الأقباط صنّاع سلام
بقلم: القس لوقا راضى
فى ظل الأحداث المتتالية التى نتابعها جميعًا من خلال المنشور والمكتوب والمذاع، وجدت إننى لابد أن أبدأ فى مشروع كنت أفكر فيه مع أحد أصدقائى من فترة عن أن أكتب مقالات تخرج فى شكل بحث تاريخى عن: الاقباط كصناع للسلام...
وقررت أن أبدأ بكتابة سلسلة مقالات عن تاريخ الأقباط كصناع سلام، لعلها تكون مفيدة ونحن نتناول قضايانا الحالية.. ليعرف الجميع من هم الاقباط؟ وما منهجيتهم فى الحياة وتوجههم للمستقبل؟ ورؤيتهم لأوطانهم؟
وأنا أدرس وأتأمل فى كلمه الله التى هى أساس ايماننا المسيحي، أدرس الآية القائلة: "طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون". وتأملت، وأخذت أبحث فيها فوجدتها تنطبق على المسيحيين بالأعم والأقباط بالأخص.
ونحن كصناع سلام، نحتفظ أيضًا بمطالبتنا بحقوقنا ولا نتركها.. لأن جزء أساسي من صناعة السلام السعى من أجل الحق.. لأن الحق حرية.. والحق هو الله.. "إن حرركم الابن فبالحقيقة تصيرون أحرارًا"؛ فالحق حرية ومن الحرية السلام.
صناعة السلام هى دعوة أساسية ورؤية حقيقية لأبناء الله، لن نكون أبناء لله إن لم نصنع السلام ونجد فى طلبه مع الكل.
انتشرت المسيحية فى بلادنا المصرية بالسلام والدعوة الهادئة والكرازة بالموعظة والعمل من خلال القديس مار "مرقس الرسول" كاتب بشارة مرقس، وأحد الرسل القديسين، الذى فى بيته دارات أحداث عظيمة أثناء خدمة الرب بالجسد.
جاء ما "مرقس" هادئًا وبسيطًا ونشر الايمان فى هدوء وسلام. ولنتذكر قصة مار "مرقس" حين دخل إلى "الإسكندرية" العاصمة المصرية عاصمة الثقافة والفكر صاحبة المكتبات والتاريخ الأدبى والعلمى والثقافى شائع الصيت... فجاء مار "مرقس" إلى تلك العاصمة يحمل سلامًا، وبدأ كرازته بالتجول فى شوارع المدينة، ومن كثرة السير انقطع صندله.. فذهب ليصلحه عند رجل اسكافى يدعى "إنيانوس"، وما أن ابتدأ "إنيانوس" بإصلاح صندل مار "مرقس"، إلا وأن دخل المخراز بأصبع "أنيانوس"؛ فصرخ "إنيانوس" قائلاً باللغة المصرية القديمة، والتى تطورت وأصبحت اللغة القبطية فيما بعد، والتى ما يزال الأقباط محبة لـ"مصر" يستخدمونها فى الصلوات، ومازال الشعب المصرى يستخدم مفراداتها إلى الآن (تخيل إننا نتحدث بالقبطية فى حياتنا اليومية ونحن لا نعلم ما أصل تلك الكلمات للآن.. الباحثين الحاليين يقولون يوجد حوالى (13) ألف كلمة فى الحياة اليومية أصلها قبطي، ليس الآن السبيل إلى التعمق فى هذا الشأن، وإن كنا سنعود إليها فى حينها)، فصنع مار "مرقس" سلامًا مع "إنيانوس"، وطلب من الرب الشفاء فشفى "إنيانوس" وعادت يديه سليمة بعد أن ظن أن مستقبله المهنى ومستقبل عائلته صار فى خطر ..
مار "مرقس" صنع سلامًا لهذا الرجل بالصلاة من أجله، فصنع معه سلامًا وشفى يده..
فما كان من "إنيانوس" تجاه السلام الذى صنعه مار "مرقس"، إلا أنه آمن بالمسيح الإله الذى رأى من تلميذه "مرقس" سلامًا وشفاءً..
كانت هذه المعجزة تتبع لقطرات السلام التى اتبعها مار "مرقس" مقتفيًا آثار الرب تبارك اسمه الذى دُعى فى أشعياء النبى برئيس السلام.. ومار "مرقس" سمع من فم الرب تبارك اسمه التطويبات القائلة: "طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يُدعون".
السلام ليس بالكلام ولا التحيات، السلام عمل داخلى يتعمق فى كيان الإنسان. والسلام أيضًا اختيار استراتيجى للإنسان العارف لخطة الله فى حياته، المدرك إنه على صورة الله خلق ليحيا كمثاله.
من أجل هذا سأكمل بمشيئة الرب هذا البحث، وسأقوم بالبحث فى تاريخ وثقافة وصلوات الأقباط طيلة الواحد والعشرين قرنًا. فالقصص والروايات والمواقف التى تبرهن للقاصى والدانى إننا لا نعرف إلا السلام.
لذا أطلب من الكل مساعدتى، سواء بإرسال لينكات لكتب عن تاريخ الكنيسة لكتّاب أقباط وغير أقباط، مصريين أو أجانب، قدامى أو محدثين، إن أمكن أطلب إرسال أيضًا قصص من التاريخ القديم والمعاصر تخدم صناعة السلام، وأطلب أن تذكروا لى المرجع الذى نقلت عنه الرواية ولنتواصل معًا على الإيميل التالى:
magdyrady@yahoo.com
أثق أن الرب سيستخدم العمل من أجل مجد اسمه
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :