الأقباط متحدون | استفزاز مشاعر الأقباط (2)
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٢٥ | السبت ٢ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢٢ توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٦٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

استفزاز مشاعر الأقباط (2)

السبت ٢ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: هانى الجزيرى
الفرق بين المظاهرة والوقفة التضامنية
على موقع أسبوع أون لاين، كان هناك تحقيق ذَُكر فيه أن الدكتورة "آمنة نصير"- أستاذ الفلسفة الإسلامية- رفضت التصريحات التي فرق خلالها البابا "شنودة" بين التظاهرات الإسلامية والمسيحية، وقوله في برنامج "وجهة نظر": إن الأخيرة تُعد وقفات احتجاجية بينما تشهد المظاهرات الإسلامية 'اللعن والسباب والمنشورات' ضد المسيحيين، وتساءلت "نصير": وما رأي البابا في التظاهرات التي شهدها المقر البابوي بعد حكم 'الزواج الثاني للأقباط'، والتي شهدت توجيه أقذع الألفاظ لدستور "مصر" وسلطاتها وقضائها ولم يعترض البابا؟

ولأنى مسئول عن بعض هذه الوقفات. ولأنى مسئول عن أولادى وإخوتى الذين نظموا تلك الوقفات؛ فأقول للدكتورة "آمنه": آسف سيدتى. لم يكن هناك لفظًا خارجًا واحدًا ضمن هتافاتنا. وأتحداكى. فأقباط من أجل "مصر" نظمت وقفتين فى فناء الكاتدرائية بـ"العباسية" وهى وقفات تضامنية أكثر منها إحتجاجية، مرة بعد أحداث "نجع حمادى" بأسبوعين ورفعنا فيها لافتاتنا. وصرّحت بأننا لا نتظاهر بالكاتدرائية، ولكننا حضرنا لنقف إلى جوار الكنيسة فى محنتها، وجئنا لنشارك الكنيسة فى أحزانها، ونرفع تعازينا ومواساتنا للبابا الذى هو على رأس الكنيسة.
 
وتظاهرنا بعد ذلك فى "ميدان التحرير" يوم 14 فبراير فى مظاهرة عامة مثلنا مثل أى فصيل سياسى، ربما هاجمنا بعض الشخصيات فى هتافاتنا ولكننا لم نسب، ربما طالبنا بمحاسبة بعض المسئولين ولكننا لم نلعن أحدًا، ربما طالبنا باستخدام الشدة وتطبيق القانون بحيادية، ولكننا لم نشكك فى نزاهة القضاء. ربما مازلنا نطالب بسرعة القصاص لأن العدالة البطيئة ظلم، ولكننا نثق فى عدالة قضاءنا، وقبله عدالة السماء. وهذه المظاهرة كانت فى الشارع، ومن حقنا أن نهتف بأعلى صوتنا، وأن نهاجم السياسات الخاطئة، وأن نطالب بمطالبنا بكل الطرق المشروعة، وهذا حق كفله لى الدستور.

والوقفة التضامنية الثانية لنا فى الكاتدرائية، كانت بعد حكم المحكمة بإلزام البابا بإعطاء تصريح ثان للزواج. وأيضًا كانت وقفة تضامنية مع البابا وليست إحتجاجية؛  لأن الحكم صدر ضد قواعد شريعتنا الأرثوذكسية، راعى فيها القاضى مبادىء حرية تكوين الأسرة وهى أبسط مبادىء حقوق الإنسان، ولم يراع مبادىء شريعتنا، وتناسى أن أبسط مبادىء حقوق الإنسان والتى تضمنها الإعلان العالمى لحقوق الإنسان هى احترام الشعائر الدينية. وتناسى أيضًا أن المطالب بهذا التصريح كان قد كون أسرة من قبل، ولم يحافظ عليها فحقه قد أخذه من قبل. وهو فى نفس الوقت قد هدم أسرة قد تكونت. فالكنيسة لم تمنعه من تكوين أسرة فى المره الأولى، ولكنه خرج عن الشريعة المعمول بها والوصية الكتابية؛ ولذلك فعليه أن يجد طريقة أخرى لتكوين أسرة بعيدًا عن هذه الشريعة؛ لأن الشريعة مجمل أحكام لا يجوز التنازل عن إحداها أو إختيار ما يناسب ظروفى ورفض باقى الأحكام. هل يستطيع ذلك القاضى الحكم لرجل مسلم متزوج من أربعة أن يتزوج الخامسة بحجة حقه فى تكوين أسرة؟!! وقبل أن تجيبى بأن لديه أربع أسر، أرجع وأقول أن شريعتنا شريعة الزوجة الواحدة، وشريعتنا تميزت بذلك.

ولماذا لا يتمتع بحرية تكوين أسرة أو أسرتين؟ ستكون الإجابة: لأن الشريعة تسمح بذلك. وبناء عليه، نرد: وأيضًا الشريعه هنا تسمح بأسرة واحدة فقط. وأعتقد أن وقف الحكم لهو دليل قاطع على عدالة القضية.

نعود إلى وقفاتنا التضامنية.. بعد حادث "نجع حمادى"،  دعت مجموعة صوت المسيحى الحر   والأقباط الأحرار إلى وقفة صلاة بالشموع، وهذين المجموعتين هما مختصتان بمواقع إلكترونية تنقل الأخبار فقط وليس لهما أى نشاط سياسى، والمسئولين عنهم على خلق، ومعروفين بإلتزامهما الشديد. وتكررت هذه الوقفة بنفس الإلتزام ونفس القدرة على المسئولية. مجموعة من الشباب دعت الشعب إلى صلاة من أجل شهداءنا فى "نجع حمادى" فى فناء الكاتدرائية، وكانوا ممسكين بالشموع فما الضرر؟  فالمشهد كان حضاريًا للغاية، ونحن فرادى وأعضاء فى حركة أقباط من أجل مصر. وبصفتنا مسيحيين شاركنا فى الصلاة. ولم يكن هناك أى هتافات أو لافتات تحمل أى إساءة لأى شخص، بل لا أذكر إلا لافتات تحمل صور شهداء "نجع حمادى".
 
ثم كانت مشكلة "كاميليا"، وحضرت بنفسى كل الأزمة، ولم يكن هناك أى هتاف يحمل إساءة للحكومة أو المعارضة أو الرموز الإسلامية، بل بالعكس إلتزم الجميع فى هتافاتهم، وكان كلما زاد حماس الشباب حاول القساوسة المتواجدين تهدئتهم.
 
هذا هو حال الوقفات داخل الكاتدرائية فى الفترة الأخيرة، ولمدة سنة كاملة.

لكن ما حدث فى المظاهرات التى نظمها بعض المسلمين أمام بعض الجوامع، احتوت سبًا مباشرًا لقداسة البابا، وتمزيق لصوره، وعداء مباشر للبابا دون وجه حق؛ لأن ما كانوا ينادون به، وهو إسلام "كاميليا"، نفاه الأزهر بتصريح نشر فى الجرائد. ولكن إستمرارًا لمسلسل استفزاز مشاعر الأقباط، ولعدم تصديق الواقع؛ ولأنها فرصة للتعبير عن حقد دفين تربى فى تربة عفنة من الطائفية، ترعرع فيها الفكر الوهابى، كانت من ثماره هذه المظاهرات التى تكره الآخر ولاتصدق إلا نفسها.
 
الدكتورة "آمنة" من الشخصيات المعتدلة جدًا،  والمعروف عنها الموضوعية والنظرة البعيدة المدى؛  ولذلك أردت أن ألفت انتباهها إلى حقيقة الوضع.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :