضطهدوكم قابلوهم بالمحبه والتسامح.  أثبتوا أنكم أبناء الملكوت.  إغلبوا الشر بالخير.
     وأخيرا وليس آخرا:    اشكروهـــم




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :